تدربت المبتعثة نادين يوسف السياط في أحد أقسام الشرطة الأمريكية لمدة 4 شهور، لتعمل بعدها كمتطوعة مدة شهرين، حضرت جلسات تحقيق مع مجرمين وساهمت في إلقاء القبض على البعض منهم، جمعت الأدلة الجنائية وتسلمت بلاغات الجرائم، كل ذلك كان ضمن أطروحتها للحصول على درجة الماجستير في العدالة الجنائية من جامعة كولورادو دنفر في الولاياتالمتحدة كأول عربية مسلمة تحصل على هذه الدرجة في هذا التخصص الصعب. تقول السياط حملت رسالة الماجستير عنوان «مدى فعالية برنامج المناصحة على الإرهابيين والمتطرفين»، وهي تتحدث عن استراتيجية المملكة العربية السعودية في مكافحة الفكر الضال من خلال برنامج المناصحة المقام في مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية بالرياض، وقد ناقشت الرسالة ثلاثة محاور رئيسة، تضمنت أسباب نجاح برنامج المناصحة من وجهة نظر العاملين فيه، وأساليب تطوير البرنامج لتحقيق المزيد من النجاحات، ونقل الخبرة السعودية في مكافحة الإرهاب للقارئ الغربي. كما استعرضت الرسالة أهداف واستراتيجيات وإنجازات مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية، وقد سعيت من خلال رسالتي إلى تصحيح الفكر السلبي لدى الغرب ضد الإسلام وهو ما دفعني لاختيار هذا الموضوع بالذات في رسالتي. وأضافت أن النقاشات التي تحدث في المحاضرات والتي توضح الفكر السيئ الذي يحمله بعض الغربيين ضد المسلمين كان يؤلمني كثيرا، فحينما يقال لي إن المسلمين إرهابيين وهم العدو الأول لأمريكا، كنت أتألم كثيرا، وزاد من مرارة الغربة نبذي من قبل الطالبات وعدم رغبتهم في التحدث معي كوني مسلمة، ولم أكن حريصة على تكوين العلاقات مع زملائي بالمحاضرات بقدر ما كنت بحاجة إلى مساعدة أحيانا في فهم الواجبات والبحوث، وكنت أحتاج من يشرح لي بعض المتطلبات أحيانا، ما دفعني لمحاولة تصحيح بعض المفاهيم المغلوطة عن الإسلام والمسلمين من خلال دراسة العدالة الجنائية. وعن أبرز الصعوبات التي واجهتها خلال الدراسة قالت: تعرضت لبعض المضايقات من بعض الطلاب الأمريكيين خلال فترة دراستي كوني الطالبة المسلمة الوحيدة في تخصص العدالة الجنائية والذي يناقش مواضيع الإرهاب والإجرام، فتردد كثيرا على مسامعي دائما ما يعتقده بعض الأمريكيين أن جميع المسلمين إرهابيين وأن الإرهاب قادم من الإسلام، فشعرت بمسؤوليتي كمسلمة أولا وسعودية ثانيا ومن واجبي أن أقدم في بحث تخرجي ما يوضح للقارئ الغربي أن السعودية كمجتمع إسلامي يكافح الإرهاب من خلال أقوى برنامج إعادة تأهيل للفئة المتطرفة، الذي تجهله المجتمعات الغربية، وقالت نادين: كما أن أصعب المواقف التي تعرضت لها كان خلال أول فترة قدومي إلى أمريكا وحينها لم أكن أتحدث الإنجليزي فدرست في معهد لغة، وأنهيت برنامج اللغة الإنجليزية خلال سنة ومن ثم التحقت بالجامعة لدراسة الماجستير. وذكرت أنه خلال فترة دراستها للماجستير تدربت في أحد أقسام الشرطة الأمريكية لمدة 4 شهور، ومن ثم عملت معهم كمتطوعة لمدة شهرين، وحضرت جلسات تحقيق مع مجرمين وضحايا جرائم وشهود، كما جمعت الأدلة الجنائية من مواقع الجرائم، وركبت في دوريات الشرطة واستلمت بلاغات جرائم وقبضت على مجرمين وحضرت مداهمات وعملت في معمل الأدلة الجنائية وتحليلها، لرغبتها في الحصول على الخبرة الأمريكية في مجال الأمن والأمان ومن ثم نقلها لأرض الوطن وتحلم نادين بأن تساهم في تطوير الوطن بشيء مختلف من خلال هذا التخصص غير المألوف لدى السعوديات.