نقلا عن صحيفة عكاظ فقد فاجأأحد المطلوبين أمنيا في قائمة ال 85 الإرهابية صالح عبد الله صالح القرعاوي عائلته يوم الرابع من سبتمبر الجاري، التي تقطن مدينة بريدة في منطقة القصيم، باتصال هاتفي على نحو غير مسبوق بعد انقطاع لنحو عامين. الاتصال الهاتفي بحسب ماجاء في صحيفة عكاظ في عددها الصادر اليوم الثلاثاء يثير علامات استفهام عدة من حيث توقيته وظروفه، كونه جاء بعد أسبوع من فشل تنظيم القاعدة الإرهابي في جزيرة العرب في محاولة الاعتداء التي تعرض لها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية. بحسب تفاصيل معلومات الاتصال الهاتفي التي حصلت عليها «عكاظ»، تحدث المطلوب القرعاوي مع شقيقه عبد الرحمن ووالدته فقط، ولم يتمكن من محادثة والده رغم اتصاله مرات عدة على هاتفه، إذ أنه كان نائما ويخلد للراحة، واستيقظ على نبأ اتصال ابنه صالح وشاهد اتصالات على هاتفه الجوال من رقم غير مألوف له وللعائلة. وهنا أبلغ «عكاظ» عضو مقرب جدا للمطلوب القرعاوي ومن أسرة القرعاوي -طلب عدم الكشف عن هويته- في اتصال هاتفي أمس، «كان صالح يتصل علينا وحاولنا إقناعه بالعودة إلى الوطن، لكن دون جدوى لينقطع عن الاتصال بنا منذ عامين، وفاجأنا باتصال يوم الجمعة الموافق للرابع من سبتمبر». ويروي تفاصيل الاتصال قائلا: «حاول الاتصال بجوال والده ولم يجبه وحينما لم يجبه، اتصل بشقيقه عبد الرحمن وتحدث معه ووالدته، وأبلغهما أنه يتصل من أفغانستان، وخلال المكالمة طلب عبد الرحمن من شقيقه المطلوب صالح العودة إلى الوطن، فأبلغه بأنه سينظر في مسألة العودة لكنه لم يعط جوابا شافيا ومقنعا». ويضيف: «حينما استيقظ والده وشاهد اتصالا على هاتفه الجوال وعلم بنبأ اتصاله، طابق الرقم الموجود في هاتفه مع الرقم الموجود في هاتف ابنه عبد الرحمن، وأجرى اتصالات به ليكتشف أنه لا يخص دولة أفغانستان بل بلدا آخر، ليبلغ السلطات الأمنية بفحوى المكالمة الهاتفية ورقم الهاتف». استعادته للمملكة يؤكد قريب أسرة المطلوب القرعاوي أن صالح غادر المملكة قبل ثلاثة أعوام، ومن قبلها سافر للشام واستعيد في رمضان عام 1425ه بعدما اعتقلته السلطات السورية، وتم توقيفه داخل المملكة لنحو أربعة أشهر ومن ثم أطلق سراحه وبقي وسط أسرته وبعدها غادر البلاد، وقبل مغادرته ظهرت عليه علامات ولعه بالجهاد «والواضح أن وجود من استغل حماسته وغيرته مثلما استغل حماسة عشرات الشبان ممن وقعوا في شرك التنظيم الإرهابي وأفكاره المنحرفة»، بحسب قوله. ويقول: «طوال الفترة الماضية منذ مغادرة المملكة كان على اتصال بعائلته لكنه توقف عن الاتصال لعامين متتالين وانقطعت أخباره، غير أنه فاجأ أسرته باتصال الرابع من سبتمبر». ويتمنى والد القرعاوي وبقية أفراد أسرته عودة ابنهم مجددا إلى المملكة وتسليم نفسه إلى الجهات الأمنية، ونقل عن الأب دعواته لابنه بالعودة إلى القصيم ليقر عينه به كما تقر أعين والدته وأشقائه. وبحسب معلومات توفرت ل «عكاظ»، فإن القرعاوي غادر إلى الإمارات يوم 29 شعبان عام 1427 ه باستخدام جواز سفر رقم 96 بموجب بطاقة أحوال مزورة تحمل صورته اسم (سليمان عودة عبد الله السعوي) ومن الإمارات، غادر إلى إيران، وتلقى تدريبات مكثفة على الإلكترونيات واستخدامها في عمليات التفجير، واتخذ من الجمهورية الإسلامية الإيرانية مركزا لعملياته، ومارس دور الوسيط بين قيادات التنظيم وأعضائه، وسعى لتوحيد جهود تنظيم القاعدة في العراق ولبنان، كما عمل نائبا لمسؤول التسهيلات للتنظيم الإرهابي المكنى ب (ياسر السوري)، ويملك صلات قوية بعناصر متمركزة في المنطقة تسعى لتنفيذ هجمات إرهابية كان التنظيم ينوي تنفيذها في المملكة. والمطلوب القرعاوي تولى نقل أحد الفارين من سجن الملز ومطلوبين آخرين إلى منطقة الجوف أثناء تهريبهم للعراق، كما رتب لوصول متطرفين إلى لبنان لتدريبهم ومن ثم إرسالهم إلى المملكة لتنفيذ عملياتهم، إضافة إلى محاولته إنشاء وتأسيس خلية إرهابية جديدة وتحصينها لتلافي تعرضها للكشف. مصاهرة الحكايمة بحسب أسرة القرعاوي، فإن المطلوب لم يسبق له الزواج لكنها علمت من خلال ما سبق أن نشرته «عكاظ» يوم الخامس من فبراير الماضي أن القرعاوي تزوج من ابنة القيادي الميداني في تنظيم القاعدة المصري محمد خليل الحكايمة خلال وجوده في إيران. والحكايمة أو «أبو جهاد» المصري الجنسية، قيادي ميداني في تنظيم القاعدة الإرهابي الذي يتزعمه أسامة بن لادن، اعتقل مرات عدة وتوجه إلى إيران خشية اعتقاله في بريطانيا تحت طائلة قوانين الإرهاب في أعقاب هجمات سبتمبر، ومنها على ما يبدو إلى منطقة القبائل في باكستان المحاذية للحدود الأفغانية وهناك تواصل مع القاعدة وسجل عددا من أشرطة الفيديو يعلن فيها انضمامه للتنظيم الإرهابي، وقتل في ضربة صاروخية أمريكية لطائرة من دون طيار في المنطقة القبلية الباكستانية. مطلوبون في إيران قائمة ال 85 مطلوبا تضم مطلوبين أكدت مصادر أمنية تواجدهم في الأراضي الإيرانية، وهم: إبراهيم الحبلين، وريان الزايدي، خالد العتيبي، عبد الله العايد، عبد المحسن الشارخ، علي العمر، فواز العتيبي والأخير سلم نفسه للسلطات أوائل رمضان الجاري بعدما تسلل من الأراضي الإيرانية إلى باكستان ليسلم نفسه عبر سفارة المملكة في إسلام أباد. ويحمل المطلوبون كنى عدة من بينها، أبو يحيى القرعاوي، أبوعبد الله، سامي، نجم، ابن أبي عبد الرحمن من بريدة.