جمعية أسر التوحد تطلق أعمال الملتقى الأول للخدمات المقدمة لذوي التوحد على مستوى الحدود الشمالية    سلمان بن سلطان: نشهد حراكاً يعكس رؤية السعودية لتعزيز القطاعات الواعدة    شركة المياه في ردها على «عكاظ»: تنفيذ المشاريع بناء على خطط إستراتيجية وزمنية    تحت رعاية خادم الحرمين.. «سلمان للإغاثة» ينظم منتدى الرياض الدولي الإنساني الرابع    "موسم الرياض" يعلن عن النزالات الكبرى ضمن "UFC"    رينارد يواجه الإعلام.. والدوسري يقود الأخضر أمام اليمن    وزير داخلية الكويت يطلع على أحدث تقنيات مركز عمليات 911 بالرياض    عمان تواجه قطر.. والإمارات تصطدم بالكويت    ولادة المها العربي الخامس عشر في محمية الأمير محمد بن سلمان    الجيلي يحتفي بقدوم محمد    جسر النعمان في خميس مشيط بلا وسائل سلامة    تيسير النجار تروي حكاية نجع في «بثينة»    الصقارة.. من الهواية إلى التجارة    زينة.. أول ممثلة مصرية تشارك في إنتاج تركي !    "الصحي السعودي" يعتمد حوكمة البيانات الصحية    مستشفى إيراني يصيب 9 أشخاص بالعمى في يوم واحد    5 طرق لحماية أجسامنا من غزو البلاستيك    الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يلتقي بابا الفاتيكان    26 مستوطنة إسرائيلية جديدة في عام 2024    استدامة الحياة الفطرية    قدرات عالية وخدمات إنسانية ناصعة.. "الداخلية".. أمن وارف وأعلى مؤشر ثقة    إعداد خريجي الثانوية للمرحلة الجامعية    "فُلك البحرية " تبني 5600 حاوية بحرية مزود بتقنية GPS    محمد بن سلمان... القائد الملهم    البرازيلي «فونسيكا» يتوج بلقب بطولة الجيل القادم للتنس 2024    برنامج الابتعاث يطور (صقور المستقبل).. 7 مواهب سعودية تبدأ رحلة الاحتراف الخارجي    العقيدي: فقدنا التركيز أمام البحرين    قطار الرياض.. قصة نجاح لا تزال تُروى    تعاون بين الصناعة وجامعة طيبة لتأسيس مصانع    5.5% تناقص عدد المسجلين بنظام الخدمة المدنية    وتقاعدت قائدة التعليم في أملج.. نوال سنيور    «بعثرة النفايات» تهدد طفلة بريطانية بالسجن    رشا مسعود.. طموح وصل القمة    فريق علمي لدراسة مشكلة البسر بالتمور    "الداخلية" تواصل تعزيز الأمن والثقة بالخدمات الأمنية وخفض معدلات الجريمة    غارات الاحتلال تقتل وتصيب العشرات بقطاع غزة    تنمية مهارات الكتابه الابداعية لدى الطلاب    منصة لاستكشاف الرؤى الإبداعية.. «فنون العلا».. إبداعات محلية وعالمية    محافظ جدة يطلع على برامج "قمم الشبابية"    تشريعات وغرامات حمايةً وانتصاراً للغة العربية    سيكلوجية السماح    عبد المطلب    زاروا معرض ومتحف السيرة النبوية.. ضيوف «برنامج خادم الحرمين» يشكرون القيادة    آبل تطور جرس باب بتقنية تعرف الوجه    هجوم ألمانيا.. مشهد بشع وسقوط أبشع!    استراتيجية الردع الوقائي    التشريعات المناسبة توفر للجميع خيارات أفضل في الحياة    تجويد خدمات "المنافذ الحدودية" في الشرقية    خادم الحرمين يرعى منتدى الرياض الدولي الإنساني    سعود بن بندر يلتقي مجلس «خيرية عنك»    ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة يصلون مكة ويؤدون مناسك العمرة    القبض على شخص بمنطقة الحدود الشمالية لترويجه «الأمفيتامين»    كافي مخمل الشريك الأدبي يستضيف الإعلامي المهاب في الأمسية الأدبية بعنوان 'دور الإعلام بين المهنية والهواية    الأمير سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف.    تجمع القصيم الصحي يعلن تمديد عمل عيادات الأسنان في الفترة المسائية    "مستشفى دلّه النخيل" يفوز بجائزة أفضل مركز للرعاية الصحية لأمراض القلب في السعودية 2024    نائب أمير مكة يفتتح غدًا الملتقى العلمي الأول "مآثر الشيخ عبدالله بن حميد -رحمه الله- وجهوده في الشؤون الدينية بالمسجد الحرام"    ولادة المها العربي ال15 في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الملك : عاصفة الحزم تصدت لمحاولة تحويل اليمن إلى قاعدة مؤامرات إقليمية
نشر في أنباؤكم يوم 10 - 05 - 2015

أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أن المملكة العربية السعودية هبت ومن تضامن معها من الدول في "عاصفة الحزم" لتلبية نداء الواجب في إنقاذ اليمن وشعبه من فئة تغولت فيها روح الطائفية فناصبت العداء لحكومة بلدها الشرعية وعصفت بأمنه واستقراره وأخذت تلوح بتهديد دول الجوار وفي مقدمتها السعودية بدعم من جهات خارجية تسعى لتحقيق أطماعها في الهيمنة على المنطقة وزرع الفتن فيها دون مراعاة لما يربطها بدول هذه المنطقة وشعوبها من أخوة إسلامية وقوانين وأعراف دولية.
وشدد على أنه لم يكن للمملكة وما كان للمملكة من غرض في "عاصفة الحزم" التي لقيت تأييدا عربيا وإسلاميا ودوليا واسعا سوى نصرة اليمن والتصدي لمحاولة تحويله إلى قاعدة تنطلق منها مؤامرة إقليمية لزعزعة الأمن والاستقرار في دول المنطقة وتحويلها إلى مسارح للإرهاب والفتن الماحقة والصراع الدامي على غرار ما طال بعض الدول الأخرى. جاء ذلك في كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز التي ألقاها نيابة عنه الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة في حفل افتتاح الدورة ال 22 للمجمع الفقهي الإسلامي التابع لرابطة العالم الاسلامي في مقر الرابطة بمكة المكرمة. وفيما يلي نص كلمة خادم الحرمين الشريفين :
بسم الله الرحمن الرحيم .. الحمد لله الذي هدانا لنعمة الإسلام والصلاة والسلام على رسوله الأمين خير الأنام. الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ المفتي العام للمملكة رئيس المجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي. الدكتور عبد الله التركي عضو هيئة كبار العلماء الأمين العام للرابطة. أصحاب السماحة والفضيلة والسعادة .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرحب بضيوفنا الأفاضل وأحيي الحضور الكريم في مهبط الوحي برسالة الإسلام العالمية الخالدة التي شعارها السلام وغايتها تخليص الناس من ظلمات الشرك والأوثان إلى نور التوحيد والإيمان وتحريرهم من رقة استعباد الإنسان لأخيه الإنسان إلى خلوص العبودية لله وحده "جل وعلا" ومن ثم جاءت الرسالة المحمدية رحمة للعالمين مصداقا لقوله تعالى (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ).
لقد اهتمت المملكة العربية السعودية أيما اهتمام بتنظيم الفتوى وإنشاء مؤسساتها من المجامع وهيئات البحوث الشرعية والإفتاء التي تضم كبار العلماء الثقات الراسخين في العلم حيث تتبنى هذه المرجعية الجماعية المؤهلة والتي ينتظم عقد هذا المجمع الفقهي الممثل للعالم الإسلامي في إطارها دراسة الموضوعات ذات الصلة بالقضايا العامة ومستجدات العصر والخلوص إلى الرأي الشرعي الصحيح فيها لأنها بطبيعتها تتطلب تضافرا في الجهود لتذليل صعابها واستيفاء جوانبها والإحاطة بملابساتها وتتقلض بذلك دائرة الخلاف في المسألة المعروضة ويتجلى فيها القول السديد والرأي الشديد الذي يصلح عليه أمر الأمة طبقا للفهم الصحيح لمقاصد الشريعة الإسلامية الغراء التي لم تدع شأناً من شؤون الدنيا والآخرة إلا فصلت فيه (مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ).
