خطاب متناقض ومضطرب يظهر حالة الخوف الشديد لزعيم جماعة الحوثيين عبدالملك الحوثي الذي ظهر أمس في خطاب تلفزيوني مسجل بعد اختفاء 24 يوماً من بداية " عاصفة الحزم"، ويؤكد الشعور بالهزيمة واقتراب النهاية، حيث أجمع أعضاء شورى وأساتذة علم نفس واجتماع على أن هذا الخطاب المتوقع في هذا التوقيت جمع المتناقضات وظهر وكأن الخطاب موجه لجماعة وأتباع منفصلاً عن الحقائق على الأرض، أظهر الخطاب المسجل لعبدالملك الحوثي زعيم الجماعة الحوثية حالة الخوف الشديد من اقتراب النهاية وغلبت عليه لغة الإفلاس الأخلاقي وظهر جلياً اليأس والإحباط والخيبة وكان يردد بشكل ببغائي حجج وعبارات معلمه حسن نصر الله بشكل يؤكد الخيبة من فشل المشروع الحوثي وامتداداته الفارسية الصفوية. عضو مجلس الشورى الدكتور فايز الشهري أكد في قراءته للخطاب الحوثي مساء أمس بأن عنوانه كان التبرير والدفاع عن داعميه في إيران وقال "بكل أسف كل عبارات السخرية والشتم اختصرها الحوثي في خطابه لتوجيهها للأشقاء في تحالف عاصفة الحزم الذين حاولوا ان يساعدوا اليمن في محنته" وأضاف: "وكان هناك استعارات مكشوفة واستدعاء اسم اسرائيل وأميركا وفلسطين والدخول في مزايدات لن يستطيع أن يقولها الحوثي عن الذين زايدوا في ايران وسموا فيالق الجيش وألويته باسم القدس وفلسطين، أيضاً الادعاء بالشرعية وتسمية حركته باسم الحركة الشعبية والوطنية وأنها قامت بمواجهة القاعد بينما الوقائع تؤكد أن الحركة الحوثية توجهت للإنسان اليمني بقراه ومحافظاته ولم تتوجه للمواقع التي يكون للقاعدة فيها تواجد خاصة في المحافظات الجنوبية". وتابع الدكتور الشهري حديثه وقال: "يذكر خطاب الحوثي عن تدمير اليمن ونسي أنه هو وجماعاته ومليشياته من بدأوا بتدمير مقدرات اليمن وإثارة الفتنة والانقلاب على الشرعية ويكفي أن الجامعات والجوامع ودار الحديث والقرآن والمدارس كانت من الأهداف الأولى لمليشيات الحوثي". ويؤكد الشهري أن خطاب عبدالملك الحوثي كان مماثلاً لخطابات حسن نصرالله حيث قال: " كان يردد بشكل ببغائي نفس حجج وعبارات معلمه حسن نصرالله بشكل يدعو للرثاء وقد وضحت أيضاً لغة اليأس والإحباط وأيضاً الخيبة من فشل المشروع الحوثي وامتداداته الفارسية الصفوية" وأضاف: كان يزايد على قضية الحوار واستعداده له بينما الوقائع أنه نسف كل مقررات الحوارات الوطنية ومبادرات السلم والشراكة والاتفاقية الخليجية، وهو الذي سلط جيشه على محافظات شمال اليمن ثم توجه إلى عدن التي لفظته ورفضته واستدعت أن يقوم الرئيس الشرعي بدعوة الاشقاء لإنقاذ اليمن من مشروع الحوثي واجتماعه في "قم" ومحاولة تنفيذه في الوطن العربي. ومما يثير العجب في الخطاب الحوثي والحديث للشهري الاستدلال ببعض الآيات القرآنية وتقمص دور رجل الدين المصلح فيما لم تكن هذه الآيات ومدلولاتها حاضرة حينما كان يعبث في اليمن ومقدراته ويسلط مليشياته على كل من يخالفه وقصص حصاره حتى في محافظة عمران في بداياته وقتله لعدد ممن قاوموه من القبائل والشخصيات الوطنية واحتلال مؤسسات الدولة وتعطيل الحياة اليومية. وختم عضو الشورى حديثه بالتأكيد على أن الخطاب الحوثي يكشف عن إفلاس أخلاقي وعدم وعي بحركة التاريخ وغياب الإدراك بأن قدر اليمن وموقعها ومستقبلها أن تكون ضمن حضنها العربي وألا تكون ضحية مسلوبة للفرس وأطماعهم بالتوسع للأسف الشديد من خلال هؤلاء العملاء والوكلاء الذين ينفذون أجندة رسمت في إيران الصفوية قبل سنوات. من جهته قال أستاذ العلوم الاجتماعية وعميد عمادة البرامج التحضيرية بجامعة الإمام الدكتور عبدالرحمن سليمان النملة إن خطاب عبدالملك الحوثي يأتي محاولة لإيقاف مد آثار عاصفة الحزم وإثبات النفس أمام الاتباع كجماعة الحوثي وفيه حالة من التوتر النابع من الخوف لأنه أيقن بأن النهاية قريبة فجاءت ردة الفعل حسب الخطاب الملئ بالمتناقضات والأكاذيب التي باتت مكشوفة لليمنيين الحقيقين الذين يعلمون حقيقة الحوثي وسلامة أهداف عاصفة الحزم وأضاف" خطاب الحوثي يجب الرد عليه إعلامياً مهما كان ضعف تأثيره ولغته المرتبكة والمتوترة" وأكد أن سياسة المملكة واضحة للجميع وقد أذهل الحوثي وزاد في تخبطه وشعوره الواضح بالهزيمة، الانتصار السياسي الأخير للمملكة من خلال قرار مجلس الأمن المؤيد لعاصفة الحزم، وبالتالي جاء الخطاب الحوثي كردة فعل لوقف امتداد التأثير الذي ظهر في كثير من المواقف ومنها انشقاقات بعض الأولية لصالح الرئيس الشرعي والشرعية. ويرى الدكتور النملة بأن الحقائق على الأرض واضحة وقال: "الحمد لله الإعلام السعودي على قدر الحدث كما أن أهداف استعادة الشرعية واضحة للعيان إضافة إلى تماسك الجبهة الداخلية وعدم الالتفات إلى الإعلام المضلل وعدم الاعتراف إلا بالإيجاز الصحفي اليومي للمتحدث الرسمي لقوات التحالف".