ضربت موجة من الطقس السيء عدداً من محافظات مصر الأحد، مخلفة وراءها خمسة قتلى على الأقل، جميعهم في مدينة الإسكندرية، مما دفع أكبر مسؤول حكومي بالمحافظة الساحلية إلى تقديم استقالته، كما تسببت في إغلاق العديد من الموانئ، خاصة على البحر المتوسط. وأكد بيان صدر عن رئاسة مجلس الوزراء مساء الأحد، تلقته CNN بالعربية، أن محافظ الإسكندرية، هاني المسيري، قدم استقالته إلى رئيس مجلس الوزراء، شريف إسماعيل، الذي قبلها على الفور، قبل أن يقرر تكليف نائب المحافظ بمتابعة الأعمال بالمحافظة "بصفة مؤقتة." كما نقل البيان عن رئيس مجلس الوزراء قوله إنه " سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لنقل رئيس شركة الصرف الصحي لموقع آخر، مع تكليف رئيس الشركة القابضة للمياه والصرف الصحي فوراً بمتابعة الأعمال التنفيذية في مدينة الإسكندرية فيما يخص مياه الأمطار والصرف الصحي." اللافت أن إعلان رئاسة مجلس الوزراء عن استقالة محافظ الإسكندرية جاء بعد قليل من نفي المسيري نفسه، في تصريحات للتلفزيون الرسمي، أن يكون قد تقدم باستقالته من منصبه، كما أكد أنه لم يُطلب منه تقديم استقالته، وقال إنه "لا يعلم شيئاً عن ما تداولته شبكات التواصل الاجتماعي." إلى ذلك، أعلن المكتب الإعلامي برئاسة الجمهورية، في بيان مقتضب تلقته CNN بالعربية مساء الأحد، أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، دعا مجلس الوزراء ل"اجتماع عاجل بكامل تشكيله" صباح الاثنين، بمقر رئاسة الجمهورية، ولم يورد البيان مزيداً من التفاصيل. وكان الرئيس السيسي قد كلف رئيس مجلس الوزراء باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة للسيطرة على الأوضاع والمعالجة الفورية لكافة الآثار المترتبة على موجة الأحوال السيئة التي تشهدها محافظة الإسكندرية، بالتنسيق مع كافة مؤسسات الدولة والقوات المسلحة. وأكد السيسي، بحسب موقع "أخبار مصر"، التابع للتلفزيون الرسمي، على "ضرورة توفير الرعاية اللازمة لجميع المواطنين المتضررين، وتقديم الإعانات العاجلة لأسر المتوفين." من جانبها، ذكرت مديرية الشؤون الصحية بالإسكندرية أن خمسة أشخاص على الأقل لقوا مصرعهم في ثلاث حوادث منفصلة نتيجة سوء الأحوال الجوية بالإسكندرية، حيث لقي طفلان في الرابعة والثامنة وشاب يبلغ 29 عاماً مصرعهم صعقاً بالكهرباء، نتيجة سقوط كابل كهرباء الترام عليهم. كما لقي شاب في ال22 من عمره مصرعه صعقاً بالكهرباء أيضاً، نتيجة سقوط كابل كهربائي داخل حفرة، فيما لقي قبطان بحري مصرعه داخل سيارته الخاصة، التي أغرقتها المياه تحت كوبري "المندرة"، ولفتت إلى أنه تم نقل جثامين الضحايا الخمسة إلى "مشرحة كوم الدكة." وأظهرت صور بثتها محطات التلفزيون وتداولها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، تكدس كميات كبيرة من المياه في شوارع الإسكندرية، خاصة تحت الكباري وفي الأنفاق، فيما كانت سيارات تابعة للقوات المسلحة تقوم بشفط المياه التي أغرقت معظم أحياء المدينة. كما أورد التلفزيون الرسمي أن محافظة دمياط تعرضت هي الأخرى لحالة من الطقس السيء، تسببت في حدوث عواصف شديدة وهطول أمطار غزيرة، مما أدى إلى توقف حركة المواصلات الداخلية والخارجية، وإغلاق ميناء دمياط، وتوقف عمليات الصيد في البحر المتوسط وفي بحيرة المنزلة. كما أعلن محافظ الأقصر، في جنوب مصر، محمد بدر، "حالة الطوارئ" في جميع الأجهزة المعنية، ووقف حركة الملاحة النيلية لحين استقرار الأحوال الجوية.