لم يظهر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لعدة أيام، وبدأ الناس الآن يتساءلون: لماذا؟ ويوم الخميس، أعلن المتحدث باسم بوتين أن الرئيس الروسي لن يحضر لقاءً مع جهاز الأمن الفيدرالي (FSB)، وهو اللقاء الذي لا يفوت بوتين فرصة حضوره عادةً. ولكن، بوتين كان بصحة جيدة تمامًا، وفقًا لما قاله ديمتري بيسكوف لصحيفة ايخو موسكفي الروسية، قبل أن يضيف أن مصافحة الرئيس كانت قوية لدرجة أنها تستطيع "كسر يدك". ويأتي غياب بوتين عن اجتماع FSB بعد يوم واحد من إلغائه رحلة إلى كازاخستان بشكل غير متوقع. وقال مسؤول كازاخستاني لرويترز بعد ذلك: "تم إلغاء الزيارة. يبدو وكأن بوتين مريض". وهو ما أدى إلى اندلاع موجة من التكهنات. ولجعل الأمور أكثر غموضًا، أفرج الكرملين يوم الأربعاء عن صورة من اجتماع بوتين مع الحاكم الإقليمي لكاريليا. ولكن، موقع ويب محلي أفاد بأن بوتين في الواقع كان قد التقى مع رئيس جمهورية كاريليا في 4 مارس. وذكر موقع RBC.ru أن عددًا من الأحداث المرسلة بواسطة الكرملين يبدو أنها إعادة تدوير لأحداث سابقة. وإذا كان هذا صحيحًا، فستكون آخر مرة شوهد فيها بوتين في الأماكن العامة بتاريخ 5 مارس، عندما التقى رئيس الوزراء الإيطالي في موسكو. ويوم الجمعة، ومع ازدياد التكهنات حول مصير الرئيس الروسي، بث تلفزيون الدولة لقطات تظهر اجتماع بوتين مع رئيس المحكمة العليا الروسية في مقر إقامته خارج موسكو. ولم يكن واضحًا، متى تم عقد هذا الاجتماع. وقالت صحيفة سويسرية إن الرئيس الروسي كان فقط في لوغانو للاحتفال بولادة طفلته. وفي مقال بعنوان "إنها فتاة"، ادعت صحيفة بيلك أن بوتين وحبيبته البالغة من العمر 32 عامًا، لاعبة الجمباز الأولمبية، الينا كابييفا، رحبا بابنتهما الجديدة في عيادة سانتا آنا دي سورجينو الخاصة، في تيتشينو على الحدود الإيطالية، وهي المنطقة التي تعد الملعب المفضل للأثرياء الروس. وقد يبدو الانقطاع عن العمل لبضعة أيام أمرًا سخيفًا بالنسبة لرئيس دولة، ولكن هذه الأمور تحدث في الأنظمة الاستبدادية، حيث اختفى زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، عن الأنظار لأسابيع في العام الماضي، وهو ما أثار فضول العالم أيضًا. وفي هذه الحالة، ظهر كيم في وقت لاحق من دون إعطاء أي تفسير حقيقي لغيابه، واستمر بعمله كالمعتاد، وبالتالي، قد لا ينبغي أن نندهش ما إذا كان هذا يحدث في روسيا، أيضًا؛ حيث إنه، وعلى الرغم من أن روسيا ليست كوريا الشمالية؛ إلا أن نظامها السياسي لا يزال قائمًا على شخصية الرئيس بشكل مكثف. وهناك القليل مما يحدث سياسيًا دون موافقة بوتين الشخصية، ومن الصعب أن نتصور كيف يمكن للبلد أن يستجيب إذا كان بوتين مريضًا حقًا. وفي نهاية الحقبة السوفيتية، توفي ثلاثة من قادة الحزب الشيوعي فجأة وهم في مناصبهم. وخلال نهاية حقبة بوريس يلتسين كرئيس لروسيا، أدى إدمانه للكحول وسوء حالته الصحية لعدد من الغيابات غير المبررة والمحرجة عن تأدية مهامه. ومرة أخرى، بوتين ليس يلتسين بالتأكيد، ولديه حزام أسود في الجودو، ومن المعروف أن صحته جيدة للغاية. ولكن، الكثير من الروس يتوقعون الآن بأن دولتهم لن تتردد في الكذب فيما يتعلق بصحة قادتها. وليست هذه هي المرة الأولى التي تنتشر فيها التكهنات حول صحة بوتين كذلك. وفي عام 2012، كانت هناك سلسلة من الشائعات عندما غاب الرئيس الروسي لفترة وجيزة عن الحياة العامة، وأكثرها ركزت على إصابته بمرض في الظهر. ولكن بوتين عاد حينها، ومن دون أن يشرح سبب غيابه. ومن ثم، وفي العام الماضي، قال مقال لنيويورك بوست بأن بوتين قد يكون مصابًا بالسرطان، وقال بيسكوف للصحفيين: "عض لسانك! كل شيء على ما يرام". وأما الآن، ومع غياب الرئيس الروسي مرة أخرى، فإن صحة بوتين هي حديث العامة في موسكو. البعض يقول إنه أصيب بالسكتة الدماغية، بينما يشير البعض الآخر إلى خضوعه لجراحة تجميلية. وعلى تويتر، نشر المستخدمون نظرياتهم الخاصة حول غياب الرئيس الروسي تحت هاشتاقات مثل # ПутинУмер أو #PutinIsDead أو #بوتين ميت، وهاشتاق #WhereIsPutin أو #أين بوتين.