كشف مختصون في النشاط العقاري في جدة عن توقف كثير من شركات التطوير في استحداث وحدات سكنية جديدة, لنفور المواطنين منها في ظل الارتفاع المبالغ فيه في أسعارها, والإحجام الواضح عن الشراء في ظل بدء وزارة الإسكان في توزيع منتجاتها التي شهدت بريدة وجازان أولى منتجاتها. وأكدوا أن توافر مساحات الأراضي التي قامت وزارة العدل باسترجاعها ستعود على السوق العقارية بالنفع وستسهم في خفض أسعار العقارات وتصحيح مسار السوق، وإيقاف جشع بعض المستثمرين الذين عمدوا خلال الفترة الماضية إلى رفع نسب الفائدة بنحو 100 في المائة – على حد قولهم. وأوضح عوض الدوسي نائب رئيس لجنة التثمين وعضو اللجنة العقارية في غرفة جدة أن هناك توقفا ملحوظا لبناء الشقق السكنية من قبل شركات التطوير العقاري, مبينا أنهم قد تورطوا من قبل من خلال قيامهم باستهداف متوسطي الدخل, وبناء وحدات سكنية وصلت أسعارها إلى قرابة مليوني ريال. وبين الدوسي أن بعض شركات التطوير العقاري قامت قبل فترة بشراء الأراضي بأسعار مرتفعة, وقاموا بإنشاء وحدات سكنية عليها, والآن مع أخبار وزارة الإسكان, أصبحوا غير قادرين على بيعها, لترقب المواطنين وضع السوق, حيث كانوا يجنون أرباحا تصل إلى 200 في المائة. وأكد عضو اللجنة العقارية في غرفة جدة أن الوقت الحالي يشهد عرضا كبيرا لوحدات الشقق السكنية والفلل, ولا يوجد لها مشتريين, لأن ملاك شركات التطوير العقاري قد تعودوا على أن يكون ربحهم يفوق ال 100 في المائة, مبينا أنه مع مرور الوقت سيضطرون إلى خفض الأسعار تجاوبا مع العرض والطلب, وقبول الربح المعقول من الوحدات. وتطرق الدوسي إلى الجهود الكبيرة التي تقوم بها الجهات لتوفير السكن للمواطن, ولتصحيح وضع السوق العقاري, حيث إنه قد وصل إلى أسعار مبالغ فيها, لا يستطيع المواطن العادي أن يتماشى معها. من جهته، أوضح سليمان العمران – مختص في الشأن العقاري - أن الأراضي المسترجعة من قبل وزارة العدل سيكون لها المردود الكبير في خفض أسعار العقار, بتوفير الأراضي للمواطنين, وكسر حاجز المستثمرين الذين يحاولون إبقاء أسعار العقار مرتفعة, رغم أن العرض فاق الطلب بصورة كبيرة. وبين العمران أن توقف شركات التطوير العقاري عن بناء الوحدات السكنية يعود إلى ترقب المواطنين حول آليات وزارة الإسكان خصوصا بعد الأراضي التي تم استرجاعها, إضافة إلى أن الوحدات التي تم بناؤها من قبل المطورين كانت في وقت ارتفاع أسعار الأراضي. وبين العمران أن المعروف لدى كثيرين أن بعض شركات التطوير العقاري قد أنشأت عنها سمعة سيئة, حول طريقة البناء والتشطيب, ويعود ذلك لنفور كثيرين من الوحدات التي قاموا بشرائها في الفترة الأخيرة ومنها مخططات في جدة، حيث إن أغلب العمائر وبعد سنة من بنائها أصبحت متهالكة لسوء بنائها وتشطيبها. وكانت "الاقتصادية" قد قامت بجولة على عدد من الأحياء في جدة ولاحظت هدوءا في التطوير العقاري سواء الفردي منه أو المؤسساتي، وعزا متداولون هذا الهدوء والعزوف عن التطوير إلى إحجام المستهلكين عن الشراء نتيجة الارتفاع المبالغ فيه في الأسعار وترقب منتجات وزارة الإسكان.