بعد أن كانت النظرة الاجتماعية لرجل الأمن السعودي تضعه في خانة "سوء التعامل" وتصل لحد "الجلافة" مع المواطنين، وتَسِمُه بضعف المهنية والتعالي.. استطاع رجال الأمن في السنوات الأخيرة تحقيق مكانة عالية من الاحترام، وحسن التعامل، والتقدير؛ بمنهجية واحترافية عالية، وتفانٍ في التصدي، والقضاء على كل صور الإرهاب والجريمة؛ مما أسهم في تغيير الانطباع السابق في المجتمع. وذكرت "سبق" في تحقيق لها، أنه في حج هذا العام تغيرت النظرة بالكامل، واكتملت أركانها من خلال حضور رجل الأمن السعودي بشكل إنساني سلس، يحترم ويقدر، ويتفاهم مع المواطنين، والمقيمين، وزوار بيت الله الحرام على اختلاف ثقافاتهم، و"نفسياتهم"؛ مستوعباً أخطاءهم وتجاوزاتهم وتصرفاتهم في أداء المناسك؛ فلا يغيب عنا صورة رجل الأمن وهو يرشّ الماء على رؤوس الحجاج لتبريدها من حرارة الطقس، وآخرون يتفانون في مساعدة كبار السن والأطفال والنساء؛ وهو ما تناقلته وسائل الإعلام المحلية والعالمية، ومواقع التواصل الاجتماعية بإيجابية، إضافة لمقاطع فيديو لتعليقات حجاج ومواطنين عبّروا عن سعادتهم، وأثنوا -بشكل كبير وغير مسبوق- على رجال أمن (أفراد وضباط)؛ لدقة التنظيم وحسن المعاملة وتيسير أمور حجهم.. وهو ما أوجد واقعاً جديداً في نفوس وعقول الناس عن رجال الأمن في السعودية، بقيادة وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز. وعلى الرغم مما هيأته الدولة ووزارة الداخلية -بقطاعاتها الأمنية المختلفة- لرجل الأمن السعودي؛ من خلال التدريب المتقدم، والتطوير، والتهيئة؛ تبرز نماذج "عسكرية" سيئة تشوّه هذا المنظر الجديد، والحضور البهي، والرقي الإنساني، تصدُر من قلة من "أفراد وضباط" ضعيفي التأهيل، ومتدني المستوى التعليمي والمهني، لا يعون دورهم الأمني والإنساني المهمين؛ لا سيما ما أظهرته مواقع التواصل الاجتماعي من مقطع فيديو ل"عسكري" لا يزال يحمل العقلية القديمة؛ يتعامل "بشراسة"، ويعتدي بالضرب على حاجّ وزوجته حاوَلَا إزاحة حاجز مقام قرب الساحات المحيطة بالمسجد الحرام.. وهذا المشهد المصور قال عنه قائد التوعية والإعلام بقوات أمن الحج: "هذا التصرف من رجل الأمن تصرّف فردي مرفوض وغير مقبول، مخالف للأنظمة والتعليمات، وأنه تمت معرفة رجل الأمن، وستتم محاسبته وفق النظام". أما اللواء سعد الخليوي، مساعد قائد قوات أمن الحج لإدارة وتنظيم المشاة وإدارة الحشود؛ فيقول: "من أهم المفاهيم التدريبية التي نغذيها في عقول رجال أمننا البواسل -طبعاً بعد طاعة الله ثم ولاة الأمر- كيفية التعامل مع ضيوف بيت الله الحرام؛ سواء من المعتمرين أو الحجاج، وبالتالي لا بد أن تنعكس تصرفات رجال الأمن على تجسيد الصورة الحسنة والإسلامية السمحة على محيا كل من يدخل إلى مكةالمكرمة". وحتى لا يعبث بهذا الواقع الجديد لرجال الأمن السعوديين الذين نفخر بهم، وتم تقديرهم وتكريمهم من أعلى المستويات، لا بد من مزيد من التدريب والتهيئة، والتطوير الفكري والبدني، والانضباط في مهنة من أشرف المهن، والعمل على تعزيز هذه الإيجابية، والمثالية، والأخلاق النبيلة، والمهنية العالية، عبر مدّ جسور التعاون والاحترام والثقة بين المواطن والجهات الأمنية؛ للوصول لشراكة مجتمعية فعلية.