أحيى الأرمن ومؤيدوهم في أرمينيا والعديد من البلدان حول العالم الذكرى المئوية للقتل الجماعي الذي تعرضوا له على أيدي العثمانيين ابان الحرب العالمية الأولى. فقد تجمع أرمن من مختلف أنحاء العالم في عاصمة أرمينيا، يرفان، لإحياء الذكرى. ووضع المشاركون في المراسم الورود ووقفوا دقيقة حداد أمام النصب التذكاري للضحايا، في ضواحي العاصمة الأرمينية يرفان. وتقول أرمينيا إن حوالي مليون ونصف شخص قتلوا في هذه الأحداث، لكن تركيا تشكك في هذا الرقم. وكرر الرئيس الأرميني سيرج سركسيان دعواته بان يتم الاعتراف بما حدث ك"إبادة عرقية"، وقال ان الضحايا تعرضوا "لفظائع لا يمكن وصفها"، في كلمة له خلال المراسم. ويطالب أيضا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بأن يتم وصف ما حدث بأنه "إبادة"، وقال ان استخدام هذا الوصف يعد "مبادرة للسلام" بين الجانبين. ولكن تركيا تعارض هذا الوصف بشدة بدعوى أنه كان هناك قتلى من الجانبين خلال فترة عدم الاستقرار والحرب الأهلية، قائلة إن الكثير من المسلمين الأتراك ماتوا في اضطرابات الحرب. وطالما رفضت تركيا استخدام كلمة "إبادة" لوصف عمليات القتل، وهو الأمر الذي أدى إلى فتور العلاقات التركية-الأرمينية. وتعترف تركيا بصحة الأحداث، لكنها تقول إنها لم تكن ممنهجة أو تستهدف الأرمن المسيحيين تحديدا، وإن الكثير من الأتراك المسلمين قتلوا أيضا أثناء الأزمة التي تسببت بها الحرب. وأقيمت مراسم تأبين للأرمن في تركيا يوم الجمعة، حضرها رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو، "لمشاركة الأرمن في آلامهم". إلا أن داود أوغلو أكد على موقف تركيا من استخدام لفظ "المذبحة". كما تستضيف تركيا يوم الجمعة مراسم الذكرى المئوية لبداية معركة غاليبولي. وكان القتال قد بدأ فعليا في 25 أبريل/نيسان، واتهم الرئيس الأرميني، سيرج سركسيان، تركيا بمحاول "تشتيت انتباه العالم" عن المراسم الأساسية في يرفان. مرت مئة عام على مذبحة الأرمن تعارض تركيا وصف عمليات القتل بالمذبحة، وتقول إن مسلمين أتراك قتلوا في نفس الأحداث. يصر الأرمن في جميع أنحاء العالم على تسمية الأحداث بالمذبحة. تطويب القتلى وبعد مراسم وضع الورود، ألقى سركسيان خطابا شكر فيه الحضور على تذكر الضحايا، وقال "لن ننسى شيئا". وقال الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند: "لن ننسى أبدا المأساة التي حلت بشعبكم". وتأتي اليوم الجمعة الذكرى المئوية لبدء السلطات العثمانية في اعتقال المئات من المفكرين الأرمن في اسطنبول، وقتل الكثير منهم لاحقا. ويرى الكثير من الأرمن أن هذه كانت بداية السياسة العثمانية لطرد الأرمن، للشك في دعمهم لروسيا، عدوة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى. وحضر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مراسم اليوم في يرفان، حيث وصف المذابح بأنها جريمة ابادة. وأصدر الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بيانا يشير فيه إلى الواقعة ك "أسوأ اضطرابات في القرن العشرين". لكنه لم يستخدم كلمة "إبادة"، الأمر الذي أغضب الأمريكيين الأرمن. وطوبت الكنيسة الأرمينية مليون ونصف شخصا يوم الخميس، قالت إنهم قتلوا في المذابح وعمليات التهجير. وقالت إنها تريد الشهادة لمن قتلوا في سبيل دينهم وديارهم. وبعد انتهاء المراسم، قرعت أجراس الكنائس الأرمينية حول العالم. و كان الرئيس الألماني، يواكيم غوك، قد وصف الأحداث بأنها "مذبحة" أثناء نقاش في البرلمان حول هذا الأمر. وكذلك الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، الذي يؤكد على وصف الأحداث في بالمجزرة، ويدعم قانون لتجريم إنكار هذا الوصف، مما أدى إلى اضطراب العلاقات التركية-الفرنسية. وكانت تركيا قد استدعت مبعوثها لدى الفاتيكان مطلع هذا الشهر، بعدما استخدم البابا فرانسيس كلمة "مذبحة" للإشارة إلى الأحداث في واحدة من عظاته.