تحدث خطيب وإمام جامع الشيخ زايد بأبوظبي وسيم يوسف في خطبة الجمعة أمس عن مفهوم الوطنية وواجباتها وماهية حقوقها مبينا أن حب الوطن فطرةٌ جبل اللّه النّاس عليها، فالإنسان بفطرته يميل إلى أرضه ووطنه، فعلى ترابه ترعرع، ومن ثماره تغذّى، وفي أكنافه عاش وتربّى، فهو مهد الذّكريات، ومرتع الصّبا، وبعلوّ شأنه يفخر الإنسان ويتباهى. وبحسب "مكة أون لاين"، ذكر الشيخ يوسف أن النفس جبلت على حب المكان الذي تربت فيه مدللا بأن الرسول صلى الله عليه وسلم حين نزل عليه الوحي ذهب لورقة بن نوفل فكان يحدثه بأن هذا جبريل وقد نزل على الرسل من قبله وأنه سيتعرض للتكذيب والإيذاء كمثل الرسل السابقة فلم يظهر من النبي صلى الله علية وسلم انزعاجٌ لذلك، فلمّا ذكر له أنهم سيخرجونه من أرضه تحرّكت نفسه لذلك؛ لحبّ الوطن وإلفه فقال: أومخرجيّ هم ؟. كما أوضح إمام وخطيب جامع الشيخ زايد أن الوطنية أفعال وإنجازاتٌ وليست شعارات تلقى وتردد، وأضاف للوطن حقوق علينا، ومنها: نشر التّآلف والتّلاحم بين أبنائه، حتّى يصبحوا في تناصرهم كالجسد الواحد، قال :«مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسّهر والحمّى». وأبان يوسف أن مما يصون حقوق الوطن عدم الالتفات إلى أصحاب الأفكار الهدّامة والمشوّشين، الّذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون، أولئك الّذين تناسوا الخير فجحدوه، وتناولوا الشّرّ فعملوه، وتابع قوله بأن من حقوق الوطن علينا: أن نسعى في قوّته ومنعته والذّود عنه، وحمايته. وأن نحافظ على منجزاته ومكتسباته، ونحقّق له السّبق في الميادين كلّها، ومن سبق وأنجز وسعى لرفع راية وطنه عاليةً خفّاقةً في شتّى المجالات فقد وفى لوطنه. وختم الشيخ يوسف بأهمية احترام الوطن واحترام علمه، فالعلم رمز الوحدة الوطنية يجب صيانته وتقديره وهو أحد القيم الوطنية التي يجب المحافظة عليها، مؤكدا أن حبّ الوطن من الإيمان، والانتماء له من أسمى القيم وأرقاها.