رفض النجل الأكبر للرئيس المصري علاء مبارك في ظهور تلفزيوني نادر مساء أول من أمس، أي محاولات للتهدئة مع الجزائر، مطالباً ب «عدم السكوت على اعتداءات» بعض مشجعي الجزائر على مشجعين مصريين عقب مباراة منتخبي البلدين الأربعاء الماضي في الخرطوم. وانتقد «تناول الأمور بمنطق الشعارات والشقيقة الكبري والعروبة»، معتبراً أن هذه «روابط نحترمها فقط مع الشعوب التي تحترم مصر». وبدا مبارك الابن الذي حضر المباراة مع شقيقه جمال غاضباً خلال ظهوره التلفزيوني الأول بمداخلة هاتفية مع فضائية «دريم» الخاصة، أعاد التلفزيون الرسمي إذاعتها. ووصف المشجعين الجزائريين في السودان بأنهم مجموعة «من المرتزقة لا يمثلون الشعب الجزائري». وقال إن «ما حدث في السودان ضد المشجعين المصريين لا يمكن السكوت عليه ولا بد من وقفة ضده». وكان علاء حريصاً على تأكيد أنه يتحدث بصفته مواطناً مصرياً لا نجل الرئيس، وأنه يتحدث «بعيداً عن السياسة». وقال: «كمواطن مصري يحب بلده ورأيت بعيني أنا وشقيقي جمال ما حدث أثناء المباراة وبعدها في السودان، (أقول) إن مهاجمي المشجعين المصريين لا يعبرون عن المشجعين الجزائريين، وهم مجموعة من المرتزقة، وما حدث لا علاقه له بكرة القدم أو بالرياضة والمنافسة الشريفة». وتساءل: «إلى متى نصمت على ذلك كله؟ إلى متى نصمت على هذه الإهانات غير المقبولة... لا يمكن أن يقبل ذلك أي مصري... من يحترمنا سنحترمه، لكن أي تصرف ضدنا سنواجهه. مصر تغاضت كثيراً عن الإساءات، لكن الوضع الحالي يستلزم وقفة حازمة تجاه الحقد والكراهية اللذين أظهرتهما الجماعات المتعصبة من الجزائريين». وانتقد السفير الجزائري في القاهرة عبدالقادر حجار الذي نال قدراً كبيراً من الهجوم في وسائل الإعلام المصرية اليومين الماضيين. وقال: «لا أعلم إن كان (سفير الجزائر) يقول تصريحاته (عن وجود استثمارات مصرية في الجزائر يجب الحفاظ عليها) وهو في وعيه أو غير وعيه». وفيما بدا أنه اتهام للحكومة الجزائرية بتدبير هذه الأحداث، قال: «أثناء التوجه إلى المطار شاهدت المتعصبين من الجزائريين يتحركون في شكل منظم تجاه طائرة حربية، ما يوضح أنهم من غير المدنيين». وحرص على الإشادة بالأمن السوداني، قائلاً إنه «فعل كل ما يستطيع فى حدود الإمكانات، وبعد انتهاء المباراة طلب منا التوجه بسرعة إلى المطار قبل اشتعال الموقف، لكننا رفضنا وأكدنا لهم أننا لن نخاف وسنستمر حتى نطمئن على المشجعين». وأضاف: «على رغم أن مجموعة من المصريين ممن سبقونا إلى السودان أبلغونا بأن الموقف صعب ومن الأفضل عدم الحضور، فإننا أكدنا لهم أننا سنأتي... قبل بداية المباراة نصحنا الأمن السوداني بالعودة، لكننا أكدنا أننا سنتوجه إلى الملعب وسمعنا هتافات عدائية، حتى بعد المباراة». وأوضح أن الأمن السوداني أصر على أن يغادر هو وشقيقه جمال في ظل حراسة مشددة إلا أنهما رفضا وفضلا التحرك كمجموعة واحدة مع المنتخب والبعثة المصرية. وقال: «وصلنا إلى الفندق وبدأنا نسمع هتافات واستغاثات بعض المصريين، وشعرنا بالقلق العميق على مجموعات المشجعين، وبينهم نساء وأطفال». وأكد ضرورة التقدم بشكوى إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم.