حبُّ الوطن من الأمور التي جُبل عليها الإنسان، فليس غريبًا أن يحبَّ الإنسانُ وطنَه الذي نشأ على أرضه، وترعرع بين جنباته، وشبَّ على ثراه، فالوطن جزء من الأمة، وذكرى اليوم الوطني مناسبة نتذكر فيها نعمة الله علينا، بأن جعلنا نعيش في أمن وأمان في هذا الوطن العزيز، وفضل من الله سبحانه وتعالى الذي حبانا به، وأخرج لنا من خيراته الشيء الكثير، وجعل أفئدة الناس تهوي إليه، وشرّفنا -مليكًا وشعبًا- بخدمة ضيوف الرحمن، فهي -حقًّا- نعمة تستوجب الشكر، ونسأل الله أن يؤهلنا لقيام بحقها. ومن هذا المنطلق يجب النظر إلى اليوم الوطني على أنه يوم نتوحّد فيه على شكر الله على هذه النعم، بما ييسره الله لنا من تلمّس حاجات أسرنا، وجيراننا، ومحيطنا، ومراجعة النفس: هل أدّينا حق النعمة التي وهبنا الله لنا؟ وإن قصّرنا فما هي خطتنا لتجاوز هذا التقصير في المستقبل؟ وتآزر أفراد المجتمع وتعاونهم على إحياء هذا اليوم هو أمر مندوب، فالتضامن والتآزر يحقق خيري الدنيا والآخرة، وفيه عزة لأفراد الأمة إذا قاموا به حق القيام، كما حقق ذلك لأسلافنا عندما قاموا به، فكانوا سادة الدنيا وقادتها، فما أحوجنا في هذه الأيام للتعاون لنكون جميعًا يدًا واحدة في الحفاظ على أمن هذا البلد ومكتسباته ومقدراته، وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا في الحديث الذي رواه أبوموسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا».. وقوله صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ؛ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى». فتعالوا إخوتي نفرح في هذا اليوم بكل تلك النعم التي أنعم بها الله علينا، ونسأله أن يديمها، وأن لا يغيّر علينا حالاً إلاّ إلى حال خير منه، وهو فرصة لأن نتقدم ونهدي قائدنا ووالد الجميع الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ونائبيه صاحبي السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، والأمير نايف بن عبدالعزيز، وجميع من في هذا الوطن العزيز أسمى آيات التهاني، متمنين لهم دوام التوفيق لما من شأنه رفعة هذا الوطن وعزته، وعزة الأمة الإسلامية جمعاء. وكل عام ووطننا العزيز بخير..