جسد المهندس عبدالإله بن عبدالعزيز الدباس مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة باجة للصناعات الغذائية نموذجاً عملياً بارزاً للشباب السعودي قابلاً للمحاكاة والتكرار والنجاح في عالم الأعمال والتجارة، بعد أن استطاع أن يتحول من بائع متجول على "وانيت" إلى واحدة من الشركات الوطنية الكبرى الناجحة ذائعة الصيت ومالكة لعلامة تجارية مسجلة في أمريكا وأوربا، وتمتلك فروعاً في 33 مدينة تغطي ربوع المملكة، وتمددت فروعها إلى خارج الحدود، وتنتج أكثر من 152 سلعة من الصناعات الغذائية. كما جسد الدباس نموذجاً للوفاء والبر حين اعترف لشباب وشابات الأعمال الذين حرصوا على حضور اللقاء الذي استضافته لجنة شباب الأعمال بغرفة الرياض مساء الأحد 1/2/1436ه الموافق 23/11/2014، بأن "والدته" العصامية التي حضرت اللقاء هي التي خططت وشجعت ورسمت خريطة الطريق لبناء ونجاح هذه الشركة، بل وقدمت من مالها "70 ألف ريال" ليكون نواة للشركة، وهو ما جعل القاعة تضج بالتصفيق طويلاً تقديراً للأم المكافحة، وللابن البار ولشقيقيه شركاء المشروع. ثم ضجت القاعة بالتصفيق مرة أخرى حينما استمعت للأم "سيدة أعمال الظل" وهي تقول بعفوية نادرة: "إنها لم تكن تبحث عن التجارة، وإنما كانت تريد أن تحفظ أبناءها مما يفسد الشباب، وأن تضعهم على طريق الخير والصلاح!" وخلال اللقاء الذي حضره سعد العجلان عضو لجنة شباب الأعمال، وأداره عضو اللجنة الأستاذ عدنان الخلف أجاب الدباس على السؤال المهم: كيف تحولت شركة "باجة" من مؤسسة صغيرة إلى شركة كبرى تمتلك فروعاً خارج الحدود في الإمارات والبحرين والكويت، وحصلت على شهادة الجودة "الايزو"، وأصبحت شركة مساهمة مقفلة، وتدرس حالياً منح حق الامتياز التجاري "الفرنشايز" للشباب والراغبين، وكيف ضحى بوظيفة الهندسة ليواصل عمله في مشروع "باجة". وحرص الدباس على أن يروي للشباب قصة تطور "باجة" من خلال صور تسجل حالة التواضع التي كانت عليها، كي يؤكد أن النجاح ممكن، مهما كانت الإمكانات ضعيفة، حيث عرض لقطة لسيارة "وانيت" تتجول حاملة بعض منتجات "اللب/ الفصفص" والحبوب، وهنا كانت البداية حيث أشارت والدته أن يستأجر "محلاً" اتقاء لشمس الصيف وأمطار وبرد الشتاء، ثم قدمت 70 ألف ريال دعماً لنواة المشروع! وقال إن نجاح المشروع يتطلب تبني صاحبه بعض الاستراتيجيات التي تساعده على التوسع والثبات والنجاح وفي مقدمتها استراتيجية الميزة التنافسية، وأن يبحث عما يميزه عن الآخرين بعيداً عن التقليد، وأن يكون لديه سياسات تنظيمية والكوادر القيادية، وأن يتبع استراتيجية الارتقاء من المستوى الشعبي إلى الاحترافي، وتطوير المنتجات، وارتياد المعارض المحلية والخارجية للتعرف على الأفكار الجديدة والاحتكاك بعالم القمة الصناعية والتجارية والتسويقية، كما أن عليه أن يكون مستعداً لاتخاذ قرارات صعبة وجريئة. ثم أدار عدنان الخلف الحوار مع الضيف والحضور، حيث قدم الضيف مجموعة من النصائح لشباب الأعمال، وأشاد ببيئة العمل في المملكة، ووصف السوق السعودية بأنها من أفضل الأسواق الخليجية من ناحية بيئة العمل والاستثمار، ومع اعترافه بصعوبات الحصول على الرخص البلدية إلا أنه قال انها لا تقارن بحجم الصعوبات في بعض الأسواق الخليجية الأكثر تعقيداً وصعوبة، لافتاً إلى اعتبار صعوبة الإجراءات كأزمة ينبغي التعامل معها بروية، وكشف عن سر اختيار اسم "باجة" للشركة، بقوله انه مجرد اسم لمدينة تونسية لا يحمل أي مدلول، لكنه كان مجرد محاولة للتخلص من تعقيدات اختيار الاسم من قبل البلدية، بعد رفضها لعدة مسميات.