جرائم قتل عمد بأيدي أصدقاء وأقارب في مشاجرات أو على خلفية خلافات سابقة، وجرائم قتل بهدف السرقة وأخرى غامضة، هي السمة الغالبة على حوادث القتل للمبتعثين السعوديين بالولاياتالمتحدةالأمريكية، ويعد اسم هذه الدولة الأكثر تكرارًا ربما لطبيعة الدولة نفسها، والتي تنتشر فيها الجرائم والعصابات ومعدلات العنف، كما أن عدد الطلبة السعوديين في أمريكا يبلغ 120 ألف طالب وطالبة، مما يجعلها أكثر الدول الحاضنة للمبتعثين. وبحسب مراقبين، لا تقتصر حوادث القتل والاختطاف للمبتعثين السعوديين على الطلاب في الولاياتالمتحدة، فهناك العديد من الحوادث المؤسفة التي وقعت للمبتعثين في أوروبا وآسيا، كان أبشعها مقتل المبتعثة في إنجلترا ناهد المانع طعنًا على يد متعصبين ضد الدين الإسلامي. ومن الواضح أن ثراء المبتعثين السعوديين أحد أسباب تعرضهم للقتل، ليتحول ثراؤهم إلى نقمة تجعلهم مطمعًا وصيدًا ثمينًا في كثير من الحالات، إلا أن هناك جريمة تتعلق بالتمييز العنصري أيضًا، فيما حمل بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي بعض المبتعثين أنفسهم جزءًا من المسؤولية، بسبب حياة الرفاهية وعدم الاكتراث وأخذ الاحتياطات الكاملة. ويعد العامان الماضيان الأكثر مأسوية للمبتعثين السعوديين في الخارج، بعد أن تصدرت حوادثهم عناوين الصحف، جراء عمليات الخطف والقتل والدهس والاختفاء، وأيضًا السجن لبعض الطلاب السعوديين، بحسب المراقبين. جرائم قتل غامضة من جرائم قتل المبتعثين السعوديين توجد جرائم غامضة، فقد عثر على المبتعث ريان إبراهيم 23 عامًا، في 8 أغسطس الجاري في ولاية كانساس الأمريكية، مقتولًا بالرصاص بموقف للسيارات، تابع لجامعة ويتشيتا، حيث أبلغ أحد المارة الشرطة بأنه شاهد شخصًا مضرجًا في الدماء وملقى على الأرض بجوار سيارة بمواقف السيارات، فتم نقل جثمانه إلى المستشفى وأعلن عن وفاته، وفتحت الشرطة التحقيق في الحادثة التي اعتبرت جريمة قتل لم يكشف عن مرتكبها بعد. وانتقل ريان قبل نصف عام، من ولاية أريجون غرب أمريكا، متجهًا للسكن في ولاية كانساس من أجل الدراسة في جامعة ويتشيتا، وكان من المقلّين بالتواصل مع زملائه، إذ كان يمضي معظم وقته في الدراسة، ودراسته لتخصص الهندسة الكهربائية قاسماً مشتركاً بينه وبين زملاء آخرين فقدوا في أمريكا، وقتل بعضهم في ظروف غامضة أيضًا. أيضًا في أكتوبر الماضي، عثرت الأجهزة الأمنية الأميركية على المبتعث السعودي "رائد البقشي" مقتولًا، وتحفظت السلطات الأميركية على الجثة لفترة طويلة قبل إرسالها لعائلته، وما زال التحقيق جاريًا لمعرفة ملابسات الجريمة. جرائم القتل العمد جريمة قتل بيد صديق، حيث لقي المبتعث محمد البادي، مصرعه في مدينة كوكفيل، بولاية وايومنغ في الولاياتالمتحدة، بعد أن صدمه صديقه السعودي مروان الحناوي فجر يوم 18 أكتوبر الماضي بسيارته، عمدًا في موقف للسيارات، حينما كان "البادي" يقف ملوحًا بيديه للجاني، واعتقل الحناوي الذي كانت رائحة الكحول تفوح من أنفاسه، ووجهت له تهمة القتل "جنائيًا" بسبب الإهمال. واستبعدت أسرة محمد البادي، الذي قتل «دهسًا» في أميركا أن يكون «المزاح» سبب مقتل ابنها، مؤكدة أنه قضى في حادثة «متعمدة»، تسبب فيها مبتعث سعودي آخر، تعرف عليه البادي قبل ثلاثة أسابيع من وقوع الحادثة، لافتة إلى وجود «خلافات سابقة» بين الجاني والمجني عليه. جريمة قتل بيد قريب أيضًا كانت للمبتعث طلال الجهني 19 سنة، والذي كان يدرس في ولاية شيكاغو الأمريكية، فقد لقي مصرعه طعنًا على يد أحد أقاربه في مارس الماضي، والذي ألقت الشرطة القبض عليه عقب هروبه من موقع الجريمة، بعد أن أبلغ الجيران الشرطة بوقوع مشاجرة وارتفاع صوت الجاني والمجني عليه، وعند حضور الشرطة إلى المبنى، هرب الجاني ووجدت جثة الضحية ملقاة على الأرض، وبها طعنات نافذة بالبطن وأماكن أخرى من جسده. قتل بهدف السرقة تعددت في الولاياتالمتحدة جرائم القتل بهدف السرقة، حيث وجه المدعي العام بلوس أنجلوس في أكتوبر2014، تهمة القتل العمد لشخص