اعتبر المهندس الاستشاري السعودي زكي محمد فارسي ان كارثة فيضان جدة إنذار لما تعانيه المدينة من تباطؤ في تطور بنيتها التحتية الأمر الذي سيجبر المسؤولين على إعادة تقييم الوضع الذي وصفه بالواقع المرير في جدة. جاء ذلك أثناء استضافة الإعلامي السعودي تركي الدخيل للاستشاري في برنامج "إضاءات" على قناة "العربية" والذي سيبث غدا الجمعة 18-12-2009 في الثانية ظهرا بتوقيت السعودية، ويعاد بثه في الساعة الخامسة عصر بعد غد السبت. فارسي استعرض جزءا من تقريره الذي تقدم به الى وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبدالعزيز حول المخاطر التي تهدد المدينة مثل مشكلة الصرف الصحي التي، وعلى حد تعبيره، ستدمر المدينة بيئيا وصحيا، فالمنطقة المغطاة بالصرف الصحي تعادل فقط 8% فقط من مساحة المدينة. وحمل فارسي جزءا من المسؤولية عن كارثة جدة الى الفساد في بعض الدوائر الحكومية والذي يدفع ثمنه المواطن بشكل يومي. وأمر العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز بتشكيل لجنة تحقيق في كارثة جدة، فيما اعتبره البعض نقلة نوعية في مكافحة الفساد. كما تقرر صرف تعويضات مالية للمتضررين. وخلفت سيول جدة مئات القتلى، وآلاف المنازل والسيارات، فضلا عن تشريد سكان أحياء بكاملها في المدينة. وطالبت أصوات بسرعة معالجة مجاري السيول في جميع مناطق المملكة قبل وقوع كارثة في مدن أخرى مثل الرياض، خصوصا في ظل وجود بعض المساكن في بطون الأودية، حتى لا تتكرر مأساة جدة في مدن أخرى.