بدأت قوافل حجاج بيت الله الحرام مع إشراقة صباح هذا اليوم الجمعة، التاسع من شهر ذي الحجة، خير يوم طلعت عليه الشمس، بالتوجُّه إلى صعيد عرفات الطاهر مفعمين بأجواء إيمانية، يغمرها الخشوع والسكينة، تحفهم العناية الإلهية، ملبين متضرعين، داعين الله أن يمُنَّ عليهم بالعفو والمغفرة والرحمة والعتق من النار. ووفقا لتقرير "سبق"، واكب قوافل ضيوف الرحمن إلى مشعر عرفات الطاهر متابعة أمنية مباشرة، يقوم بها أفراد مختلف القطاعات الأمنية، التي أحاطت طرق المركبات ودروب المشاة لتنظيمهم حسب خطط تصعيد وتفويج الحجيج، إلى جانب إرشادهم، وتأمين السلامة اللازمة لهم. وعلى امتداد الطرقات الموصلة بعرفات انتشر رجال المرور، يساندهم أفراد الأمن والكشافة، باذلين قصارى جهدهم لتأمين الانسيابية والمرونة في الحركة. وقد وُفّرت في مختلف أنحاء المشعر الخدمات الطبية والإسعافية والتموينية، وما يحتاج إليه ضيوف الرحمن الذين قطعوا المسافات، وتحملوا المشقة من أنحاء المعمورة؛ ليؤدوا الركن الخامس من أركان الإسلام حامدين العلي القدير على ما هداهم إليه. من جانبه، تابع كل من وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز رئيس لجنة الحج العليا وأمير منطقة مكةالمكرمة الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز رئيس لجنة الحج المركزية عملية تصعيد الحجاج إلى مشعر عرفات، موجِّهَيْن بتوفير أفضل الخدمات؛ لينعم ضيوف الرحمن بأداء النسك وهم آمنون مطمئنون. ويؤدي حجاج بيت الله الحرام اليوم صلاتَيْ الظهر والعصر جمعًا وقصرًا بآذان واحد وإقامتين في مسجد نمرة اقتداءً بسُنَّة المصطفى - عليه أفضل الصلاة والسلام - القائل "خذوا عني مناسككم". وفي مشهد مهيب، وجمع راج رحمة ربه وابتغاء مرضاته في هذا اليوم المبارك، أفضل يوم طلعت عليه الشمس، يقف الحاج على صعيد عرفات الطاهر، وعرفة كلها موقف إلا وادي عرنة. كما روى جابر - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال: "ما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة؛ ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا فيباهي بأهل الأرض أهل السماء، فيقول انظروا إلى عبادي جاؤوني شعثًا غبرًا ضاحين، جاؤوا من كل فج عميق، يرجون رحمتي، ولم يروا عذابي، فلم يُرَ يوم أكثر عتقًا من النار من يوم عرفة". ومع غروب شمس هذا اليوم تبدأ جموع الحجيج نفرتها إلى مزدلفة، ويصلون بها المغرب والعشاء، ويقفون بها حتى فجر غد العاشر من شهر ذي الحجة؛ لأن المبيت بمزدلفة واجب؛ إذ بات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصلى بها الفجر.