نقلا عن إيلاف الإليكترونية : لا يزال اسم "فرمان علي خان" الرجل الباكستاني يتردد بقوة على ألسنة السعوديين، وخاصة في مدينة جدة بعد أن فقد حياته أثناء محاولته إنقاذ المزيد من ضحايا السيول التي سببتها الامطار الغزيرة على المدينة الساحلية ليلة عيد الأضحى المبارك، وتمكن بالفعل من انقاذ 14 غريقًا قبل ان يلقى حتفه حينما حاول انقاذ الغريق الخامس عشر. أمل إسماعيل من جدة: مئات السعوديين طالبوا عبر المواقع الالكترونية والمنتديات وفي مجالسهم الخاصة، بمنح أبناء "بطل جدة" الجنسية السعودية تكريمًا له ولما بذله من جهد لا يمكن أن يقدر بثمن، وحثوا الحكومة في المملكة على تكريم عائلة فرمان على نحو يليق بما فعله من اجل المواطنين السعوديين الذين كُتبت لهم الحياة بفضل تفاني واخلاق هذا الرجل الذي يعمل إمامًا لأحد المساجد في جدة. ومع انقشاع أهوال الكارثة التي حلّت في جدة وادت لوفاة 121 شخصًا غرقًا في الفيضانات، أصبحت سيرة فرمان تتردد على كل لسان، خاصة الطريقة التي تمكن عبرها من انقاذ 14 شخصًا إذ استخدم دواليب للسيارات وحبلاً وألواحًا خشبية وقام بوصلها ببعضها البعض، وربطها في أحد الأنابيب قبل أن يلفها حول جسده، للدخول إلى المياه وإخراج المحتجزين ومن جرفتهم السيول. أربع عشرة مرة ربط فرمان الحجارة في طرف الحبال ورماها للمستغيثين بينما تضربه أمواج السيول وتحاول أن تجرفه لكنه يتشبث فيوفقه الله في انتشالهم واحدًا بعد الآخر، ولما استعصى عليه إخراج الشخص ال 15 نزل بنفسه في السيل الذي جرفه إلى النهاية المحتومة , فاجأته السيول فوقع منهاراً داخل المياه وغمرته سيول جدة الجارفة , وهو محتضن للحبل الذي أنقذ به أرواح غيره. بطولة وشهامة تجلت فيها أسمى الصور الإنسانية قابلها السعوديون بالمثل، إذ تواصلت المطالب بمنح أبنائه الجنسية السعودية وبمنحه وسام الملك وتسمية شارع من شوارع جدة باسمه وفتح أبواب التبرعات لأبنائه أو إعطائهم مبلغ مالي بقيمة 5 مليون ريال، لتعويضهم عن والدهم ومعيلهم ولينعموا بحياة كريمة. فرمان خريج جامعي، وحين توفي كان يبلغ الثانية والثلاثين من عمره، لديه شهادة في رياضة الكاراتيه، وشهادات عديدة في العمل التطوعي , جاء إلى السعودية قبل 6 سنوات ولا يجيد اللغة العربية إلا بصعوبة, أب لثلاث فتيات يعيشن في باكستان و لم ير أصغرهنّ منذ مولدها , وقد عرف بين جيرانه بالطيبة والأخلاق الحميدة. رحمن علي خان شقيق الشهيد فرمان أكد أن عائلته وعلى الرغم من حزنها الشديد على وفاة فرمان بعيدًا من عائلته في باكستان، إلا أنها فخورة به وبما فعله في السعودية، فيما اغرورقت أعين بناته الثلاث بالدموع حين وصول جثمانه الى باكستان قبيل دفنه، وفي المبادرة الأولى لمساعدة عائلة الفقيد، أعلنت هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية عن كفالتها ل 1000 يتيم في كافة أنحاء المملكة إلى جانب كفالة بناته الثلاث زبيدة – 7 سنوات ومديحة – 6 سنوات وجريرة – 4 سنوات، وذلك بمناسبة عودة ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبدالعزيز إلى أرض الوطن سالمًا من رحلة علاج دامت عامًا كاملاً.