اشتكت طبيبة سعودية (فضلت عدم ذكر اسمها) من «مكبرات صوت» مسجد قريب من دارها، ما اضطرها إلى تعاطي «حبوب منومة» تلتهمها، علّ النوم يغشاها بعد أن حال «المايكروفون» بينها وبينه. صوت «المايكروفون» أصبح مرعباً لهذه الطبيبة، ما اضطرها إلى أن تهجر غرفة «زوجها» باعتبارها قريبة من المسجد، فلجأت إلى غرفة بعيدة نسبياً عن الصوت المجلجل الذي غدا مهدداً لاستقرارها. أوقات العمل المتفاوتة في المستشفى الذي تعمل فيه هي الأخرى، تستدعي عدم الاستقرار في الراحة، إذ تأتي لها «نوبات» مسائية، وأخرى صباحية، وفي الوقت الذي تحاول فيه النوم مساءً بعد تناول الإفطار، تأتي مكبرات الصوت في صلاة التراويح مفسدة للهدوء الذي يغشى المنطقة التي تسكن فيها، تقول ل «الحياة»: «أظن أن مكبرات الصوت الخارجية تصل إلى ثمانية، إذ الصوت الذي يخرج منها يوحي بذلك». وصحيفة «الحياة» التي اوردت الخبر بدورها، ذهبت إلى المسجد الواقع في حي السفارات (قريب من حديقة الصبا) مساء أول من أمس، وأثناء صلاة التراويح مع إمام المسجد أحمد المرشد، لوحظ في داخل المسجد «مايكروفونان»، الأول في مقدمة المسجد والآخر في منتصفه، إلا أن صلاة التراويح كانت في المايكروفون المتقدم، وكان الإمام بعيداً أثناء قراءته لصلاة التراويح عن المايكروفون، ما جعل الصوت متزناً وهادئاً إلى حد ما، وبعد أن انتهت الصلاة أوضح المرشد في حديث إلى «الحياة» أن بعض الصلوات تكون في المايكروفون المتقدم إذ يظهر صوت الإمام في المكبرات الأربعة الموجودة في أعلى المنارة، أما المايكروفون المتوسط للمسجد فإنه مصمم على مكبرين فقط. وفي سؤال ل «الحياة» حول عدم سماح وزارة الشؤون الإسلامية للمساجد الصغيرة بإخراج الصوت الخارجي في صلاة التراويح، قال: «إن المسجد مصمم على أن يكون جامعاً، لكنه حالياً ليس جامعاً، ونحن نقوم بإشغال المكبر الخارجي في صلاة التراويح، إذ يتعذر إقفال الخارجي حالياً لأن المايكروفون مجهز على «زر» واحد إما أن يقفل الجهاز أو يشغله، ولم توضع له خاصية المايكروفون الخارجي والداخلي». وحين علم المرشد (إمام المسجد) بمعاناة الطبيبة، أبدى تأسفه لها، وقال: «أرجو أن تبلغها باعتذارنا وتأسفنا لها، ونحن سنسعى للتوفيق بين طلبها، وبين طلب بعض السفراء والمصلين البعيدين من المسجد، إذ يطلبون منا أن نعلي من صوت المايكروفون، حتى يسمعوا الصلاة، فيتمكنوا من المجيء». من جهتها أوضحت الطبيبة أن الصوت في اليوم الذي حضرت فيه «الحياة» إلى المسجد كان منخفضاً بنسبة 40 في المئة. يذكر أن المساجد في حي السفارات تشهد ضبابية عند أهلها، إذ البعض يقول انها تابعة لوزارة الشؤون الإسلامية، وآخرون يرون أن إدارة حي السفارات هي المعنية بها.