نقلاعن الوطن السعودية : الوطن: ألو... الدكتور محمد باريان؟ باريان: نعم. من محمد باريان؟ هو ابن الوطن. ممن تشكلت؟ شكلني الزمن والتراكم. أنت الآن تقود القناة السعودية الأولى؟ أنا جندي ضمن مجموعة عمل هي التي تقود القناة الأولى. كيف تقود القناة الأولى؟ قلت لك هناك وزارة وهناك زملاء وأنا ضمن هذه المجموعة. أنت وهذه المجموعة كيف تسيرون العمل بهذه القناة؟ نسيرها إن شاء الله ضمن الثوابت ومراعاة الخصوصية المحلية. ألا تعتقد أن العزف على وتر الخصوصية المحلية أضر أكثر؟ عندما أقول الخصوصية فهذا يعني أن الله خصنا بالحرمين الشريفين وخصنا بتطبيق الشريعة الإسلامية وهذه هبه من الله. هل تستطيع أن تحدث تغييرا ما في القناة الأولى؟ تغيير من أي ناحية؟ تغيير في الطرح فيما يقدم من جرعات إعلامية ثقافية اجتماعية؟ نحن هدفنا في الأول هو خدمة الدين والمليك والوطن ومن خلال مراعاة تلك الأهداف نستطيع أن نحدث التغيير الإيجابي المأمول. وأنت تتهيأ لتقديم الجديد في القناة الأولى؟ نعم. أقصد هل تراعي كل الأذواق بما فيها الدينية والليبرالية والوسطية كما يقال؟ نحن بالأخير نقدم للمواطن والمجتمع، وهذا يعني أننا نحقق رغبة كل الأذواق. ما هو شكل التغيير الذي تطمحون إلى إحداثه في التلفزيون السعودي؟ بإذن الله أنا وزملائي واعتبارا من 1 محرم سيلمس المواطن السعودي التغيير المنشود. أنت من يحدث التغيير؟ نحن مجموعة عمل، ونحن استمرار لزملاء سابقين. رغم ما يقدم من إغراء من الفضائيات الآن، المشاهد السعودي لازال متشبثا ووفيا للتلفزيون السعودي؟ نحن نقدر ونحترم هذا الوفاء. لماذا لا تنتصرون لهذا الوفاء؟ نحن نعمل على ذلك. أنت كنت في السابق بالإخبارية؟ نعم كلفت لفترة. هل تعود الإخبارية إلى سابق عهدها غير البعيد طبعاً؟ نحن نعمل في إطار الحرية المسؤولة. هل نقيض الحرية المسؤولة هو الحرية المنفلتة؟ والمتهورة أيضاً. ألا تعتقد أن كمية الأوكسجين الذي استنشقته الإخبارية سببت لها بعض الاختناق؟ هناك يكون إعادة تقييم في كل مرحلة. متى وطأت قدمك مبنى التلفزيون؟ تقصد متى بدأت بالتلفزيون! نعم أول دخول لك مبنى التلفزيون كموظف؟ منذ ثمانية وعشرين عاماً. وأنت تعمل بالتلفزيون؟ نعم. هل تذكر أول مرة وقفت أمام الكاميرا؟ منذ سنين طويلة وقفت أمام الكاميرا وفشلت. واخترت الوقوف خلف الكاميرا؟ بالضبط...، ووجدته من الأفضل لي ذلك. أنت اتخذت هذا القرار؟ نعم، وأخذت بنصيحة زميلي ماجد الشبل. على ذكر ماجد الشبل، أين هو الآن؟ متقاعد وموجود في بيته. مرحلة ماجد الشبل كانت جميلة؟ نعم جميلة؟ أنت سبق وأن درست في الخارج؟ نعم أكملت دراسة الماجستير والدكتوراه في بريطانيا. هل أثر عليك الغرب من خلال دراستك؟ أثر علي من أي ناحية؟ أغلب الذين ابتعثوا أصبح لديهم نزوع ليبرالي؟ لكن أنا لدي نزوع نحو كل ما هو وطني. لماذا يدعي المثقف السعودي التنكر لليبرالية ويتوق لها في الخفاء؟ لا أعتقد، وإذا كانت الليبرالية تخدم الوطن فأنا ليبرالي. أنت درست الصحافة بالغرب؟ نعم. ما الفرق بين الصحفي في الإعلام المرئي ونظيره في المقروء؟ الصحفي في الإعلام المرئي لدية كاميرا، والثاني لدية أدوات أخرى. لماذا لا يوجد لدينا كادر إعلامي متطور؟ ربما لأن الجامعات لدينا تخرج الموظف وليس المبدع. أين الخلل برأيك؟ يمكن في تدني المستوى التعليمي. هل يعتبر المذيع والمقدم هما نواة العمل التلفزيوني؟ نعم. هل يفتقر التلفزيون إلى هذه الطاقات؟ نعم، ولكننا نعمل سويا كطاقم عمل مشترك. الحوافز التي تعطى للمذيع السعودي هل هي كافية؟ تخيل لو قارنت بين ما يحصل عليه في الغرب وما يحصل عليه هنا. طبعا فارق هائل؟ طبعا. بعض القيادات عندما ترحل تترك المكان مثلما دخلته؟ ما الذي تقصده! أقصد أنها لا تترك وراءها كادرا قويا مدربا. لكن هذا غير قابل للتعميم. لماذا؟ ربما في تلك المرحلة الكل مهتم بذاته بينما الآن يختلف الأمر. إن صناعة الآخر هي أمر معقد لا يقدر عليه إلا القادة الفعليين؟ أوافقك الرأي. لمن تنحاز في الإعلام السعودي؟ أبدا...، لا أنحاز لأحد مع أنني أحترم بعض تجارب الآخرين. من تقصد بالآخرين؟ أقصد الذين عملوا بمنتهى الصدق والإخلاص. البعض يعمل ويؤسس ثم يرحل ويترك المكان لغيره؟ وهذه قمة العطاء، وقمة الوطنية، يجب أن نسقط ذواتنا في زحمة العمل لكي يبقى العمل خالصاً للوطن. ماذا تسمي الذين يسقطون أثناء أداء العمل؟ هذا وفاء منهم. ريما الشامخ سقطت وهي على الهواء؟ نعم...!، وهذه قمة الوفاء في أداء الرسالة الوطنية. كنت موظفا بسيطاً، والآن أنت مدير القناة الأولى، ما الفرق بين المسافتين؟ لازلت أشعر أنني موظف بسيط أؤدي رسالتي نحو الوطن. كم ساعة تقضيها في التلفزيون؟ من الساعة التاسعة صباحاً وحتى السادسة. هذا على حساب أسرتك؟ نعم، لكن أسرتي رضيت بذلك. بما أن وزير الثقافة والإعلام مثقف وشاعر، هل يمكن حل العديد من الأمور التي تواجه بالبيروقراطية سابقاً؟ معالي الوزير الأستاذ عبدالعزيز خوجة لم يكن غريباً على الوزارة، فهو يعمل كل ما في وسعه لدفع الإعلام السعودي نحو آفاق أرحب من التقدم. هل أنت متفائل؟ نعم متفائل دائما. شكراً يا دكتور محمد، حوارنا انتهى عفواً.