أكد الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، على دور المؤسسات الإعلامية والثقافية في مكافحة الفساد من خلال كشفه ورصد المخالفات والممارسات الفاسدة بأسلوب موضوعي، يلتزم المصداقية، وأمانة الكلمة، والحياد. وأشار سموه إلى أن المملكة تستمد منهجها في مكافحة الفساد من تعاليم ومبادئ الإسلام، وهذا ما اتضح من البلاغ الرسمي الذي أعلن عنه جلالة المؤسس عام 1347ه، ( أن من له ظلامة على كائن من كان موظف أو غيره كبير أو صغير، ثم يخفي ظلامته فإنما إثمه على نفسه، وأن من له شكاية، فقد وضع على باب دار الحكومة صندوق للشكايات مفتاحه لدى جلالة الملك، فليضع صاحب الشكاية شكايته في ذلك الصندوق). جاء ذلك خلال رعاية الجلسة الافتتاحية لندوة ( دور المؤسسات الإعلامية والثقافية في تعزيز النزاهة ومكافحة الفساد) التي نظمتها الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد (نزاهة) بمناسبة اليوم الدولي لمكافحة الفساد، الموافق الثلاثاء 9/12/2014م -17/2/1436ه، بفندق الانتركونتيننتال بالرياض، وبحضور معالي رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، ومعالي نائب وزير الثقافة والإعلام، ونائب الممثل المقيم لبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي بالرياض. وقال، إن المملكة كانت ومازالت وستظل تدعم الجهود الدولية في مكافحة الفساد، وما انضمام المملكة لاتفاقية الأممالمتحدة وغيرها من الاتفاقيات إلا تأكيدها على محاربة الفساد والمفسدين. ومن ناحيته، أشار رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد محمد بن عبدالله الشريف إلى أن وسائل الإعلام من أهم شركاء الهيئة في المسؤولية الوطنية والأخلاقية، وأحد مصادرها في التعرّف على شبهات الفساد ومواطنه، ولذلك فإن الهيئة تتابع بكل اهتمام ، ما تنشره الصحافة الورقية والإلكترونية بوجه خاص ، من أخبار ومقالات واستطلاعات تتعلق بنقص الخدمات المقدمة للمواطنين أو غير ذلك مما يتصل باختصاصات ومهام الهيئة. وأضاف الشريف، أنه على الرغم من الجهود والتدابير التي تتخذ في مجال مكافحة الفساد في جميع أنحاء العالم ، فإن أي مجتمع لم ولن يكون بمنأى عن ممارسة الفساد واختراق القوانين، ما لم يتكاتف الجميع على محاربته، مضيفا بأن التعاون الدولي في مجال مكافحة الفساد له أهمية كبيرة ، إذ لا يمكن لأي دولة مهما كانت دقيقةً في أنظمتها ، وقويةً في أجهزتها الرقابية، أن تكافح جرائم الفساد بما فيها الفساد العابر بمفردها. ومن جهته، قال نائب الممثل المقيم لبرنامج الاممالمتحدة الإنمائي بالرياض فراس بن فالح غرابية، إن إنشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد (نزاهة) في عام 2011 خطوة بالغة الأهمية في مكافحة الفساد، وما قامت به في وقت قصير جدير بالإعجاب والتهنئة، ولكنها وحدها غير قادرة على تحقيق الأهداف الطموحة لمحاربة الفساد إذا أن الفساد مشكلة معقّدة تحتاج إلى تضافر جهود مختلف الجهات الحكومية، وإلى تعاون وثيق مع المجتمع المدني والقطاع الخاص و المؤسسات الإعلامية والمثقفين و الأكاديميين. وأضاف أن المملكة العربيّة السعوديّة دولة طرف في اتفاقية الأممالمتحدة لمكافحة الفساد منذ عام 2013 م، وقد اتخذت خلال السنوات الماضية سلسلة من الخطوات لتعزيز الشفافية والمساءلة، وقد تسارعت وتيرة هذه الخطوات في الفترة الأخيرة التي انعكست إيجابا على مركز السعودية في مؤشر مدركات الفساد لهذا العام و الذي تصدره منظمة الشفافية الدولية، فقد تقدّمت بثلاثة نقاط (من 46 نقطة في 2013 إلى 49 نقطة في 2014)، وهي من الدول العربيّة التي أحرزت أكبر تقدّم هذا العام، كما تقدمت ثمانية مراكز دولية حيث احتلت المركز 55 عالميًا والثالث عربيًا من بين 175 دولة حول العالم. وقال نائب وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالله الجاسر إن وسائل الاتصال الجماهيرية خاصة الصحافة والإذاعة والتلفزيون إذا ما توفرت لها الحرية المنضبطة فإنها من أهم أدوات الرقابة ، وسلاح هام من أسلحة مكافحة الفساد ، وتعد الصحافة وسيلة للتعبير عن آراء المواطنين ، واضحت بدون منازع اداءة الرأي العام في التعبير عن اتجاهاته واحتياجاته ورغباته وهمومه من خلالها يستطيع كشف المعوقات وتحديد مصادر الخلل ، وليس من المبالغة أن تسمى الصحافة بالسلطة الرابعة. وقد أعقب الجلسة الافتتاحية جلستين، الأولى بعنوان (دور المؤسسات الإعلامية في تعزيز النزاهة ومكافحة الفساد) برئاسة معالي نائب رئيس الهيئة لحماية النزاهة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز العبدالقادر، وبمشاركة كل من الدكتور سليمان بن محمد العيدي المشرف على قناتي القران الكريم والسنة النبوية و سعادة المهندس عبدالمجيد السيف مدير عام الإدارة العامة لتقنية المعلومات بنزاهة و الكاتب الصحفي خالد السليمان. وجاءت الجلسة الثانية بعنوان ( دور المؤسسات الثقافية في تعزيز النزاهة ومكافحة الفساد ) برئاسة مدير عام الإعلام الخارجي بوزارة الثقافة والإعلام بمكة المكرمة، الدكتور سعود بن صالح كاتب ، وبمشاركة كل من رئيس النادي الأدبي بالرياض، الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن الحيدري، والكاتبة الصحفية بينة بنت فهد الملحم، والدكتور حسن بن فهد الهويمل.