وفي هذا الصدد وصونا للقول في دين الله تعالى من تطفل الأدعياء والتسيب في الإفتاء وسدا للباب في وجه المتجرئين على هذه المهمة الجليلة الذين حذر الله منهم بقوله : (وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللهِ الْكَذِبَ) وقد شددت المملكة فيما صدر من توجيهات سامية على أهمية قصر الفتوى على أهلها المشهود لهم بالجدارة : (وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ).
ذلك أن اجتراء الأدعياء واتخاذهم رؤوسا ومراجع يدخل على الناس اللبس والتشويش في دينهم وتختلط لديهم المفاهيم الشرعية وتنفتح عليهم بذلك أبواب الفتن ولاسيما في زماننا هذا حيث النفوس الضعيفة والشبه الخطافة والمغرضون يترقبون. وفي هذا من الخطر الداهم على ديننا وأمتنا الإسلامية ما نشاهد من الفئات التي برزت في بعض أوطان الإسلام تعيث في الأرض فسادا وتسعى في الناس إجراما وإرهابا متشحة زورا وبهتانا بأولوية الجهاد خلافا لما شرعه الله غاية الجهاد بأنه لنشر الأمان وحماية الأوطان ودفع العدوان ونصرة المستضعفين.
أيها الإخوة .. ومن الخطر الأعظم الذي يهدد أمتنا الإسلامية أيضا توظيف الطائفية المقيتة لتحقيق أطماع سياسية دنيوية لا علاقة لها بنصرة الدين والأمة وإنما تستهدف العدوان على الغير والاستحواذ على حقوقه بالاستقواء والمبالغة على نحو ما شاهدته دولة اليمن مؤخرا. وفي مواجهة هذا الخطر وبعد استنفذت كل السبل السليمة لرأب الصدع في اليمن الشقيق وإيقاف العدوان على شرعية الدولة وإعمالا لقول الحق تبارك وتعالى : (فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللهِ).
هبت المملكة العربية السعودية ومن تضامن معها من الدول في عاصفة الحزم لتلبية نداء الواجب في إنقاذ اليمن وشعبه الشقيق من فئة تغولت فيها روح الطائفية فناصبت العداء لحكومة بلدها الشرعية وعصف بأمنه واستقراره وأخذت تلوح بتهديد دول الجوار وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية بدعم من جهات خارجية تسعى لتحقيق أطماعها في الهيمنة لى المنطقة وزرع الفتن فيها دون مراعاة لما يربطها بدول هذه المنطقة وشعوبها من أخوة إسلامية, وقوانين وأعراف دولية.
وازداد استقواء هذه الفئة بتآمر جهات يمنية داخلية نقضت ما سبق أن عاهدت عليه من الالتزام بمقتضيات المبادرة الخليجية التي كان فيها المخرج لهذا البلد الشقيق من حالة الانسداد ودوامة الصراع الذي كان يمزقه. وما كان للمملكة من غرض في عاصفة الحزم التي لقيت تأييدا عربيا وإسلاميا ودوليا واسعاً - سوى نصرة اليمن الشقيق والتصدي لمحاولة تحويله إلى قاعدة تنطلق منها مؤامرة إقليمية, لزعزعة الأمن والاستقرار في دول المنطقة وتحويلها إلى مسارح للإرهاب والفتن الماحقة والصراع الدامي, على غرار ما طال بعض الدول الأخرى.
وهذه المحاولة المقيتة في اليمن وإن كنا على ثقة تامة بحول الله ونصرته للحق بأنها لن تبلغ شيئا من أهدافها أمام صرامة دولنا ويقظة شعوبنا إلا أن الخطورة التي تكمن في دوافعها والجهات التي تقف وراءها تستوجب عدم السكوت عليها أو التساهل في مواجهتها. لذلك فإن من المأمول من علماء الأمة الإسلامية في هذه المجمع الموقع وغيره أن يكثفوا جهودهم للتوعية بخطر هذه الفئات الضالة وأهدافها التآمرية على الأمة ويشددوا في التحذير من بذور الشر والفساد, التي تفتك بالأوطان الإسلامية من داخلها.
