أكدّ "محمد نزال" عضو المكتب السياسي لحركة حماس، أن القاهرة اعتذرت بشكل رسمي عن استضافة لقاءات الحوار بين حركتي حماس وفتح، بحسب ما تم إبلاغ الحركة به عن طريق "عزام الأحمد" مسئول ملف المصالحة بحركة فتح. وبحسب "نون بوست"، قال نزال في تصريح لموقع الرسالة الفلسطيني، إنه تم الاتفاق المبدئي على أن تجري لقاءات الحوار في قطاع غزة، بعد اعتذار القاهرة، دون أن يحدد موعد اللقاءات بعد. وكانت حركة فتح قد شكلت وفدًا قياديًا يضم 5 أعضاء لجنتها المركزية، وهم "عزام الأحمد، جبريل الرجوب، صخر بسيسو، حسين الشيخ، ومحمود العالول"، بغرض استئناف مباحثات الحوار بين الحركتين بشأن تطبيق ملفات المصالحة العالقة. القاهرة من جانبها كانت قد قامت بدور الوساطة خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع، وهو ما وصفه العديد من المراقبين بأنه كان وساطة لصالح إسرائيل، وهو ما حدا بأطراف فلسطينية إلى المطالبة بعقد مفاوضات مباشرة بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي في غياب الطرف المصري. وكانت صحيفة "جيروزاليم بوست" قد قالت في مقال تحليلي نشرته إبان الحرب في يوليو الماضي إن مصر وإسرائيل تشكلان يدًا واحدة ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وأكدت أن إدانة مصر العدوان على غزة هي موقف ظاهري فقط. وفي سياق متصل، استهجن القيادي بحماس حملة التحريض المستمرة من قيادة حركة فتح ضد حركته، معتبرًا إياها محاولة للتنكر من كل التفاهمات التي تمت بين الحركتين. وقال إن "إصرار عباس على طريقته في الحديث عن حماس وإقحامه لسلاح المقاومة، دليل على تنصله للاتفاقيات الثنائية، وأنه غير معني بحكومة التوافق أو نجاحها". ودعا نزال إلى ضرورة إعادة النظر بكل التفاهمات التي تمت معها خلال الفترة الماضية، مضيفًا "نتائج المقاومة أفرزت واقعًا جديدًا يجب أن نتعامل معه بعقلانية، ومن الواضح أن عباس يبعث رسائل واضحة يتنصل عبرها من تفاهمات المرحلة الماضية، ويضع شروطًا تعجيزية حتى يدفع حماس إلى الزواية ويخرج الجميع من حالة الوفاق". وبشأن حديث جبريل الرجوب بأن حركته لن تترك منظمة التحرير لحماس، فرد نزال بالقول إن هذه التصريحات تشير إلى خطابين مزدوجين يتحدث بهما الرجوب، كونه يتحدث لحماس في الجلسات المغلقة تارة بأنه يرغب بشراكة معها وانتخابات مشتركة على قوائم موحدة، وتصريحات أخرى تشوه صورة الحركة. وكانت مصادر داخل حركة فتح قد صرحت أن لقاءً قريبًا سيُعقد في القاهرة وسيضم ممثلين عن المقاومة وممثلي حركة فتح. وكشف عضو اللجنة المركزية لحركة فتح "محمود العالول" أن اللقاء المفترض كان سيجمع قيادات من حركتي "فتح" و"حماس"، وكان من المفترض أن يناقش عدة ملفات أبرزها الموضوعات المتعلقة بالقرارات والقضايا المصيرية، كالمفاوضات والملفات الوطنية الفلسطينية من خلال إعطاء الأولوية للقضايا الوطنية ومناقشة قضايا "الإخوان المسلمين والعلاقة مع قطر". واستضافت مصر العديد من اللقاءات التي تُعد مثمرة في مسيرة المصالحة بين فتح وحماس، لاسيما بعد الثورة المصرية، إذ بدأت أولى لقاءات المصالحة بمجرد سقوط نظام حسني مبارك، وهو ما أسفر عن اتفاق للمصالحة في أبريل 2011، بعد شهرين فقط من سقوط مبارك، وهو ما أكد أن الوسيط المصري المقرب من إسرائيل، والذي عاد ليلعب بقوة من جديد، كانت له مساهمة في إجهاض محاولات المصالحة. وتواصل حركة فتح تحريضها الإعلامي على لسان قادتها والمتحدثين باسمها ضد حركة حماس، عبر شاشاتها ومواقعها الإلكترونية.