تشير التقارير إلى أن الحكومة العراقية بدأت بارسال الميليشيات الشيعية التي تدعمها إيران الى مدينة الرمادي التي سقطت يوم الأحد بأيدي مسلحي تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش). ويقال إن 500 شخصا قتلوا عندما تخلى الجيش العراقي عن مواقعه في المدينة التي تبعد عن العاصمة بغداد بمسافة 70 كيلومترا. وقال مسؤول محلي إن سكان الرمادي يفرون منها "بأعداد كبيرة." ولكن الولاياتالمتحدة ما زالت تصر على وصف الموقف في الرمادي بأنه "مبهم ومتنازع عليه"، إذ نقلت وكالة فرانس برس عن مورين شومان الناطقة باسم وزارة الدفاع الأمريكية قولها "إنه من المبكر جدا إطلاق احكام قطعية حول الموقف هناك (في الرمادي) الآن." يذكر ان الميليشات الشيعية التي تدعمها ايران - والتي يطلق عليها اسم "الحشد الشعبي" - لعبت دورا مهما في "تحرير" مدينة تكريت من أيدي تنظيم "الدولة الإسلامية" قبل شهرين. وكانت هذه الميليشيات قد سحبت من تكريت بعد ورود تقارير عن قيامها بأعمال سلب ونهب واسعة النطاق. ويقول جيم ميور مراسل بي بي سي في بيروت إن الحكومة العراقية كانت تخشى من أن يؤدي دخول الميليشيات الشيعية الى مدينة الرمادي السنية الى مضاعفات طائفية خطيرة. وكانت قوات الجيش والشرطة العراقية قد هربت من الرمادي بشكل فوضوي بعد ثلاثة أيام من القتال الضاري. وجاء في بيان نسب الى تنظيم "الدولة الاسلامية" أن مسلحيه "طهروا المدينة تماما"، مضيفا أن التنظيم نجح في السيطرة على معسكر الفرقة الثامنة بما فيه من دبابات وقاذفات صواريخ تخلي عنها الجنود الفارون. وعلمت بي بي سي من مصدر عليم في مكتب محافظ الأنبار أن الرمادي الآن تحت سيطرة التنظيم بشكل تام، وأن كل القوات الحكومية قد انسحبت منها. وقال ضابط بالجيش العراقي لبي بي سي إن معظم القوات المنسحبة قد تجمعت في معسكر في الخالدية الى الشرق من الرمادي رغم الأمر الذي أصدره رئيس الوزراء حيدر العبادي بالصمود في مواقعها. وقال الضابط إن القوات الحكومية كان يعوزها العتاد اللازم لمواجهة هجوم مسلحي "الدولة الاسلامية." وتقول التقارير إن القوات العراقية فرت عقب تعرضها لسلسلة من الهجمات الانتحارية يوم الأحد. فقد ضربت 4 هجمات انتحارية متزامنة قوات الشرطة التي كانت تدافع عن منطقة الملعب جنوبي الرمادي. وفي وقت لاحق، قاد 3 انتحاريين آليات مفخخة الى بوابة مقر قيادة عمليات الأنبار العسكرية. ويقول مراسل بي بي سي في العاصمة العراقية إن خسارة الرمادي تعتبر هزيمة كبيرة بالنسبة للحكومة أصابت المسؤولين العراقيين بالهلع. وتقول منظمة الهجرة الدولية إن نحو 8 آلاف شخص قد نزحوا من الرمادي في اليومين الأخيرين. وفي وقت لاحق، عبر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عن ثقته بأن تنظيم "الدولة الاسلامية" سيدحر في الرمادي في الأسابيع المقبلة. وقال كيري في مؤتمر صحفي عقده في العاصمة الكورية الجنوبية سول إن الرمادي كانت هدفا سهلا للمسلحين. وقال "إني واثق بأن الاسابيع المقبلة ستشهد تغيرا في الموقف."