رصد باحثون في شؤون الجماعات الإرهابية المتطرفة خاصة ما يتعلق بتنظيم "داعش" الإرهابي، استغلال تلك التنظيمات لمنصات ألعاب الفيديو الرقمية وبرامج تحميل التطبيقات في الأجهزة الذكية من أجل تجنيد المزيد من الشباب الصغار في أعمالهم الإرهابية، إذ يعمد عدد من المبرمجين المتخصصين في برمجة هذه الألعاب إلى نشر فكر التنظيم من خلال الألعاب المباشرة بين المستخدمين والدعوة من خلال المحادثات المباشرة معهم وتهديدهم أحيانا. وأوضح ل "الاقتصادية" طراد الأسمري؛ خبير الإعلام الاجتماعي والباحث في استخدامات "داعش" للتقنية والإعلام الجديد، أن أحد الأساليب المبتكرة والحديثة للتنظيمات الإرهابية هو استخدام منصات ألعاب الفيديو وبرمجة عدد من الألعاب عبر الشبكة العنكبوتية في أجهزة اللعب المتوافرة لصغار السن، التي تبث قطع الرؤوس وبعض أفعال التنظيم والدخول في محادثات مباشرة مع صغار السن من هذا المنطلق، مشيرا إلى أنه لابد من أن يكون هناك رقابة من قبل الآباء والأمهات على تلك الألعاب، مؤكدا أن الرقابة على تلك الألعاب لا يعني حصرها على التنظيمات الإرهابية والتطرف فقط، ولكنه يمتد لما هو أكثر مثل التحرش الجنسي والإباحية. صورة إحدى الألعاب التي تستهدف الأبناء وتقحمهم في عالم الجرائم الإرهابية. وكشف الأسمري أن مجموعة من ألعاب الفيديو المبرمجة بتقنية عالية الجودة تنتج من قبل التنظيم الإرهابي لنشر الفكر المتطرف والمنحل، وكثير من تلك الألعاب لديها تطبيقات مخصصة للدردشة والحديث بين حسابات اللاعبين، ويتم استدراج كثير من الأطفال من خلال تلك التطبيقات لرسم صورة ذهنية غير حقيقية عما يجري فعليا لدى تلك الجهات والأماكن. وأكد مختص الإعلام الاجتماعي أنه تم رصد عدد من المحترفين في عمليات البرمجة يقومون بصنع وبرمجة ألعاب إلكترونية متطورة مثل لعبة "صليل الصوارم" مبرمجة خصيصا من قبل محترفين في تنظيم "داعش" الإرهابي، والتي تصف حال أفراد التنظيم وتدعو جميع اللاعبين للدخول إلى الواقع وتجربة المعارك في مواقع القتال، أو حتى داخل البلد، وأن الجيش الإلكتروني المتوافر لدى التنظيم الإرهابي قوي ويدعم اللعبة بشكل كبير وأتعب حتى المنافسين من التنظيمات الإرهابية الأخرى في ملاحقته تسويقيا. وشدد على ضرورة رصد كل التحركات التي تحاك من خلال مثل هذه المواقع، من قبل الجهات من أجل حماية أفكار الشباب من التلوث الطائفي والديني القادم من جهات مشبوهة، ورصد كل التجاوزات التي تتم من خلاله. من جهته، قال حاتم الكاملي، مهندس برمجيات وألعاب إلكترونية وتكنولوجية ومستشار التسويق الرقمي والإلكتروني، إن التنظيم الإرهابي لم يعد يكتفي بالتجنيد لصغار السن من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وإنما امتد الأمر إلى الدخول إلى عالم ألعاب الفيديو، مؤكدا على أن كل تقنية جديدة أو التطبيقات الحديثة التي ستنطلق مستقبلا سيكون فيها تواجد لأفراد التنظيمات الإرهابية من أجل استغلالها في تجنيد صغار السن وضعاف العقول. ولم يستبعد الكاملي أن يبدأ مبرمجو التنظيمات الإرهابية في استغلال منصات البرامج المتطورة عبر الهواتف الذكية، من أجل جذب ونشر معلومات كاذبة لتجنيد الصغار وجرهم إلى خنادق التطرف. وأكد أن معظم المنصات التي يتم استغلالها مفتوحة المصدر، وكل شخص يمكنه أن يرفع ما يريد من برامج وتطبيقات، ويصعب كثيرا مراقبتها أو التحكم فيها إلا بواسطة المستخدمين من خلال خانات التبليغ المتاحة عبر تلك المنصات. وأشار إلى دور الجهات الرقابية والتوعوية في رفع مستوى الوعي والثقافة لدى المجتمع، ومنحهم المزيد من المساحة لعمل رقابة ذاتية على تلك المواقع، مثل الحسابات التي أجراها بعض من رواد مواقع التواصل الاجتماعي من أجل رصد الحسابات التي ترتبط بالتنظيمات الإرهابية.