شاهدت مثل غيري برنامج اضاءات الذي يقدمه الأستاذ تركي الدخيل مع ضيف البرنامج معالي وزير المياه والكهرباء والذي كان الهدف منه إلقاء الضوء على مأساة الصرف الصحي في مدينة جدة. وقد شاهدنا بعض الشرائح اليدوية التي استخدمها الوزير لإيضاح المناطق المغطاة بشبكة الصرف الصحي (20%) والمناطق التي مازالت تنتظر وكذلك محطات التنقية تحت التنفيذ، والمسارات الرئيسية وغير ذلك من المعلومات المفيدة. والانطباع الذي تركه معالي الوزير أن وزارته تقوم بواجباتها على الوجه الصحيح من وجهة نظره وان التحدي كما سماه بحجم جبار وان التأخير وارد لأسباب حجم ذلك التحدي الذي لا يزيد عن حفر خنادق في شوارع مخططة وتوصيل ودفن مواسير وعمل فتحات غرف تفتيش وتغطيتها فلا تقنية عالية.. ولا تجهيزات فضائية.. ولا يحزنون. والصعوبة الوحيدة المقدور عليها تكمن في محطات التنقية وشبكة تصريف مياهها بشكل عادي جدا أيضا يامعالي الوزير. والمعلومة المفيدة التي برزت في البرنامج أن الوزارة بدأت في المشروع من عام 1424ه أي قبل ست سنوات والمدينة تئن وتتألم والمواطنون يستمعون لبيانات الوزارة واحدا تلو الآخر بان العمل سينتهي بعد سنتين من تاريخ التصريح وفي البرنامج كرر معالي الوزير أن علينا الانتظار إلى عام 2012م وبعد ذلك يبدأ ربط المنازل بالشبكة وربما يحتاج ذلك إلى سنتين أخريين إذا لم يحصل تأخير كما هي العادة ومدة السنتين قابلة للزيادة حسبما عودتنا الوزارة، وعلى ذلك المنظور يصبح الموعد التقريبي.. نعم التقريبي.. على عادة الوزارة في عام 2016م، أي بعد ست سنوات. والشيء الذي طمأننا عنه الوزير أن المال العام في مأمن منذ توليه مهام الوزارة كما أن وزارة المالية لم تقصر في رصد الاعتمادات التي طلبتها الوزارة. وفيما يخص العرض الذي قدمه سعادة المهندس زكي فارسي فقد لوح الوزير بان المعلومات غير صحيحة، وقد كان عليه أن يستوضح من الوزارة قبل تقديم عرضه المميز أمام سمو النائب الثاني في الغرفة التجارية بجدة وربما بحضور مسؤولين من الأمانة ومن وزارة المياه والكهرباء! واترك هذا الشأن للمهندس زكي فارسي ليتولى الإجابة عليه، أما أنا كمواطن فالذي أراه أن الوزارة كان بإمكانها أن تعمل أفضل مما حصل وتختصر مدة التنفيذ بنسبة خمسين في المائة من خلال العمل في فترات المساء وعطلة نهاية الأسبوع، ومن خلال ترسية المشاريع على مقاولين مقتدرين ومن خلال إدارة مراقبة حديثة وليس من خلال بيروقراطية الدوام الرسمي التي تعمل بها الوزارة... مع احترامي لمعالي الوزير ورفاقه... في ذلك المرفق الذي لم يعد المواطنون يتحملون وعوده المطاطة. إنني أخاطبكم كمهندس يا معالي الوزير وأقول أن الأداء الذي تدافعون عنه لا يرقى إلى الحد الأدنى من تطلعات المواطنين وأطالبكم كزميل مهنة وكمواطن يعاني من معضلة المياه والصرف الصحي في مدينة جدة بان تعيدوا النظر في كيفية تنفيذ مشاريع الوزارة وكيفية الإشراف عليها فالتحدي الذي تحدثتم عنه ليس مبررا لما يتعرض له سكان مدينة جدة من معاناة.