يبدأ العيد في مكة من اليوم الأول بمعايدة أمير البلد، وزيارة الأهل والأصدقاء، أما بقية الأيام فيخصص لكل مجموعة من الحارات يوم من أيام العيد التي تمتد لمدة أربعة أو خمسة أيام، وتتأنق كل حارة في إظهار زينتها لاستقبال المعايدين، ويتوجه أهلها لمعايدة بقية الحارات حسب اليوم المتفق عليه. وكان من ضمن الأعراف أن بعض رجال البيت يخرجون للمعايدة، ويبقى البعض الآخر، لاستقبال من يأتي للزيارة، لكن في حالة خلو البيت من الرجال، وعدم وجود من يقوم مقام صاحب المنزل، يترك الباب مفتوحا ولا يقفل، وتترك ورقة بجانبها أطباق الحلوى وما يقدم للضيوف في أحد المجالس المعدة للرجال، ومن يحضر ينتظر صاحب البيت حتى يرجع أو يكتب اسمه في الورقة، حتى يعلم صاحب البيت بحضوره ، ومن ثمّ يزوره. أما بالنسبة للأطفال وكما يقول محمد عمر رفيع في كتابه مكة في القرن الرابع عشر: ومن وسائل التسلية للأطفال، وخاصة في عيد رمضان، المداريه، وهي عبارة عن دائرة على وضع مخصوص، معلق في أطرافها صناديق من الخشب أشبه بالمهد، معلقة على أعواد من الجوانب، وعلى شكل مخصوص يمكنها من الدوران واللف، يركب الأطفال في الصناديق، وتدور بهم من أعلى إلى أسفل، عن أشواط ويسمونها صناديق العيد. أما أشهر أكلات العيد خصوصا في الإفطار الدبيازة ، وتصنع من عصير قمر الدين بعد أن يطبخ على النار حتى يثقل، ثم تضاف إليه المكسرات بأنواعها، ويضاف إليه نوع من التمر المجفف يعرف بالقلادة لانتظامه في حبال، وتقدم ساخنة وأحيانا يضاف إليها السمن البلدي. كما تعد الزلابية واللقيمات المصنوعتان من العجين من أشهر الأكلات المكية على مائدة فطور العيد، وتصنع بعض العوائل (المنزلة ) وهي قطع اللحم الصغيرة، يضاف إليها طحينة السمسم وبعض البهارات.