تتعرض الإعلامية اللبنانية ليليان داوود لهجوم شرس من جانب مؤيدي الإنقلاب في مصر وصل إلى المطالبة بطردها من البلاد بسبب انتقادها للنظام الحاكم. ويقول منتقدوها إن آراء داوود التي تعلنها خلال برنامجها "الصورة الكاملة" على قناة "أون تي في" المملوكة لرجل الأعمال "نجيب ساويرس" وعبر صفحتها الشخصية على "تويتر"، تتضمن تدخلا في سياسات الدولة وتحريضا على النظام واعتراضا على أحكام القضاء. وليليان داوود لبنانية متزوجة من رجل مصري ومقيمة في مصر، بدأت حياتها المهنية في وكالة "اسوشيتد برس" الأمريكية ثم إذاعة "بي بي سي" البريطانية، كما عملت في صحف "الشرق الأوسط" السعودية و"النهار" اللبنانية. #ليليان_لازم_ترحل ودشنّ نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي وسما "هاشتاج" جديدا بعنوان #ليليان_لازم_ترحل، لاقى تفاعلا كبيرا خلال اليومين الماضيين، واحتل مركزا متقدما في قائمة الهاشتاجات الأكثر تداولا في مصر، وهدد المشاركون فيه بمقاطعة قنوات "أون تي في"، إذا استمرت داوود في العمل بها. ولم يخل الهاشتاج من إهانة متعمدة حيث يشبه عبارة "الغازية (الراقصة) لازم ترحل" التي وردت في أحد الأفلام السينمائية المصرية القديمة. وركزت معظم المشاركات على أن داوود ليست مصرية الجنسية ولا يحق لها انتقاد الأوضاع في البلد الذي تقيم فيه كضيفة، حيث قال أحد المشاركين: "اللي يقعد في مصر يحترم نفسه، كفاية إنك ليكي مأوى تعيشي فيه، مش عجبك ارجعي بلدك وانتقدي الحكومة هناك". وتزايدت الانتقادات لها بعد تعقيبها على الحكم بحبس الناشط السياسي علاء عبد الفتاح لمدة 5 سنوات في قضية أحداث مجلس الشورى، وهو ما رآه البعض تشكيكا في استقلال القضاء المصري. وكانت داوود كتبت بعد الحكم رسالة إلى شباب ثورة يناير قائلة: "شباب ما تخلو شيء يحبطكم.. الشعب ده ياما شاف وكمل، بإيدكم سلاح اسمه إرادة الحياة وجلادكم مش بإيده إلا يحاول سلبها منكم.. اتمسكوا بيها". #ليليان_داوود_تمثلني وعلى الرغم من عملها في قناة يملكها أحد أكبر مؤيدي الانقلاب في مصر، إلا أن ليليان داوود تبدو مختلفة بآرائها ومهنيتها عن باقي الإعلاميين المصريين أمثال توفيق عكاشة وأحمد موسى المشهور عنهم تأييدهم المطلق للنظام والتجاوزات الأخلاقية والمهنية العديدة. وتنتمي داوود إلى فئة من الإعلاميين المصريين الذين لم يتحمل الانقلاب استمرارهم ومارس عليهم ضغوطا حتى أجبرهم على وقف برامجهم، ومن بينهم حافظ الميرازي ويسري فودة وريم ماجد وباسم يوسف ودينا عبد الرحمن. وفي مقابل الحملة ضدها، أعلن العديد من المشاهير تضامنهم مع ليليان داوود، من بينهم الكاتب علاء الأسواني والمخرج يسري نصر الله ومصطفى النجار وعمرو سلامة، كما دافع عنها عدد من الإعلاميين المؤيدين للانقلاب من بينهم محمود سعد وخيري رمضان وعمرو عبد الحميد ويوسف الحسيني. وأكد رجل الأعمال نجيب ساويرس، صاحب قناة "أون تي في" تضامنه معها، وكتب عبر "تويتر": "حتى إذا اختلفت مع آراء ليليان داوود سأدافع عن حقها في رأيها دائما وأبدا.. الرأي والرأي الآخر". كما دشن نشطاء هاشتاج للتضامن معها "#متضامن_مع_ليليان_داود و#ليليان_داوود_تمثلني. وأعلن حزبا التحالف الاشتراكي والعيش والحرية - تحت التأسيس، رفضهما لسياسة تكميم الأفواه التي يمارسها نظام السيسي ضد معارضيه. الحملة الأشرس من جانبها، أكدت داوود أن ما كتبته على "تويتر" بعد الحكم بسجن الناشط علاء عبد الفتاح، لا يحمل إساءة لأي شخص، وطالبت من يرى عكس ذلك بأن يقدم ضدها بلاغا للنائب العام للتحقيق معها، وردت منذ أيام بعناد على الهجوم عليها فكتبت على حسابها: "تؤذيني جملة، أنت مال أهلك ما ترجعي لبلدك، هذه البلد بلدي وبلد ابنتي التي اخترت لها أن تعيش فيها، اللي مش عاجبه هو يمشي". وأضافت في تصريحات صحفية أن هذه الحملة ليست الأولى ضدها لكنها الأشرس على الطلاق، موضحة أن الهجوم عليها لم يؤثر على موقفها من قناة "أون تي في" التي تدعمها بقوة، ومازالت مستمرة في تقديم برنامجها عليها. وقالت إن هناك رغبة لدى بعض الشرائح بطرح وجهة نظر واحدة، مؤكدة أن المهنية تقتضي عرض كل الآراء سواء المؤيدة أو المعارضة، وهى ما تقوم به. وأعربت داوود عن شكرها لكل من دافع عنها، وقالت عبر "تويتر": "كل إنسان ساهم بكلمة حق، بكلمة شكر وتضامن بشكره من كل قلبي. مصر الحلوة بناسها وأخلاقهم وطيبتهم ومبادئهم هي مصري أنا".