يدعى "أوجوستين فرنانديز"، 28 عامًا، في قضية مقتل المبتعث عبدالله القاضي 23 سنة، والذي كان يدرس الهندسة الكهربائية، وعثر على جثته على بعد ما يقرب من 150 كيلومترًا عن منزله، في أعقاب اختفائه لمدة شهر، حيث قتله الجاني واستولى على سيارته، التي كان المبتعث "القاضي" قد أعلن عن رغبته في بيعها عبر مواقع التواصل. أيضًا المبتعث "منصور اليامي" تعرض في شهر فبراير الماضي، لطلق ناري بالولاياتالمتحدةالأمريكية عند محاولته الهروب من لصين كانا يحاولان سرقته، وتم نقله للمستشفى، ولكن لقي مصرعه متأثرًا بإصابته. جريمة عصابات واختفاء عثر أستراليون في نوفمبر 2012 بغابة قرب مدينة أوستن الأسترالية، على جثة متفحمة تبين أنها تعود لمبتعث سعودي هو سلطان العمري 30 عامًا، كان قد اختفى قبلها، ودعت الشرطة كل من يعرف معلومات للاتصال بها لفك طلاسم تلك الجريمة الغامضة، ورجحت مصادر ضلوع عصابة مخدرات بمقتل "العمري" وحرق جثته، فيما رجحت الشرطة أن يكون الحريق الذي أشعل بجوار الجثة متعمدًا بهدف إخفاء معالم الجريمة. أيضًا هناك واقعة اختفاء الطالب "مشعل السحيمي" نهاية سبتمبر الماضي، عندما كان يدرس على حساب أسرته في أستراليا. وليست استراليا فقط، حيث قُتل الطالب السعودي حسن العميري في نيوزلندا قبل نحو ست سنوات، بعد أن تعرض لطلقات نارية على يد مجهولين، ولم يتم الكشف عن القاتل المجهول حتى الآن. قتل في مشاجرة ضرب أفضى إلى موت، حيث تعرض المبتعث "نايف الخنيني" في يونيو الماضي، للضرب حتى الموت بعد مشاجرة شهدتها العاصمة الماليزية كوالالمبور، وذلك خارج أحد مراكز الترفيه، حيث عُثر على جثته داخل سيارته من نوع تويوتا كامري، متوقفة في أحد شوارع منطقة "دان واني" الماليزية، وقبضت الشرطة على عددٍ من المشتبه بهم، من ضمنهم حراس في مركز الترفيه حيث وقعت المشاجرة. جريمة تمييز عنصري كشفت صحيفة "التايمز" البريطانية في 19 يونيو 2014، تفاصيل مقتل الطالبة السعودية المبتعثة لدراسة الدكتوراه ناهد المانع، أثناء ذهابها إلى جامعة في كولشستر، وقالت: إنها استهدفت بسبب ارتدائها الزى الإسلامي التقليدي، ونقل "شون أونيل" محرر الحوادث بالصحيفة عن مصادر في الشرطة، أن أحد الخطوط الرئيسة في التحقيق في الجريمة هو أن الفتاة كانت ترتدي العباءة والحجاب، وقالت شرطة مقاطعة اسيكس التي وقع فيها الحادث، إنها تتعامل مع جرائم الكراهية بجدية تامة، ولكن لا يوجد لديها أدلة كافية على أن الفتاة قُتلت بسبب دينها. ووجهت السلطات البريطانية في يونيو 2014 لصبي يبلغ من العمر 16 عامًا، تهمة القتل العمد للمبتعثة ناهد المانع، وبريطاني آخر، وذلك بطعنهما بآلة حادة أدت إلى الوفاة، وقررت تقديمه إلى المحاكمة في شهر نوفمبر، بعد أن عثرت الشرطة على جثة ناهد المانع 31 سنة، في 17 يونيو من العام الماضي، مقتولة طعنًا 16 مرة في طريق صغير بمدينة "كولشستر". قتل بدولة عربية بشهر مايو 2015، كشفت سلطات الأمن الكويتي ملابسات مقتل شاب سعودي مبتعث على يد صديقه الكويتي، الذي أقدم على قتله إثر مشادة كلامية، وأخفى القاتل الجثة في منطقة صحراوية، وأوضحت معلومات نشرتها صحيفة "الحياة"، أنه تم العثور على جثة تعود إلى مواطن سعودي (29 عامًا) في الوفرة، وتبين أن القاتل هو صديق القتيل، وهو مواطن كويتي، وقتله بسبب خلاف بينهما، بأن خنقه بيديه، ثم لاذ بالفرار إلى السعودية. غير مستهدفين وتتردد آراء تشير إلى استهداف المبتعثين السعوديين لتكرار الحوادث ضدهم بالولاياتالمتحدة، فيما أشار الملحق الثقافي السعودي في أمريكا د.محمد العيسى، في تصريحات لجريدة "الحياة"، إلى أن عدد الطلبة السعوديين كبير جدًا، ويصل إلى 120 ألف طالب وطالبة، الأمر الذي يجعل ما يتم تناقله حول استهداف المبتعثين السعوديين في الولاياتالمتحدة بخلاف أية دولة أخرى أمرًا مستبعدًا، واستبعد كذلك أن يكون استهداف بعض السعوديين بسبب دراستهم تخصص الهندسة بمختلف مجالاتها، الأمر الذي تكرر مع عدد كبير من المبتعثين اختفوا أو قتلوا في وقت سابق.