نقلا عن المصريون : في سلوك إعلامي مؤسف ومهين للإعلام المصري واصلت قناة أوربت حملتها لإثارة الجماهير المصرية ضد الجزائر حكومة وشعبا ، ووصل الحال في حلقة "القاهرة اليوم" مساء الأربعاء الماضي أن طالب أحمد موسى (نائب رئيس تحرير صحيفة الأهرام ) وهو معد البرنامج ومذيعه مع عمرو أديب ، طالب الجماهير المصرية بالإمساك بأي جزائري في مصر وقتله طالما لم يتوقف هجوم الجماهير الجزائرية على المشجعين المصريين في الخرطوم في أعقاب المباراة ، ولم يستنكر عمرو أديب تلك الأقوال الخطيرة والمؤسفة . وفي أجواء من الانفعال الشديد والشتائم للجزائر والجزائريين من عمرو أديب وأحمد موسى قال الأخير وهو يصرخ : ما حدش هيقدر يمس دم واحد. - ارجو تدخل سريع ولادنا في السودان بيموتوا من الجمهور الجزائري. - الجزائريين بيقتلوا في مصريين في الخرطوم ما كفاهومش اللي حصل في الجزائر. - أرجوكم و إلا نناشد جمهورنا يقتل الجزائريين الموجودين في مصر. - نخرج على الجزائريين الموجودين في مصر. - عندنا جزائريين في مصر نروحلهم نموتهم طالما ولادنا بيتقتلوا في السودان. - ناخد بتارنا. وكان الإعلام المصري الرسمي والخاص قد شهد منذ ليلة الخميس وحتى أمس الجمعة موجة مثيرة وغير مسبوقة من الهجوم على العروبة وعلى الجزائر والسودان ووصل الحديث إلى حد السخرية من عروبة مصر والإشادة بإسرائيل والدعوة إلى تشجيع إسرائيل إذا لعبت أمام الجزائر ، وهو الأمر الذي أطلق شكوكا واسعا حول الجهات التي تروج لهذه اللغة وتوسع لها في الإعلام الرسمي والخاص ، باعتبارها لغة غير مألوفة من قبل في الإعلام المصري ، وكان وزير الإعلام المقرب من لجنة السياسات أنس الفقي قد أعلن أن مصر قد تحرك جيشها لحماية المصريين في السودان الذين تحرش بهم بلطجية من الجمهور الجزائري في تصريح اعتبره كثير من المراقبين أنه غير مسؤول ويكشف عن فوضى الاختصاصات والتصريحات في الحكومة المصرية ، وتسببت إهانة الإعلام المصري للأمن السوداني إلى موجة غضب سودانية واستنكار واسع من التقليل من شأن الجهد الكبير الذي بذل لمنع وقوع كوارث ، غير أن بيان رئاسة الجمهورية أعاد الأمور إلى نصابها حيث أثنى على الجهد السوداني الكبير لحماية المصريين قبل المباراة وعقبها ، وأبدى مراقبون استغرابهم من العدد الكبير من السيدات والفتيات الذين تم الدفع بهم وسفرهم إلى الخرطوم رغم سابق المعرفة بخطورة الأوضاع وعصبيتها وإمكانية تعرضهم للخطر المحدق ، وكان اللاعب الدولي السابق إبراهيم حسن الأكثر فجاجة وتهورا عندما استحضر خصوماته الشخصية السابقة مع الاتحاد الجزائري ، بعد واقعة اعتدائه على حكم أحد المباريات ليوقفه الاتحاد الدولي خمس سنوات عن أي عمل فني أو إداري متعلق بكرة القدم واعتبر حسن أن الإسرائيليين أقرب له من الجزائريين ، وأنه إذا لعبت تل أبيب أمام الجزائر فسوف يشجع إسرائيل ، وهو كلام خطير للغاية ، كما نشرت صحف تابعة لشخصيات طائفية تقارير مجهلة تدعو إلى مقاطعة العرب والانسلاخ من فكرة العروبة ، وعلى الصعيد نفسه أجرى علاء مبارك نجل رئيس الجمهورية اتصالا ببرنامج رياضي في قناة دريم شن فيه هجوما شديدا على الجزائر والجزائريين ودعا إلى إعادة الكرامة لمصر والمصريين وسخر من الذين يحاولون تحسين العلاقات بين الشعبين والذين يقولون أنهم سيشجعون الجزائر ، وقامت القناة بإعادة بث هذه المداخلة في جميع برامجها الرياضية والإخبارية على مدار يومين ، وكان الإعلام الرسمي قد اهتم بالدفاع عن موقف الرئيس مبارك ونجله جمال أمين لجنة السياسات على خلفية اتهامات بأنهم تركوا المشجعين بدون ترتيبات حماية كافية ، وأن جمال مبارك سافر عقب المباراة بينما آلاف المشجعين المصريين محاصرين بتحرشات الجمهوري الجزائري ، وأبرز الإعلام الرسمي أن الرئيس مبارك ظل ساهرا حتى اطمأن على سلامة الجمهور وأن جمال مبارك لم يسافر حتى اطمأن على اللاعبين والجهاز الفني .