ألقت وحدة لمكافحة جرائم الأموال في السعودية أمس الإثنين القبض على أفراد عصابة دولية بينهم موظف كبير ببنك محلي، تمكنت من جمع نحو 10 مليون ريال من خلال سلب زبائن البطاقات الائتمانية في المملكة وعدد من دول العالم. وتمكنت الوحدة الأمنية في شرطة مدينة جدة "غرب السعودية" من القبض على جميع أفراد العصابة في أوقات متزامنة بعد متابعة أمنية مشددة لنشاطهم المشبوه، وهم وافد كيني يعمل بمرتبة عالية في أحد البنوك المحلية، ومستثمر مصري ونيجيري مجهول الهوية وسعودي. وقال المتحدث الرسمي لشرطة جدة مسفر الجعيد، إن نشاط العصابة تمحور في استخدام أرقام البطاقات الائتمانية الخاصة بكبار الزبائن، ويسهل الوافد الكيني تلك المهمة باعتباره يعمل رئيسا لقسم بطاقات "الماستر كارد" في بنك سعودي ويحمل شهادة الهندسة من جامعة أمريكية. وأضاف الجعيد "يقوم إثر ذلك الوافد النيجيري باستخدام أرقام تلك البطاقات في القيام بعمليات شراء وهمية من متجر في سوق الشعلة يملكه المستثمر المصري وشريكه السعودي، ويحصلون بعد ذلك على قيمة تلك المشتريات من البنوك باعتبارها عمليات حقيقية قام بها أصحاب تلك البطاقات". وأوضح أن الثراء الفاحش بدأ واضحا على أفراد العصابة، فجميعهم يسكنون شققا فاخرة في أحياء عدة من المحافظة، خصصوا بعضها لتخبئة الأجهزة التقنية المستخدمة في عمليات سحب أرصدة البطاقات الائتمانية، وكانت آخر صفقة شراء وهمية نفذوها بقيمة 300 ألف ريال. وأكد الجعيد، أن المقبوض عليهم اعترفوا بالتهم الموجهة إليهم وسيحالون لهيئة التحقيق والادعاء العام لاستكمال الإجراءات الأخرى قبل عرضهم على القضاء ومحاكمتهم شرعاً، مشيرا إلى أن عناصر البحث الجنائي استطاعوا التحفظ على سيارة همر وحاوية في إحدى البواخر المغادرة لميناء جدة الإسلامي محملة بأغراض ثمينة قام بشحنها الوافد النيجيري المتورط في القضية تضمنت 36 جهاز بلازما حجم 40 بوصة وغرف نوم وأجهزة كهربائية. وتابع الجعيد "ضبطنا بحوزتهم الأرقام الخاصة ب 36 بطاقة ائتمانية أصحابها من السعودية وأمريكا وأستراليا وبلجيكا، إضافة لجهاز يستخدم في نقاط البيع الرسمية استخدموه في عمليات مشبوهة". ووفقاً لأرقام الشركة السعودية للمعلومات الائتمانية (سمة)، فإن عدد بطاقات الائتمان في السعودية يتجاوز 2.8 مليون بطاقة، وتوضح الدراسات أن السوق المحلية لا تزال في بداياتها في إصدار البطاقات الائتمانية.