نقلا عن شبكة إيلاف الإليكترونية : فيما يشبه الهستيريا, أصاب هواتف السعوديين النقالة الحمى من كثر الرسائل, وكل ذلك لأن أكبر شركة إتصالات في السعودية منحت عملاءها شهراً كاملاً لا تأخذ خلاله رسوماً على الرسائل النصية القصيرة (SMS) بين عملائها. في المشهد المجاني حضر كل شيء ولكن الأبرز كان بين أمرين, النكتة وطلب الثأر! مصدر في داخل شركة الاتصالات السعودية STC (صاحبة العرض) قال ل"إيلاف" إن عدد الرسائل المرسلة فاق التوقعات, وأضاف بأن متوسط عدد الرسائل المرسلة من الهاتف الواحد بلغ 13 رسالة يومياً منذ بدء العرض. النكتة حضرت بكثافة غير معهودة وكأن السعوديون تحولوا فجأة إلى شعب ضاحك على الدوام, وصار كل من يملك هاتفاً نقالاً كوميدياناً عابراً للأثير, وتدور النكتة حول كل شيء, ولكن مناطق معينة و مدمني الحشيش حظوا بالنصيب الأوفر. النكتة تخضع لتدوير عجيب, فتأتيك نكتة عن منطقة معينة, دقائق وتأتي نفس النكتة عن منطقة أخرى أو "عرق" معين ثم أخرى وهكذا, ولكن الجميع اتفقوا على مدمن الحشيش فلم يغيروه إلى مخمور مثلاً. النوع الثاني كان حول طلب الثأر من هذه الشركة بحسب زعم بعض الرسائل, هناك من قال إن الشهر المجاني كان بسبب أخطاء فادحة في فواتير الشهور ال5 الماضية التي حدثت فيها أخطاء كبيرة كبدت مشتركين كثر مبالغ غير مستحقة, وهناك من زاد بل لأن تاريخ الشركة طويل مع عملائها في فترات طويلة ماضية. إحدى الرسائل تقول "رغم أن أصابعنا صارت توجعنا, رغم أننا صرنا نضطر نحط الرسائل ع الصامت, رغم أن جوالاتنا صارت تعلق, لازلنا مصرين على أخذ الثأر وكلنا إصرار وعزيمة"! حول هذا الموضوع بالذات يقول استاذ علم الاجتماع الدكتور ابراهيم الجوير إن هناك فارقاً لدى الكثيرين بين سرعة الثقافة السلوكية الجيدة وبين تقنيات العصر, بعض الناس أحياناً يسيئون استخدام التقنية لأنهم لم يصلوا لمرحلة تمكنهم من التعامل معها بشكل حضاري. وأضاف " أعتقد أن الهوس الآن هوس مؤقت ولكن الخوف من أن يصبح إدماناً, وهو ماقد تسعى إليه الشركة التي أطلقت العرض". وهناك من لم يقدم شيئاً يذكر في رسائله, بل يكتب أشياء لا معنى لها فقط ليرسل رغم أن بعضها لا تخلو من طرافة, ومثال ذلك رسالة انتشرت تقول "أنا عطست وحمدت الله, أحببت أن أخبرك لتشمتني وتكسب أجراً". وأخرى تقول " الآن أثني رجلي اليمنى وأمد اليسرى وكلي عزم وإصرار على صلة الرحم ووصل الأصدقاء والأحباب". ولكن الجانب الديني في مجتمع مثل السعودي لن يكون بعيداً عن المشهد المجاني, فالرسائل الدعوية والنصائح الوعظية أخذت طريقها في الأثير المفتوح بلا مقابل, وكلها تستحلفك بالله أن تعيد تدوير الرسالة, وتخبرك بأن لا عذر لك لأنها مجانية". كل ذلك جعل من البعض يرى في من استمرؤوا الإرسال إنما هم مجموعة بخلاء, وجدوا في شهر العرض فرصة للظرافة, وسط صوت يرد : إنهم ليسوا بخلاء ومن قال عنهم كذلك إنما هم عملاء الشركات المنافسة لأنهم لم يستطيعوا عمل ذلك.