شهد مكتب العمل بمكةالمكرمة خلال الأيام الماضية توافد أعداد كبيرة من العمالة الأجنبية، التي قامت برفع دعاوى قضائية ضد كفلائهم السعوديين. وبحسب صحيفة "المدينة"، تنوعت الشكاوى، التي قدمتها العمالة لدى الهيئة الابتدائية لتسوية الخلافات ما بين عدم حصولهم على مستحقاتهم والتأخر في صرف رواتبهم وحجز جوازات سفرهم وعدم تمكينهم من تجديد إقاماتهم وغيرها من المعاناة. وأبدت تلك العمالة تذمرها من بطء الإجراءات، وعدم البت في الشكاوى بالسرعة المطلوبة، إضافة على ذلك تغيب كفلائهم عن حضور جلسات التحقيق وعدم الالتزام بمواعيدها، مما يحبط من عزيمتهم ويشعرهم بعجزهم عن استرداد حقوقهم رغم ظروفهم الصعبة التي يواجهونها. وأشارت بعض الإحصاءات إلى أن أكثر من 3740 عاملا أجنبيا رفعوا دعاوى قضائية ضد كفلائهم السعوديين مطالبين بحقوقهم في 12 منطقة بالمملكة، وقد سجلت محاكم منطقة مكةالمكرمة 471 قضية مختلفة ضمن هذا الإطار. تأخر الرواتب --------------- «المدينة» التقت عددا من العمال المشتكين، للتعرف على طبيعة شكواهم، وقضاياهم التي تقدموا بها لمكتب العمل، فأوضح عبدالعاطي عبدالسلام، وهو يعمل سباك شبكات خارجية، أنه يعاني مع كفيله معاناة شديدة منذ أكثر من 6 شهور، وقدم قدم خلالها أكثر من شكوى لدى الهيئة الابتدائية بمكتب العمل، حيث أعاني من تأخير الراتب وعدم صرف بعض مستحقاتي، وحدث ذلك أكثر من مرة رغم ما أمر به من ظروف صعبة، إلى جانب سوء المعاملة من الكفيل الذي يشعرنا بالمهانة في بعض الأحيان أثناء العمل، مطالبا بحل مشكلته وإعطائه كامل حقوقه الشخصية ونقل كفالته على كفيل آخر بحثنا عن الأمان الوظيفي والمستقبلي ووضع حد لهذه المعاناة. أما العامل حقافل حكيم (باكستاني الجنسية) فقال: قدمت شكوى بمكتب العمل ضد كفيلي بسبب عدم صرف مستحقاتي منذ 8 أشهر، على الرغم من مطالبتي الملحة له لصرف المستحقات، إلا أنني واجهت التجاهل وعدم الرد على اتصالاتنا من طرف الكفيل، وفوق ذلك أعاني من بطء إجراءات مكتب العمل للبت في القضايا. منع السفر -------------- وأشار سمير عثمان إلى أن قضيته أصبحت الآن تحت النظر بالهيئة الابتدائية ضد كفيلي السعودي، الذي رفض تجديد إقامتي إلا بمبلغ 20 ألف ريال سعودي، وأنا لا أستطيع دفع كل هذا المبلغ لأني عامل نظافة وأتقاضى 1700 ريال شهريا، وبالكاد تكفي مصروفاتي الخاصة، ولم يقف كفيلي عند هذا الحد، بل ذهب وقدم ضدي بلاغ هروب، ونحن مازلنا في طور هذه القضية. واشتكى ياسين عبدالعزيز من كفيله الذي حرمه رؤية ابنته منذ 5 سنوات وهي على فراش الموت، وقال ياسين: جئت إلى المملكة قبل 5 سنوات، ومنذ ذلك اليوم لم يسمح لي كفيلي بالسفر إلى بلادي، ثم قام بحجز جواز سفري. وأضاف: ابنتي مرضت بمرض خطير بعد وصولي أرض المملكة وكل يوم تواجه الموت، وآمل من الله تسخير المسؤولين للنظر في معاناته. بطء التقاضي -------------- من جهة أخرى أكد المحامي والمستشار القانوني عبدالله بن صديق فلاته، أنه يحق لأي عامل أجنبي يعمل تحت كفالة أي مواطن سعودي أن يتجه إلى مكتب العمل لتقديم شكوى لدى لجنة تسوية المخالفات العمالية للمطالبة بحقوقه حسب الاتفاق المبرم بالعقد بين الطرفين، وأما غيرها من النزاعات الأخرى مثل سوء المعاملة ومشكلات العمالة المنزلية فتلك لها محاكم مختصة، ومن لديه حق ويطالب به فعليه أن يتجه مباشرة لتلك المحاكم، وسوف يتم البت في القضية وفق بعض إجراءات التقاضي، ولكن مع الأسف الشديد أن بعض هذه الإجراءات تستغرق وقتا طويلا لكي يتم البت فيها، كذلك جهل العمالة لبعض الإجراءات القانونية المتخذة في رفع الدعاوى القضائية أو خوفهم من مصيرهم بعد الشكوى المرفوعة تزيد من إطالة وقت الفصل فيها، وبالتالي لا يتم الفصل فيها إلا في وقت متأخر تصل إلى أكثر من عامين خاصة القضايا الحقوقية، مما يؤثر سلبا على العلاقة بين العمال وكفلائهم، ومما يزيد الأمر تعقيدا في عملية التقاضي هو بعد المواعيد عن بعضها إلى جانب قلة أعداد القضاة، مما يحدث تزاحما كبيرا في ملفات الدعاوى غير المنظورة، التي يطالب أصحابها من خلالها بحقوقهم. وأشار فلاته إلى أنه جرى العمل قضائيا بألا تضع أسماء الذين صدر بحقهم أحكام قضائية على القائمة السوداء إلا إذا كانت القضية من إحدى القضايا الكبيرة مثل قضية القتل وغيره، وإما إذا كانت القضية المرفوعة لدى المحكمة من القضايا الصغيرة مثل المطالبة بالحقوق المالية أو ما شابه ذلك، فلا تضع أسماء الكفلاء على القائمة السوداء، لذلك يحق لهم استخراج تأشيرات جديدة حال رغبتهم في ذلك.