ما زالت مشاعر الغضب والسخط تجتاح السعوديين بعد الجريمة البشعة التي وقعت في قرية «الدالوة» في الأحساء، والتي استهدفت أحداث فتنة داخلية وشق الصفّ الوطني، وعبر عدد من المثقفين والكتاب السعوديين عن صدمتهم من هذه الجريمة، مؤكدين أنها لن تنجح سوى في رصّ الصفوف أكثر وتعرية الفكر المتطرف. ووفقا ل"الشرق الأوسط"، وفي برقية لأئمة صلاة الجمعة دعت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، الخطباء في عموم المملكة للتنديد بهذه الجريمة وما انطوت عليه «من إفساد في الأرض وانتهاك لحرمة الأنفس المعصومة، وإثارة للفتنة»، ودعت الخطباء لفضح «أعمال ومخططات هذه الفئة الضالة وبيان حكم ما اقترفوه من جرائم، والتأكيد على أهمية الأمن والاستقرار». في حين أعرب المثقفون السعوديون من شعراء ونقاد، الذين يقيمون مهرجان الشعر العربي الثاني في منطقة الباحة عن استنكارهم لهذه الحادثة مؤكدين أنهم سيواجهون خلف قيادتهم هذا الفكر المتطرف بسلاح الكلمة، وأن هذه الجريمة لن تنجح في فتّ عضد الوحدة الوطنية. وفي بيان وقعه عشرات المثقفين والشعراء والنقاد والعرب المشاركين في ملتقى الباحة، وتلاه الناقد الدكتور معجب الزهراني باسمهم، أكدوا أنهم تلقوا «نبأ الحادثة الأثيمة التي جرت في مدينة الأحساء يوم العاشر من محرم وما صاحبها من عمليات إرهابية..»، و«أن المؤتمرين جميعا ضيوفا ومضيفين ومنسوبي نادي الباحة ومثقفيه يستنكرون هذه الحادثة التي لن تفت في عضد التكامل والوحدة الوطنية وأن هذه المحاولات العابثة ستزيدنا ألفة وترابطا في طرد هذه الأفكار الخبيثة التي لن تجد لها بيننا مكانا». وقال بيان المثقفين: «إننا كمثقفين نعلن استنكارنا واستهجاننا لهذا الفعل الشائن، لنعلن في ذات الوقت حرصنا على وحدة هذا الوطن العزيز وولاءنا لقيادتنا الرشيدة ووقوفنا صفا واحدا بسلاح الكلمة والفكر ضد كل مخرب وعابث سائلين الله أن يحمي وطننا العزيز وأن يوفق ولاة أمرنا لكل خير». في حين وجهت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، خطباء الجمعة للتوقف أمام الجريمة الإرهابية التي وقعت في الأحساء وأدت إلى قتل عدد من المواطنين ورجال الأمن وإصابة آخرين: «وما انطوى عليه هذه العمل من إفساد في الأرض وانتهاك لحرمة الأنفس المعصومة، وإثارة للفتنة التي قال الله فيها: (والفتنة أشد من القتل)». ودعت الوزارة خطباء الجمعة لتناول هذا الموضوع الخطير في خطبهم - هذا اليوم – «بما يسهم في فضح أعمال ومخططات هذه الفئة الضالة وبيان حكم ما اقترفوه من جرائم، والتوكيد على أهمية الأمن والاستقرار، ومسؤولية كل فرد في هذا المجتمع عن ذلك، واستنكار استهداف المواطنين الآمنين ورجال الأمن، مما يعد إفسادا في الأرض، وخروجا على طاعة ولي الأمر، وسفك الدم الحرام في الشهر الحرام». وفي مشهد عاطفي ومؤثر، استقبل الأطفال المصابون في الحادث والمنومون بمستشفى الملك فهد بالأحساء عددا من زملائهم الطلاب من متوسطة «الأندلس» بالهفوف، حيث استشعر الجرحى دفء المشاعر من زملائهم الطلاب، كما كان للزيارة أثر نفسي عميق على المصابين خاصة أنها جاءت كمبادرة من طلاب لا ينتمون للقرية ولا تربطهم علاقة مباشرة مع الطلاب المصابين.