أيها الإخوة .. إن المملكة العربية السعودية تتابع باهتمام وتقدير مناشط رابطة العالم الإسلامي في خدمة الإسلام والدفاع عن قضاياه ووحدة صف المسلمين, والأمل معقود على الرابطة ومن يتعاون معها من المخلصين لدينهم وأمتهم في المزيد من التنسيق والتعاون المثمر مع الهيئات والمؤسسات الإسلامية الأخرى لوضع إطار عام للعمل الإسلامي المشترك يحذر المسلمين من مواطن الشبهات ويرشد الشباب خاصة إلى المنهاج القويم الذي جات به الشريعة الإسلامية الغراء, وينقذهم من مخاطر الانزلاق وراء الأفكار والدعوات المنحرفة. أسأل الله تعالى أن يوفقكم لما فيه الخير لديننا وأمتنا وأن يجمع كلمة المسلمين على الهدى والتقوى : (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ). والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وكان الحفل الخطابي المعد بهذه المناسبة قد بدأ بالقرآن الكريم ثم ألقى الأمين العام للمجمع الفقهي الدكتور صالح المرزوقي كلمة أكد فيها أن رعاية خادم الحرمين الشريفين وافتتاح الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة لأعمال الدورة ال 22 للمجمع الفقهي الإسلامي نيابة عنه لهو شاهد من شواهد الدعم المادي والأدبي المستمر والمتجدد للهيئات الإسلامية ومجامعها ودور العلم ومعاهده خدمة للعلم والعلماء ورعاية لشؤون المسلمين وهذه واحدة من مكارمه الكثيرة فخالص الشكر ومحمود الثناء لخادم الحرمين الشريفين على هذه الجهود المباركة.
وقال الدكتور المرزوقي : إننا في هذه الأيام نواجه مشكلة كبيرة تتمثل في اعتداء جماعة الحوثي ومن ساندهم من داخل اليمن وخارجه على سلطة البلاد الشرعية وقتل الأبرياء واحتلال المدن ومحاولة الاستيلاء على السلطة وغير ذلك من الأعمال الشنيعة, مما أوصل البلاد إلى حالة متردية. وطالب الأمين العام للمجمع الفقهي العلماء بتدارس وإيضاح آثار هذه القضية على مستقبل الأمة فهي بحاجة إلى حكمة العلماء لأنها ليست من القضايا السهلة وأن يقيموا الشهادة لله ولا يخشون في الله لومة لائم. مؤكدا أن كلمة العلماء هي حكم ينبغي أن يسمعه كافة المسلمين. مشيرا إلى أن الأمة الإسلامية تتطلعُ إلى ما يتمخضُ عنه اجتماعُ هذه الدورة من نتائج إيجابية تنير لها طريقها وتعينها على إيجاد الحلول لمشكلاتها.
وبين أن المجمع نظم فيما سبق إحدى وعشرين دورة من دوراته صدر عنها أكثر من 127 قرارا وبيانا ترجمت إلى عدد من اللغات الأجنبية كما عقد عدداً من المؤتمرات والندوات. مشيرا إلى أن المجمع أقام بين دورته الحادية والعشرين والثانية والعشرين التي تفتتح أعمالها اليوم بعض الأعمال التي تصب في تحقيق أهدافه ومنها مصادقة المجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي على انضمام أربعة أعضاء جدد من صفوة علماء الأمة الإسلامية إلى مجلس المجمع الفقهي وطباعة ونشر كثير من أعماله وبحوثه. كما قام المجمع بتنظيم ندوة الحضانة في ضوء مستجدات العصر بالتعاون مع كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى و سيقوم إن شاء الله بعقد مؤتمرين أحدهما (المؤتمر العالمي للفتوى وضوابطها تعريفٌ وتوجيه) في بلجيكا وثانيهما (الانحرافات الفكرية بين حرية التعبير ومحكمات الشريعة).
