في كتابه الصادر مؤخرا عن دار المعارف ، يتناول المفكر المصري الشهير أنيس منصور أوراقا هامة من حياة رئيس مصري راحل ، وعنونه ب " من أوراق السادات" ويكشف منصور من خلال هذا الكتاب نشأة الرئيس السادات، وإعجابه بالزعيم التركي أتاتورك، وموقف الروس من مصر حيث يحكي الرئيس السادات أسرار الاتصالات الأولي مع الاتحاد السوفيتي وكيف رفض السوفيت تأييد مصر في البداية وإعلان دعمها لها. وفي كتابه يتناول أنيس منصور شرح السادات لأسرار زيارة عبد الناصر الأولي لموسكو ومباحثاته مع خروتشيف وعودته إلي دمشق, يعد الجماهير بوقوف السوفيت وراء قضايا العرب وبصفة خاصة ثورة العراق، وكيف تحمست الجماهير العربية لعبد الناصر تصفق له على الرغم من أن ما قاله لم يكن صحيحا فلم يعده خروتشيف بالوقوف مع العرب.. ولا صحة لما قاله. كما تحدث السادات أيضاً في أوراقه عن حرص عبد الناصر علي تدعيم العلاقة مع السوفيت وفي نفس الوقت علي خنق الحزب الشيوعي في مصر ورمي كوادره في المعتقلات كأن الرسالة التي يريد أن يوجهها أنه ليس هناك من خلط بين العلاقة مع الاتحاد السوفيتي الشيوعي وبين إمكانية تدخله لتدعيم النشاط الشيوعي في مصر. ثم يتعرض بعد ذلك إلي ذكري هزيمة يونيو1967 ويحكي بعض الأسرار ومنها أن الرئيس عبد الناصر وهو يلقي بخطاب التنحي وصلته رسالة من السوفيت بألا يترك السلطة وأنهم سوف يعوضونه عن كل الخسائر.. وقد أوفوا بوعدهم وبدأ الكوبري الجوي والبحري من الاتحاد السوفيتي إلي مصر.. وبدأت مراكز التدريب في استيعاب الأسلحة الجديدة.. وبدأ الاستعداد لحرب الاستنزاف. ويأتي الجزء الأكثر أهمية في أوراق السادات هو الخاص بانتقال السلطة إليه، وصراعه مع مراكز القوي وطرد علي صبري وإقالته من جميع مناصبه، وحل الاتحاد الاشتراكي، وإقالة شعراوي جمعة. هذا إلى جانب الصفحات الأخرى التي تناول فيها أنيس منصور ما رواه السادات عن تفاصيل حرب أكتوبر، ثم بدء المفاوضات مع وزير الخارجية الأمريكي حينها هنري كيسنجر الذي أفرد له السادات فصلاً كاملاً في أوراقه للحديث عنه وعن كتبه ، ثم وقف إطلاق النار. كما يحكي الرئيس السادات عن مفاجأته التي قدمها للعالم بإعادة فتح قناة السويس أمام الملاحة الدولية, وجاءت رحلته إلي أمريكا ودعوته أن تكون منظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا لشعب فلسطين, وبدء عودة العلاقات بين مصر وأمريكا. ويعود الرئيس السادات مرة أخري بالتاريخ إلي الوراء ليسرد تفاصيل ثورة1952 ويتناول باختصار أحداثها وخفاياها, وما حدث أثناء تحويل مصر من الملكية للجمهورية.