نقلا عن صحيفة الاقتصادية : قادت شهامة ومروءة شاب سعودي حائلي، حجاجا من الشيشان إلى تجاوز عقبات كبيرة واجهتهم، وهم في طريقهم لأداء مناسك الحج، بعد أن تعرضت مركبتهم إلى حادث مروري أعطبها وأوقفهم عن مواصلة المسير ليلة الوقوف في عرفة، خاصة أنهم في سباق مع الوقت، إذ إن الحج أيام معلومات. وتعود تفاصيل القصة إلى أن الشاب عبد العزيز بن علي الخطيب من أهالي حائل تصادف مروره بأحد الميادين وسط حائل بوجود حادث مروري تعرض له حجاج من دولة الشيشان ستة رجال وامرأتان، ووسط الحزن الذي أصابهم، لم يتوان الشاب الحائلي بدعوتهم إلى منزله، وضيافتهم، قبل أن يقوم بكفالتهم لدى مرور حائل واستخراج ورقة من المرور تمكنهم من الوصول إلى عرفة في نفس الليلة، مع قيامه باستئجار سيارة تقلهم إلى المشاعر. لم تتوقف مروءة الشاب السعودي الحائلي عند ذلك، فبعد مغادرتهم حائل إلى المشاعر المقدسة، قام بإدخال سيارتهم في إحدى الورش المتخصصة في حائل وإصلاحها على حسابه الخاص كي تكون جاهزة بمجرد عودتهم من أداء فريضة الحج. من جهته، أوضح ل «الاقتصادية»عبد العزيز الخطيب الملقب حاليا في حائل»بمحجج الشيشان»، أنه عندما شاهد بكاء السيدتين الشيشانيتين الطاعنتين في السن على الرصيف بالقرب من سيارتهم التي تعرضت للحادث وسؤال الحجاج الشيشان عن عرفات وكم يفصلهم عنها؟ وهل يستطيعون الوصول إليها، عقد العزم على إنهاء معاناتهم واصطحابهم بسيارته للحج، إلا أن بعض الظروف القاهرة منعته من ذلك، ومن أبرزها أنه لم يقم باستخراج تصريح للحج . وقال «عندما دخل الحجاج الشيشان منزلي استخرت الله، وهداني ربي إلى أن أسرع بالذهاب لأستأجر لهم سيارة مع سائقها ليوصلهم إلى عرفة ويعود بهم لي بعد نهاية الحج وهو ما تم بالفعل ولله الحمد، وما قمت به تجاه الحجاج الشيشان سيقوم به أي مواطن سعودي عند مشاهدته لهم في موقف لا يحسدون عليه». وأشار بكر علي الخطيب الأخ الأكبر لعبد العزيز، إلى أن وجود الحرمين الشريفين في بلادنا والاهتمام الكبير الذي يجدانه من حكومة خادم الحرمين الشريفين يحتم علينا، كمواطنين أن تتكامل جهودنا مع الحكومة لتذليل كافة العقبات التي تعترض طريق حجاج بيت الله الحرام. وزاد»ما قام به شقيقي تجاه إخواننا في الله الحجاج الشيشانيين واجب إسلامي وإنساني». و أكد الحاج رمضان من الشيشان خلال مأدبة عشاء أقامها البارحة الأولى بكر بن علي الخطيب الشقيق الأكبر لعبد العزيز في منزله في حي النقرة جنوبي حائل احتفاء بالحجاج الشيشان، أن كرم عائلة الخطيب في حائل ممثلة في عبد العزيز وشقيقه بكر ووقوفهم معهم في أحلك الظروف وأقساها، والتي لم تمر عليهم طوال حياتهم، امتداد للمواقف المشرفة التي يتصف بها الشعب السعودي عامة. وأضاف»مررنا بلحظات عصيبة ولم يكن يفصلنا عن الوقوف بعرفة، سوى ساعات معدودة، بعد أن استطعنا قطع آلاف الكيلومترات في رحلة طويلة وشاقة، خاصة أن أغلب الحجاج هم من الكبار في السن وجاء الحادث الذي تعرضنا له في حائل، كنهاية حزينة لتلك الرحلة، قبل أن ينجدنا الله بالكريم عبد العزيز الخطيب الذي كان أنموذجا للشاب المسلم السعودي الذي هب لنجدتنا ومساعدتنا وقام بفعل أمور كثيرة. واستطرد في حديثه «نحن الآن غير مصدقين أننا أسقطنا فريضة الحج وموجودين في حائل لنستقل سيارتنا التي عادت كما كانت قبل الحادث». وذكر أنه عند وقوف الحجاج الشيشان على صعيد عرفات الله الطاهرة رفعوا أكفهم بالدعاء لعبد العزيز ولكافة أفراد أسرة الخطيب التي ساعدتهم وأنقذتهم في وقت كان يصعب عليهم فعل أي شيء. وأشار إلى أن إجمالي ما يقطعه الحجاج الشيشان من مسافة للوصول إلى مكةالمكرمة هو 4500 كيلومتر، تتخلله تعقيدات للحجاج الشيشان القادمين إلى الأراضي المقدسة في الحدود الإيرانية. وقال»مكثنا قبل أن نخرج من الحدود الإيرانية قرابة خمسة أيام، قبل أن يتم السماح لنا بالعبور وهو ما ساهم بشكل كبير في وصولنا متأخرين في ليلة عرفة إلى مدينة حائل». وأكد أن حديثهم في المشاعر المقدسة تركز بشكل كبير على الفزعة والنخوة التي يتمتع بها أبناء الشعب السعودي في إغاثة الملهوف وابن السبيل. وقال»تحدثنا مع عدد كبير من الحجاج من بعض الجنسيات في المشاعر المقدسة عن ما تعرضنا له و ما فعله عبد العزيز الخطيب إلا أن هناك أجماعا من الحجاج على أن ذلك ليس مستغربا على أبناء الشعب السعودي المسلم». وأشار إلى أن ما حدث لهم سيوثق بالكامل في الشيشان عن مروءة وشهامة أبناء الشعب السعودي الذي مثله عبد العزيز الخطيب خير تمثيل، قائلا «كنا نسمع عن مروءة ونبل الشعب السعودي، إلا أن ما شاهدناه ولمسناه على أرض الواقع يتجاوز ما سمعناه بمراحل».