وأشار الدكتور المرزوقي إلى أن جدولُ أعمال هذه الدورة يحظى بموضوعات متعددة منها ما له علاقة بالعبادات والأموال ومنها قضايا طبية واجتماعية وفلكية وغير ذلك. مبينا أن المجمع الفقهي الإسلامي بمجلسه الذي يضم كبار علماءِ العالم الإسلامي وفقهائه وبلجانه ومستشاريه يبذلُ جهده في تلمس حاجاتِ الأمةِ و بذل الجهد في النظر والتروي في الموضوعات وصولا إلى الحكم الصائبِ والرأي السديد الذي تطمئن إليه النفوس وتغتبط به القلوب ولهذا فإن قرارات المجمع وبياناته ولله الحمد هي موضع القبول والاطمئنان من المسلمين شرقا وغربا.
إثر ذلك ألقيت كلمة ضيوف الدورة ألقاها نيابة عنهم الشيخ نصر فريد أعرب فيها عن شكره وتقديره لحكومة خادم الحرمين الشريفين وعلى الدور الذي تقوم به المملكة العربية السعودية في المنطقة من أجل إرساء الأمن والاستقرار وإعادة الشرعية. مؤكدا حرص خادم الحرمين الشريفين على حقن الدماء المسلمة وتلمس احتياجات الإقليات المسلمة في أرجاء المعمورة كافة. وقال : إننا نجتمع اليوم في مكة المكرمة لنتلمس احتياجات المسلمين الفقهية ونناقش ما أشكل عليهم من قضايا تلامس حياتهم اليومية في التعويض عن الضرر الأدبي أو المادي الناتج عن الجناية أو الشكوى الكيدية والبيع والتاجير بالسعر المتغير وقضايا الإحرام وأحكام المطلقة وغيرها من أجل الوصول إلى حكم شرعي يفيد الأمة الإسلامية التي تجد في هذا الدين الحنيف ما لم تجده في غيره من الأحكام الوضعية.
ثم ألقى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبد الله التركي كلمة عبر فيها عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين وقادة دول التحالف على قرار عاصفة الحزم ذلك أن الحرص على القيام بهذه المهمة قيام بما يوجبه الإسلام ويؤكده حق الجوار من نصرة المظلوم ودفع البغي والعدوان عنه بعدما تغول الباغي وتعنت ولم يستجب لنداء الحكمة ولما جرى من حوار ونداءات ومبادرات. وأشاد التركي بجهود خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وولي ولي العهد فيما يخدم الإسلام والمسلمين، ويحقق للأمة الأمن والاستقرار ويبعدها عن الفرقة والنزاع.
وأوضح أن حال الأمة المسلمة اليوم يتسم باشتداد المحن عليها وتوالي الفتن المؤرقة لها وفي هذه الظروف تشتد الحاجة إلى ورثة الأنبياء وتتضاعف مسؤوليتهم في نصيحة الناس وإرشادهم إلى ما ينبغي أن يركزوا عليه من الأعمال ويولوه الأولوية في الاهتمام ويحفز الهمم ويعزز لديهم الأمل ويثبتهم حتى لا يتطرق إليهم اليأس ويستحوذ عليهم الاستسلام للواقع المرير ويذكرهم بأن الإيمان إذا صح أثمر التفاؤل بالخير والاستبشار بحسن العواقب إذا خلصت النيات وصلحت الأعمال وزكت النفوس.
