نقلا عن صحيفة الوطن السعودية : بعيداً عن أصول التناظر والحوار الفكري الحضاري، جرت المناظرة التي أعدتها جمعية الثقافة والفنون بالجوف بين الشاعر والأديب صالح السعدون، والأديب والمفكر زياد السالم، تحت عنوان «الوطنية والحداثة». «الوطنية» التي مثلها السعدون اتُّهمت من قبل السالم بالعيش على الشعارات «الساذجة»، بينما اتهم السعدون «الحداثة» التي مثلها السالم بما يقارب الكفر والخروج عن العقيدة!. ورداً على الانتقاد الحاد لقصيدة في ديوان السعدون بأن بها من الجنس ما يبعدها عن الغزل، وصف السعدون ديوان السالم بأنه «شيطاني» و»ذو نظرة سوداوية»، فما كان من السالم إلاّ أن اتهم نظيره بالجهل: «أنت لست مثقفاً»!. وبدأت المناظرة التي نظمتها الجمعية ضمن فعاليات مهرجان الزيتون الثالث، عن «الوطنية والحداثة»، باحتجاج الشاعر والأديب صالح السعدون على الحداثة، وبلهجة حادة قال لنظيره الأديب والمفكر زياد السالم: إن الحداثة تطالبنا بترك ديننا ونزعه، فكيف تريدنا أن نصفق لها ونؤمن بها؟. فرد عليه السالم بالقول: إن المناظير الواسعة والمفتوحة للمواطنة لا تعد الشعارات المتداولة عنها في إطار «السذاجة». بينما بدأ السعدون المناظرة التي أجريت مساء الاثنين المنصرم بمركز الأمير عبدالإله الحضاري وسط حضور فاق 200 شخص، وأدارها مقرر الفنون التشكيلية بالجمعية جلال الخير الله، بالقول: إن الحداثة بدأت تنتهي ولم يعد يتعدى تيارها 4 أو 5 أشخاص بالمملكة، وتراجع الكثير عنها. وأشار السعدون إلى أن حظر كتاب السالم إنما كان لمخالفته تعاليم الدين الحنيف – على حد قوله – بينما فند السالم هذه الرواية مؤكداً أن كتابه «منع بسبب مشاكل بين الناشر والرقابة الأردنية أوقف على إثرها عدد من الكتب، وكان كتابه من ضمنها – على حد قوله. وعرج السالم على مولد الحداثة وتاريخها، موضحاً أنها «تظاهرة تاريخية انطلقت من منظور تاريخي»، وقال: إن السعدون وصفني بالقائد الحداثي، يريد أن يذهب بأذهان الموجودين ليضعني بدائرة الشبهة، وإن كان يرى أن الحداثة كفر، فالقاعدة تقول: إن ناقل الكفر ليس بكافر!. ورد السعدون بأن «هذه نظرة شخصية بحتة لا يوجد بها حكم أو وصايا، ولم تسجل بأي مرجع بكتب الأدب، وأردف أن «الحداثة ولدت عن صدمة نفسية بين العرب والغرب في الحرب المصرية عندما التقت السيوف والبنادق، وكذلك صدمة نفسية عندما أصبح البعض مسعوراً يسعى للحصول على جائزة أوروبية. فما كان من السالم إلاّ أن أبدى اعتراضه على هذه الرؤية وقال للسعدون: إنك مؤرخ ويفترض أن تقدم الحداثة بتاريخها، ولكنك تقفز من منطقة لأخرى، موضحاً أن «الحداثة لها وجوه بشعة لا أؤمن بها ولكني أرشح الكثير منها ولا أنطلق كغيري من شعارات تعبر عن سذاجة يجب التخلص منها، ويجب أن تكون هناك مبادئ وطنية جديدة تؤمن بالحداثة من خلال الديموقراطية وحقوق الإنسان، أما الذي يتغنون بالأصالة للموطنة وغيرها فهذا ليس منطقاً». ليرد السعدون: أنا المواطن، فأي مواطنة بالحداثة التي وقّعت عقداً مع إبليس؟، وليقل عني السامعون مجنوناً أو خلافه، ولكن هذا ما حدث في النظام الدولي الجديد الذي وقّع مع إبليس 17 رجل أعمال على هذا النظام. وتساءل السعدون: أي مواطنة تتحدث عنها وأنت تطالب في قصيدة لك بأن يكون هناك ميناء تلتقي فيه بفتاة؟، وأضاف: أنا الوطن، أنا الإسلامي، أنا السلفي، وأنت دخلت بالوطنية في حديثك، فأنت خرجت من الحداثة. ليرد السالم باتهام نظيره بأنه يصر على إخراجه بصورة شيطانية سلبية، متسائلاً: فأين المجتمع المدني وأين حقوق الإنسان؟، ليجيب بنفسه: كلها معطلة!. واستأنف السعدون حديثه بالقول: إن الحداثيين يطالبون بخلع الحجاب، ويرون أن الشعر ليس من الحجاب، وأن الطلاق يجب أن يكون برضى من الطرفين، وذلك ليس بيدي ولا يدك فهو قران ثابت. وأنهى المتناظران حديثهما بانتقاد دواوينهما، حيث وصف السالم قصيدة للسعدون من ديوانه الأخير بأنها قصيدة «جنس»، وقال: بها من الجنس ما أبعدها عن الغزل، ثم وصف السعدون ديوان السالم ب»الشيطاني»، وقال إنه ذو نظرة سوداوية. واختتم السالم المناظرة التي بدأها السعدون بقولة «أنت لست مثقفاً»!.