قبل رئيس الوزراء المصري شريف إسماعيل؛ استقالة محافظ الإسكندرية هاني المسيري؛ من منصبه، الأحد، على خلفية سقوط عددٍ من الضحايا والمصابين من جرّاء الأمطار الغزيرة التي تحوّلت إلى سيول في شوارع المحافظة، فيما أعلن المكتب الإعلامي للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي؛ أنه دعا مجلس الوزراء إلى اجتماع عاجل بكامل تشكيله، صباح اليوم، بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة. وأودت الأمطار الغزيرة والسيول التي صاحبتها بحياة سبعة أشخاص؛ ستة منهم ماتوا صعقاً بالكهرباء عندما سقط سلك الترام الكهربائي في المياه.
تأتي استقالة المسيري؛ إثر مطالبات شعبية بإقالته لما يراه كثيرون أنه فشل في إدارة المحافظة، فيما تمّ تكليف آخر بإدارة شؤون المحافظة الساحلية.
السيسي يتدخّل يتعرّض عددٌ من المحافظات المصرية، مثل: الإسكندريةوالقاهرة ودمياط والغربية والسويس وأسوان، إلى تساقطٍ غزيرٍ للأمطار، تسبّب في عرقلة حركة المرور، كما أدّى إلى إغلاق ميناء العين السخنة.
وكلّف الرئيس عبدالفتاح السيسي؛ رئيس مجلس الوزراء، باتخاذ الإجراءات اللازمة كافة للسيطرة على الأوضاع، ومعالجة كل الآثار المترتبة على الموجة الحالية، بالتنسيق مع مؤسسات الدولة والقوات المسلحة.
كما شدّد السيسي؛ على ضرورة توفير الرعاية اللازمة لجميع المتضررين، وتقديم الإعانات العاجلة لأسر المتوفين.
أرقام "الصحة" من جهتها، أكّدت وزارة الصحة المصرية، وفاة خمسة أشخاص على الأقل، بعد هطول الأمطار الغزيرة على مدينة الإسكندرية، بينهم ولدان صُرعا صعقا ورجل غرقاً بعد أن احتجزته المياه داخل سيارته، وتناقلت وسائل الإعلام صوراً لشوارع الإسكندرية وقد غرقت تماماً تحت مياه الأمطار.
وصرح السفير علاء يوسف؛ المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس السيسي؛ يتابع باهتمام بالغ تطورات الموقف بمحافظة الإسكندرية نتيجة الأحوال الجوية السيئة التي تشهدها المحافظة، وأشار إلى أن الرئيس كلّف رئيس مجلس الوزراء شريف إسماعيل؛ باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة للسيطرة على الأوضاع والمعالجة الفورية لكل الآثار المترتبة على تراكم مياه الأمطار، بالتنسيق مع جميع مؤسسات الدولة والقوات المسلحة.
الموت صعقاً وبحسب شهود عيان، فإن ثلاثة أشخاص صُعقوا حينما سقط عليهم سلك كهرباء الترام بمدينة الإسكندرية، أمس، بينما صُعق رابع أيضاً في حادث منفصل؛ حيث سقط في حفرة امتلأت بمياه الأمطار وبها أسلاك كهرباء مكشوفة، وغرق الخامس في سيارته التي غمرتها المياه بعد أن عجزت عن السير.
وقال الشهود إن أنفاقاً في المدينة غمرتها المياه، وإن أشخاصاً بذلوا جهوداً مضنية لإخراج ركاب سيارات حُوصرت في المياه، وأضافوا أن منسوب المياه ارتفع لنحو ثلاثة أمتار في بعض مناطق الإسكندرية (ثاني كبرى مدن مصر)، وأضافوا أن بعض السيارات حطمتها لوحات إعلانات سقطت في الشوارع.
وتتعرّض الإسكندرية لموجات من الأمطار الغزيرة والرياح الشديدة يسميها السكان «نوات» خلال فصلَي الخريف والشتاء، لكن الموجة الحالية بدت شديدة على غير العادة، وبحسب وكالة «رويترز»، ظهرت قوارب صغيرة في بعض شوارع المدينة لنقل سكان من مكان إلى آخر، كما حمل شبان أشخاصاً مسنين لنقلهم.
سكان غاضبون عبّر السكان عن غضبهم من مسؤولي المدينة، قائلين إنهم لم يستعدوا جيداً لمثل هذا الطقس السيئ، وقال أحد السكان: «ما ذنب مَن ماتوا صعقا بالكهرباء؟ دمهم في رقاب المسؤولين».
كما تعرّضت محافظة كفر الشيخ، التي تقع على البحر المتوسط أيضاً، لرياح شديدة وأمطار غزيرة، وأًغلق ميناء الصيد في المحافظة، كما منع المسؤولون مراكب الصيد في النيل من دخول البحر، وأفادت مصادر في المحافظة بأن الكهرباء قُطعت عن عشرات القرى.
وتوجّه رئيس مجلس الوزراء المصري شريف إسماعيل؛ إلى الإسكندرية، أمس (الأحد)، وطالب بتعزيز عدد السيارات التي تقوم بسحب المياه ب 25 سيارة إضافية، من القاهرة والجيزة، لتعمل فوراً في المناطق شديدة الاحتياج، منها 3 سيارات لحي الجمرك و4 لحي شرق و4 لحي وسط و6 لحي منتزه أول، ومثلها للمنتزه ثانٍ، كما قرّر تشكيل لجنة لحصر التلفيات.
وكانت محافظة الإسكندرية قد أصدرت في وقت سابقٍ بياناً يؤكّد أن البنية التحتية للمدينة لا تحتمل الكثافة السكانية المتزايدة التي أصبح تعدادها بالملايين.