قالت مصادر، اليوم الجمعة، إن الشيخ عيسى بن زايد آل نهيان، الأخ غير الشقيق لرئيس دولة الإمارات، سيمثل الأسبوع المقبل أمام محكمة جنائية في أبوظبي بعد تحقيق في شريط فيديو يظهره وهو يعذب بوحشية رجلا أفغانيا. وقال حبيب الملا، محامي الشيخ عيسى إن موكله سيدفع ببراءته، في القضية التي سلطت الضوء على نفوذ العائلات الحاكمة في الإمارات. وأوضح الملا في عرضه لموقف الدفاع في القضية أن الشخص وراء تصوير الشريط "قام بتخدير" الشيخ عيسى حتى يستخدم الشريط لابتزازه، ويشير المحامي إلى شقيق رجل الأعمال الأمريكي من أصل لبناني، بسام النابلسي الذي قام بتصوير فيديو التعذيب. واعتقل ممثلو الادعاء في أبوظبي الشيخ عيسى في مايو لاستجوابه بعدما عرضت شبكة تلفزيون "ايه.بي.سي" الامريكية الشريط الذي يظهر فيه رجل أفغاني يتعرض للتعذيب بصاعق كهربائي ثم يضرب بالسياط وبقطعة خشب مثبت بها مسمار ثم تدهسه سيارة في مكان ما بالصحراء عام 2004. وقالت وكالة الأنباء الإمارتية وقتها إن اعتقال الشيخ عيسى هو الإجراء الأول من نوعه في تاريخ البلاد، والذي يتم فيه الإعلان عن التحقيق مع أحد أفراد العائلة الحاكمة. وكان مسؤولون إماراتيون كشفوا أن الشيخ عيسى يخضع للإقامة الجبرية في منزله، وممنوع من مغادرة البلاد، وهو الإجراء الذي أشادت به منظمة هيومن رايتس ووتش، والذي اعتبرته "مهم ولكنه غير كاف"، واعتبرت أنه لا يزال هناك الكثير للقيام به من أجل استعادة الثقة في شرطة الإمارات ونظامها القضائي. وتؤكد عدة مصادر أنه لولا ظهور الشريط الذي مدته 45 دقيقة في محكمة اتحادية أمريكية بهيوستن، حيث رفع بسام النابلسي قضية ضد الشيخ عيسى، واستخدم الشريط كدليل لإدانته، لما اهتمت السلطات الإماراتية بهذه القضية، خاصة وأنها تقول إن القضية سويت من خلال اتفاق ودي، بين الشيخ عيسى والرجل الأفغاني، اللذين اختلفا بسبب اختفاء كمية من الحبوب تقدر قيمتها بحوالي خمسة آلاف دولار أمريكي. ويبدو أن الشيخ عيسى خلال حفل التعذيب الذي جرى في الصحراء قرب أبوظبي عام 2005، قد طلب من شقيق صديقه وشريكه السابق بسام النابلسي تصوير مشاهد التعذيب الفظيعة، التي استخدمت فيها كافة أشكال التعذيب من الضرب المبرح بعصا مثبت عليها مسامير، إلى الكي بسوائل حارقة، ووضع الملح في الجروح، ووضع الرمال في الفم، والصعق بالكهرباء، وإدخال شيء صلب في مؤخرة الرجل، وانتهاء بتكسير العظام بواسطة سيارة، وعندما اختلفا الشريكان تمكن الأخوان النابلسي من الخروج من الإمارات ومعهما الشريط، ولكن بعد أن واجه النابلسي ظروفا صعبة بسبب احتجاجه على تعذيب الرجل الأفغاني، ووفقا لرواية النابلسي فإنه طلب معالجة الرجل الأفغاني حتى لا يموت، فغضب الشيخ عيسى من هذا التصرف، وتمكن من خلال نفوذه من زج النابلسي في السجن بتهمة حيازة مخدرات، حيث تعرض للتعذيب والإذلال على أيدي شرطة الإمارات، التي ضغطت عليه من أجل إعادة الشريط إلى الشيخ عيسى، بحسب رواية النابلسي. وقال محامي الشيخ عيسى إن محكمة جنائية بمدينة العين ستنظر القضية وانها ستكون علنية. ولم يقدم المزيد من التفاصيل. وتحاول دولة الإمارات ثالث أكبر مصدر للنفط في العالم تحسين سجلها في الحقوق بعد انتقادات وجهتها إليها الولاياتالمتحدة حليفتها الغربية الرئيسية وجماعات حقوقية في السنوات القليلة الماضية. ويمثل الأجانب، وغالبيتهم من شبه القارة الهندية، حوالي 80 في المئة من تعداد السكان في الإمارات المركز الاقليمي للتجارة والسياحة. ووجهت جماعات مدافعة عن حقوق الانسان انتقادات لظروف عمل العمال في الامارات حيث يعيش كثير منهم في مخيمات فقيرة ويعملون لساعات طويلة في ظل المناخ الصحراوي. وغالبا ما يحتفظ أصحاب العمل بجوازات سفر من يعملون لديهم. وتقول الإمارات إنها اتخذت اجراءات لتحسين أوضاع العمال ومكافحة الاتجار في البشر والبغاء ووضع حد لاستخدام الاطفال في سباقات الهجن.