بعد تصويت البرلمان الباكستاني على الحياد في الصراع الدائر باليمن وعدم المشاركة في عاصفة الحزم، رضخت باكستان للضغط السعودي وأعلنت عن استعدادها خلال الأيام المقبلة، للمشاركة بقوات بحرية في الحظر المفروض على تسليح الحوثيين وأنصار الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح. وأشار الدكتور حسين حقاني السفير الباكستاني السابق لدى الولاياتالمتحدة ومدير قسم جنوب ووسط آسيا بمعهد هدسون، في تصريح خاص ل"شؤون خليجية"، إلى أن قرار البرلمان الباكستاني بعدم المشاركة في الحرب باليمن استند إلى اعتبارات سياسية داخلية، إلا أن باكستان تدرك الآن أن عواقب مثل هذا القرار، ربما تكون أكبر مما كان متوقعًا. وأضاف أن الحكومة الباكستانية تبحث الآن، عن طريق لاستيعاب طلب مجلس التعاون الخليجي، معتبرًا أن إرسال سفن حربية باكستانية لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة بشأن فرض حظر على تسليح الحوثيين في اليمن، ربما يكون خطوة في هذا الاتجاه. وتحدث عن أن الضرر قد وقع بالفعل فيما يتعلق بالعلاقات بين مجلس التعاون الخليجي وباكستان، متوقعًا أن تصبح السعودية والإمارات أكثر تحفظًا وحذرًا في دعمهما لباكستان، مقابل الحصول على دعم مماثل من إسلام أباد. وأشار إلى أن الانطباع السائد الآن، هو أن القادة الباكستانيين متسرعون في طلب الحصول على دعم الخليج، لكنهم بطيؤون عندما يطلب منهم الرد بالمثل، وأضاف أن رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف تعامل بشكل سيء مع القضية اليمنية، ولم يتمكن من إحداث توازن بشكل جيد بين السياسات الداخلية والصداقة الخارجية. أما الدكتور "تيودور كاراسيك" المتخصص في الجغرافيا السياسية، فأشار ل"شؤون خليجية"، إلى أن الخلاف العلني بين باكستان والسعودية ربما يحله التواجد البحري لإسلام أباد بالمنطقة، مضيفًا أن مثل هذا التحرك الذي يحفظ ماء وجه الحليفين، من شأنه أن يساعد في دعم العلاقات بينهما. وتحدث عن أن الأنشطة البحرية الباكستانية تكمل العمليات البحرية المتنامية في مراقبة الممرات المائية وموانئ اليمن. كان موقع "ماكلاتشي" الأمريكي كشف عن مصادر داخل المؤسسة العسكرية الباكستانية، عن رضوخ إسلام أباد لضغوط المملكة العربية السعودية، وذلك بالموافقة على مساعدة تحالف عاصفة الحزم في فرض حظر على وصول الأسلحة بحرًا للحوثيين، وأشار الموقع إلى أن باكستان ستعلن قريبًا عن نشر سفن حربية تابعة لها قبالة السواحل اليمنية. وأضاف الموقع أن الجنرال رحيل شريف رئيس أركان الجيش الباكستاني، من المتوقع أن يتوجه إلى المملكة العربية السعودية قريبًا لإجراء مشاورات. ونقل الموقع عن مصادر بإدارة العمليات في الجيش الباكستاني، أن إسلام أباد مازالت ترفض طلب المملكة المتعلق بإرسال قوات برية وطائرات مقاتلة لدعم عاصفة الحزم، ولا توجد أي خطط طوارئ في الجيش الباكستاني في الوقت الراهن، تشير إلى اتجاه إسلام أباد إلى إرسال قوات برية وطائرات حربية للمملكة. واعتبر الموقع أن خروج باكستان غير العادي من البروتوكول الدبلوماسي بإرسالها لشهباز شريف نجل رئيس الوزراء الباكستاني، على رأس وفد قبل أيام للمملكة، بعد قرار البرلمان الباكستاني التزام الحياد تجاه ما يحدث في اليمن، يعكس رغبة باكستان في تهدئة الغضب السعودي، بعد رفض إسلام أباد المشاركة النشطة في الصراع باليمن، كما يعكس اعتراف أسرة "شريف" بفضل الأسرة الحاكمة في السعودية، عندما أنقذت المملكة "نواز شريف" من الإعدام المحتمل على يد قائد الانقلاب العسكري في 1999م، الجنرال برفيز مشرف، وذلك عندما أقنعته بإرسال "شريف" وإخوته للإقامة في المملكة. وأشار الموقع إلى أن مساهمة باكستان بحريًا في فرض حظر على تسليم الأسلحة للحوثيين خيار سهل، لوجود سفينتين حربيتين باكستانيتين بالفعل في المحيط الهندي بالقرب من اليمن، كجزء من جهد دولي مشترك من أجل التصدي لتنظيم القاعدة ولعمليات القرصنة في القرن الإفريقي. ونقل عن مصادر في إدارة عمليات الجيش الباكستاني، أن الجنرال "شريف" متردد في الدفع بقوات للمشاركة في المناورات السعودية والمصرية المقترحة خلال الأيام الماضية، خاصة أن باكستان لم تنشر طائرات حربية من قبل لدعم عمليات خارج حدودها. وذكر الموقع أن إعلان الجنرال شريف عن إمكانية توسيع عمليات مكافحة الإرهاب قريبًا، لتشمل إقليم بلوشستان على الحدود مع إيران، دليل على عدم نيته إرسال قوات برية للمشاركة في عاصفة الحزم. وتحدث عن أن الجيش الباكستاني لا يرغب في المشاركة في عاصفة الحزم، حتى لا يغضب الضباط الشيعة داخل الجيش، خاصة أن المملكة طلبت استبعاد العسكريين الشيعة من القوات التي طلبت من باكستان إرسالها إليها.