نفى مسؤول أمني إماراتي لصحيفة «الشرق الأوسط» تقارير زعمت إحباط أجهزة الاستخبارات الإماراتية مخططا لتفجير برج دبي والذي يعد أعلى برج في العالم ولا يزال تحت الإنشاء. وقال الفريق ضاحي خلفان تميم قائد عام شرطة دبي في تصريحات صحافية ل«الشرق الأوسط» أمس، إن هذه «مزاعم ليس لها أي أساس من الصحة وعارية من الحقيقة»، مؤكدا أن الخبر «مختلق ومفبرك على الإطلاق». وأكد الفريق خلفان عدم حدوث مثل هذا المخطط لتفجير البرج الأكبر عالميا، وزاد «لو حدث أي شيء من هذا القبيل أو حتى قريب منه لكنت أبلغتكم». ووفقا للتقرير المنشور في صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، وتناقلته أمس عدة وكالات أنباء، وتقول الصحيفة إنها حصلت على معلوماتها مؤخرا من مصادر غربية، فإن الحرس الثوري الإيراني أعد هذا المخطط التفجيري، وأن ثمانية أشخاص بعضهم سوريون وفلسطينيون اعتقلوا قبل حوالي شهرين على ذمة التحقيق. من جهته، نفى مصدر مسؤول في السفارة الإيرانية في أبوظبي علمه بهذه الأخبار، مؤكدا عدم وجود أي معلومات تتعلق بهذا الموضوع «لأنه لا يوجد شيء أساسا»، بحسب المسؤول الإيراني الذي تحدث بالهاتف ل«الشرق الأوسط» أمس. ووفقا للأرقام الرسمية للخارجية الإماراتية فإن عدد الجالية الإيرانية في الإمارات أقل من 111 ألف مقيم فقط، فيما كان السفير الإيراني السابق حميد رضى آصفي في أبوظبي (انتهت فترته الشهر الماضي) قد صرح ل«الشرق الأوسط» بأن عدد مواطني بلاده المقيمين في الإمارات يزيد عددهم على 400 ألف إيراني. وتقول الصحيفة الإسرائيلية انه عثر بحوزة أعضاء الشبكة على عدة أطنان من المتفجرات وأحزمة ناسفة جاهزة للتشغيل وكمية كبيرة من الأسلحة الآلية كانت قد أرسلت من إيران بطائرات على حد زعم الصحيفة. وتابعت الصحيفة أن المعلومات لديها تشير إلى أن أعضاء الشبكة كانوا يخططون أيضا لاستهداف «قاعدة عسكرية على الأراضي الإماراتية». وأشارت الصحيفة إلى أن أجهزة الاستخبارات الإماراتية تركز تحقيقاتها على ضلوع الحرس الثوري الإيراني في هذا المخطط الإرهابي، إلا أنها تحقق أيضا في إمكانية وقوف تنظيم القاعدة وجماعات متطرفة وراءه. وتزعم الصحيفة (الإسرائيلية) أن الحكومة الإماراتية تحيط هذه القضية بالكتمان الكامل. وتتميز العلاقات الإماراتيةالإيرانية بشكل عام بالاستقرار خاصة في المجالات الاقتصادية، إلا أن البلدين يتنازعان على ثلاث جزر استراتيجية في الخليج العربي هي طنب الصغرى وطنب الكبرى اللتان تتبعان إمارة رأس الخيمة وجزيرة أبو موسى التي تتبع إمارة الشارقة، وتقع في مدخل الخليج العربي على بعد حوالي 160 كم من مضيق هرمز، وعلى بعد حوالي 60 كم من ساحل الشارقة و75 كم من ساحل إيران. واحتلت إيران الجزر الثلاث في عام 1971، ومؤخراً شهدت العلاقات بين البلدين توتراً على خلفية البرنامج النووي الإيراني وكذلك رفض إيران أي محاولات للحوار أو التحكيم لإعادة الجزر الثلاث حيث تعتبرها جزءا لا يتجزأ من أراضيها ومياهها الإقليمية. وبحسب آخر الإحصائيات الحكومية الإماراتية المسجلة لعام 2007، حلت إيران في المركز الأول من حجم إعادة التصدير للإمارات، بقيمة إعادة تصدير 6.25 مليار دولار وبنسبة مساهمة 17.9%. فيما تحتل إيران المركز السادس في ترتيب الدول وفقا لحجم تجارتها الخارجية مع الإمارات والبالغة 7.4 مليار دولار أميركي، وبنسبة تقدر 4.9 في المائة من حجم التجارة الخارجية للإمارات. وبرج دبي هو ناطحة سحاب، وتمتلكه شركة «إعمار» العقارية، وشيد في إمارة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة وهو في هذه اللحظة أطول بناء قائم في العالم، ويبلغ ارتفاعه 818 مترا ويتكون من 160 طابقا، بدأ العمل به في سبتمبر (أيلول) 2004 وعلى وشك الانتهاء منه والمقرر افتتاحه في ديسمبر (كانون الأول) المقبل، وبلغت تكلفته 4.1 مليار دولار. وللجالية الإيرانية في الإمارات تواجد منذ عقود طويلة على ضفاف السواحل الإماراتية، وتحديدا في إمارة دبي، وكان التجار الإيرانيون، ولا يزالون، يتوافدون باستمرار بمراكبهم لنقل البضائع بين ضفتي الخليج العربي. ومع أن التواجد الإيراني مضى له سنين طويلة، إلا أن الثورة الإيرانية عام 1979، كان لها دور كبير في توجه أعداد كبرى من الإيرانيين، المتوجسين من الثورة وتأثيراتها، للإقامة في دبي. ويقول مراقبون إن الجالية الإيرانية الضخمة في الإمارات ينصب تركيزها على الجانب الاقتصادي، ولم يبد منهم أي اهتمام بالسياسة طوال فترة تواجدهم في بلدهم الثاني. وبالرغم من التوتر المستمر منذ أربعة عقود في العلاقات الإماراتيةالإيرانية، إلا أن ذلك لم ينعكس على تعاطي السلطات الإماراتية مع مئات الألوف من المقيمين من الجالية الإيرانية على الأراضي الإماراتية.