شهدت بعض القرى على الشريط الحدودي بين السعودية واليمن، فجر اليوم الأربعاء 11-11-2009، قصفاً جوياً وصفه شهود عيان بأنه "غير مسبوق"، حيث كانت أصوات تحليق الطائرات والمدافع مسموعة حتى مسافة لا تقل عن 20 كم من أماكن القتال. وكشفت مصادر ل"العربية.نت" أن القصف تركز على قرى مثل الغاوية والمدفن والجائعة، حيث رصدت تجمعات صغيرة للحوثيين تضم قناصة ينشطون ليلاً، ما دفع القوات السعودية لقصف هذه الأماكن، وتدمير الكثير من المنازل المشتبه فيها وتسويتها بالأرض، عبر غارات جوية نفذها سرب من طائرات الأباتشي والمروحيات، وأيضاً الطائرات الحربية، مثل F15 والتورنادو. وتشير المعلومات إلى تصاعد حدة الرد السعودي لقفل المنافذ أمام تسلل المجموعات الصغيرة من المتمردين، خاصة بعد تناقل معلومات غير رسمية عن دفع الحوثيين بأعداد قدرت بما يفوق 3 آلاف عنصر، من جنسيات مختلفة، تم توزيعهم في جيوب صغيرة. وفور اكتشاف هذه الجيوب، ركّز الطيران العسكري القصف على أماكن تمركزهم، ضمن دائرة يصل قطرها لأكثر من 3 كيلومترات، ولم يتوقف القصف حتى مع ساعات الصباح الأولى، من دون ورود إحصائيات عن نتائجه. يذكر أنه تم أمس الكشف لوسائل الإعلام عن مخابئ أسلحة تم اكتشافها في وادي خلا بمحافظة الخوبة، حيث كانت مدفونة في صناديق حديدية. وضمت المخابئ خناجر وسيوفا وأكثر من ألف خزنة لطلقات الرشاشات وعدد من بنادق الكلاشنيكوف، و17 مطوية تم تمويهها بأعواد قصب السكر المجوفة. وبحسب مراقبين عسكريين أطلعتهم "العربية.نت" على صور الأسلحة المكتشفة، فالذخيرة توحي بأنها دفنت قبل ما لا يقل عن شهرين، ربما لاستخدامها لاحقا. وأنها من المؤكد تعود للحوثيين، مستبعدين أي دور محتمل لتنظيم القاعدة. كما أكدوا أن تزويد هؤلاء بالأسلحة لا يمكن أن يتم إلا من خلال مزودين من داخل الحدود اليمنية وأنها بطريقة ما تخطت رقابة الجيش اليمني. من جهة أخرى أكد أمير منطقة جازان الأمير محمد بن ناصر أنه سيتم صرف تعويضات مجزية لكل النازحين من مناطق القتال، سواء على مستوى التغذية والإسكان، أو على مستوى تعويض أصحاب الأملاك والمنازل التي قد تتعرض للدمار لضرورات الأمن والسعي وراء المخربين من خلال الغارات والقصف الجوي. وأشار إلى أنه سيحدد التعويض بمعدل لا يقل عن ألف ريال للأسبوع لكل رب أسرة، ومثلها لربة المنزل أو الأم، بالإضافة ل 200 ريال عن كل فرد من الأبناء، وأن ذلك يأتي بناء على توجيهات من القيادة السعودية حيث سيتم تشكيل لجان عاجلة وتسهيل للإجراءات وتسريعها، حرصا على راحة المواطنين المتعرضين للنزوح وتلف ممتلكاتهم. فيما ستكون المنازل والممتلكات السليمة تحت حراسة رجال الأمن حتى عودة أهلها لها قريباً. هذا فيما أكد وزير التربية والتعليم أن جميع أبواب مدارس المملكة في أي مكان قد أحيطت بقبول أي طالب من أبناء النازحين فوراً، وستقوم إدارة التربية والتعليم في منطقة جازان للبنين والبنات بتنسيق ذلك في حال رغبة أولياء الأمور من النازحين وترتيب ما يتعلق بذلك. يذكر أن أكثر من خمسة آلاف طالب وطالبة أجبرتهم ظروف الحرب على التوقف عن الدراسة بعد إغلاق مدارسهم حرصا على سلامتهم، وللضرورات الأمنية.