هل ترغب في توفير أفضل فرصة لشركتك للتفوق على المنافسين؟ إذن عليك التأكد من احتواء مجلس إدارتك على عنصر نسائي. هذه هي النتيجة التي خرجت بها دراسة نشرت مؤخراً من بنك (كريديت سويس- Credit Suisse). وتناولت هذه الدراسة أداء 3 آلاف شركة من جميع أنحاء العالم على مدى العامين الماضيين، وخلصت إلى أن الشركات التي تضم في مجلس إداراتها امرأة واحدة على الأقل، قد تفوقت بنسبة 5% على الشركات التي لا تضم عنصراً نسائياً. كما أشارت الدراسة أيضاً إلى أن هذه الشركات تميل أيضاً إلى دفع أرباح أعلى للمساهمين. ويقول رئيس قسم بحوث الأسهم العالمية في البنك، ستيفانو ناتيللا: "هذا البحث يقدم دليلاً ملفتاً، وهو: عوائد أعلى على حقوق المساهمين، وتقييم أعلى للأسعار ونسب الدفع." ويضيف: "كما وجدنا أيضاً أن وجود تنوع أكبر جنباً إلى جنب مع وجود مديرات تنفيذيات، يؤدي إلى تعزيز الفعالية والتأثير، على عكس الربط السائد بين النساء والتحفظ المالي". وإذا لم تجلب النساء قيمة مضافة لهذه الشركات، فما هو الشيء الذي سيحدث الفرق؟ لم تجب الدراسة على هذا السؤال، لكن من المحتمل وجود عدد من العوامل المؤثرة. وفوق كل شيء، فإن الشركات التي تديرها مجموعات من الأشخاص، وتضم مجموعات أكثر تنوعاً من وجهات النظر لديها فرصة أفضل لرؤية الصورة بشكل أوضح والاستفادة منها. وهذا ينطبق على الشركات بأنواعها المختلفة. وفي الوقت الذي يركز فيه بنك "كريديت سويس" على الشركات الكبيرة المدرجة في سوق الأسهم، فإن نتائج البحث مرتبطة بالشركات الصغيرة أيضاً. كما أن بعض الدراسات الأخرى كانت قد خرجت بالنتائج نفسها في كل مجال تجاري. لذلك، هل يعني هذا أنه ينبغي لهذه الحكومات تبني نظام نسبة "الكوتا" الملزمة قانونياً، مما يجبر الشركات على إشراك عدد معين من النساء في مجالس إداراتها؟ كان هذا النهج متبعاً في عدد من البلدان، ولاسيما في أوروبا. أما اليوم فتدرس المفوضية الأوروبية مسألة فرض نسبة "الكوتا" على مجالس إدارات الشركات في جميع الدول الأعضاء فيها. ويرى بنك "كريديت سويس" أنه لا بد للشركات أن تركز على مسألة التنوع في مجالس إداراتها، بدلاً من تنويع الأقسام فقط. يضيف ناتيللا: "إن فرق الإدارة التي يقودها ذكور وتتحقق فيها نسبة "الكوتا"، قد يعتقدون بأن جميع القضايا المتعلقة بالجنسين قد تم حلها، ويتجاهلون المشكلات الأكبر المتعلقة بالفجوات الموجودة في تمثيل الإناث داخل إداراتهم". لهذا، يدعو "كريديت سويس" الشركات، إلى اتخاذ جميع الخطوات الممكنة، لضمان توفير فرص التقدم للعنصر النسائي، من خلال ضمان حصول الرجال والنساء على أجور متساوية مثلاً. هذه هي الدروس التي يمكن أن تعتمدها الشركات الصغيرة لكي تحقق النمو. بينما يكافح أصحاب الشركات الصغيرة أحياناً لمحاولة تحقيق التوافق بين أعباء التنظيم والالتزام، لكنهم أقرب إلى القوى العاملة، ولديهم فرصة أكبر لإدخال تغييرات على ممارسات العمل بنجاح.