وبين الدكتور التركي أن المسؤولية المنوطة بالعلماء تجاه الإسلام والمسلمين تتركز في التعريف بالحقائق والمفاهيم الأساسية التي يقوم عليها الدين، وتنتشر بها دعوته وتتأدى رسالته، وحماية هذه الحقائق والمفاهيم من ملوثات الغزو الفكري ومن التحريف الناتج عن الجهل أو الغلو والتنطع والحيدة عن منهاج الوسطية والاعتدال. لافتا إلى أن "بلاغ مكة" الصادر عن المؤتمر الإسلامي العالمي "الإسلام ومحاربة الإرهاب" الذي عقدته الرابطة أوائل شهر جمادى الأولى الماضي قد أكد على ذلك في رسالته إلى العلماء والذي حثهم فيه على الحفاظ على هوية الأمة وتعاهدها بالتوعية والتفقيه في الدين وإعطاء القدوة الصالحة من أنفسهم والقيام بواجب النصح والإرشاد للأمة وقادتها بالحكمة وتصحيح المفاهيم الخاطئة ومحاربة الشبهات المضللة والدعوات المغرضة وذلك بنشر العلم الصحيح المنبثق من أصول الإسلام وفق هدي سلف الأمة وأئمة الإسلام والاجتماع على الكليات الثابتة المتفق عليها والتعاون في مواردها والتحلي بأدب الخلاف والتحذير من التكفير والتفسيق والتبديع في موارد الاجتهاد صونا لمصالح الأمة العليا وتعزيز التنسيق بين المؤسسات الشرعية في الفتوى والتصدي للنوازل العامة بالفتوى الجماعية والتحذير من الفتاوى الشاذة وتقوية التواصل مع الشباب وتوسيع آفاق الحوار معهم والسعي في تعزيز نهج الوسطية لديهم.
وأكد أن رابطة العالم الإسلامي انطلاقاً من رسالة الإسلام والأهداف التي أنشئت من أجلها تحرص على استتباب الأمن والاستقرار في أوطان المسلمين، بوصفه ضرورة من ضرورات الحياة كالغذاء والهواء وإسهاما منها بما تستطيع من النصح والتوجيه لعموم الأمة في تجنيب المزيد من الانزلاق إلى الفتن والنزاعات. مبينا أن الرابطة قامت عبر مكاتبها ومراكزها وممثليها وما أصدرته من بيانات وعقدته من مؤتمرات بتحذير المسلمين من الطائفية ومَن وراءها إقليميا وعالميا وضرورة وقوف المسلمين صفاً واحدا في وجهها والوقوف مع السعودية بلاد الحرمين الشريفين وخادمتهما ومنطلق رسالة الإسلام والمطبقة لشريعته وأن المساس بأمنها مساس بالإسلام والمسلمين وقبلتهم.
وأبان أن الرابطة تعتز من خلال علاقاتها الواسعة مع الشعوب والأقليات المسلمة ما لمسته من تأييد شعبي إسلامي كبير ل "عاصفة الحزم" بقيادة السعودية استجابة لمناشدة الشعب اليمني ورئيسه الشرعي بحماية وحدة البلاد واستقرارها واسترداد الشرعية التي سطا عليها الحوثيون ومردوا على البغي والعدوان على الشعب ومؤسسات الدولة وكشفوا مما لوحوا به من تهديد دول الجوار عن مهمتهم الحقيقية في تنفيذ أجندة من يدعمهم بالأموال والأسلحة والدعاية في زرع الطائفية في المنطقة كلها وتحويلها بذلك إلى مسرح للصراع المحتدم بين المسلمين.
عقب ذلك ألقى مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ كلمة أكد فيها أن من نعم الله على هذه الأمة وجود فئة من المسلمين تخدم الدين وهم العلماء. منوها بالدور الذي يقوم به المجمع الفقهي الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي. وقال "إن الفقه الجماعي ادعى للقبول والصواب في اجتماع الأمة تحت مظلة رابطة العالم الإسلامي على اختلاف مناهجهم وثقافاتهم من أجل التقارب وتقريب الخلاف واتحاد الصف. مبينا أن المملكة قد أسست هذه المجامع لخدمة المسلمين في دول العالم كافة.
وأضاف" إن الفقه الحقيقي هو الفقه عن الله في مراده وإتباع أوامره واجتناب نواهيه وتوحيد الله وأن يعلم المسلم أنه قد خلق لعبادته". وشدد مفتي عام المملكة على أن قضية اليمن ليست قضية عربية بل هي إسلامية لأنها أقيمت لإضعاف الأمة وإشغالها عن واجباتها. مؤكدا أن ما قامت به المملكة من عمل هو من أجل إعادة الأمن والاستقرار والحفاظ على أرواح الأخوة اليمنيين كما جاءت عاصفة الحزم لردع عدوان المعتدين وظلم الظالمين وكل المسلمين يؤيدون ذلك ويرون أن هذا موقف إسلامي شجاع جاء في وقته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.