عبد العزيز الخطيب ليس نجما في شاعر المليون. عبد العزيز إنسان عادي، لكنه عكس صورة إنسانية جميلة، إذ إنه صادف ثمانية من حجاج الشيشان الذين حصلت لسيارتهم حادثة، فاستضافهم في منزله، ثم استأجر سيارة وأرسلهم لأداء الحج بعد أن أعطاهم مصروفات حجهم، وتفرغ هو لإصلاح سيارتهم حتى يتمكنوا فور إتمامهم حجهم من العودة إلى بلادهم على سيارتهم. هذا نموذج أبيض نقلته «عكاظ» لشاب حائلي اسمه عبد العزيز الخطيب. ما زلت أردد: إننا نحتاج إبراز مثل هذه الصور، فهذا هو جوهر مجتمعنا، وتلك هي حقيقته. ولكننا مع الأسف في الغالب لا نتذكر إلا صورا سلبية فيطغى السواد. في جدة، المدينة الحبيبة على قلوبنا، تداعى شبابها وفتياتها من أجل إعادة تهيئة مساجدها ومنازلها وتقديم المساعدات للمتضررين. هؤلاء الذين ما زالوا يواصلون عملهم التطوعي لم يفعلوا هذا الأمر بحثا عن مجد أو برستيج. هم يقومون بهذا الأمر لأن داخلهم بياضا يتسع لكل الكون. أينما يممت بوجهك ستجد ناسا يملكون روح المبادرة، ويشعرونك أنهم رهن إشارتك حالما تطلب مساعدة. هؤلاء الناس هم أصحاب همم كبيرة. لذلك عندما نكتب عنهم وهم بالتأكيد لا يبحثون عن ذلك نريد أن نصقل الصدأ الذي طال بعض النفوس، فأصبحوا من البلادة بحيث لا يمكن أن يؤثر فيهم أي أمر، فهم والحمد لله - أنهم قلة يؤمنون بمبدأ «أنا ومن بعدي الطوفان». أظن أن متطوعي جدة وعبد العزيز الخطيب في حائل يؤكدون دوما أن إيجابيتهم هي التي تصنع الفرق بين إنسان وكائن حجري في صورة إنسان.