بحث وفد من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في القاهرة مع المسؤولين المصريين تأجيل توقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية في وقت تلقى فيه الرئيس محمود عباس الدعوة المصرية للمشاركة في التوقيع على الاتفاق في موعده المحدد. وأكد المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري أن وفد الحركة الذي وصل إلى القاهرة سيبحث تأجيل توقيع اتفاق المصالحة، وقال إن حركته لم تتراجع عن موقفها من الحوار الوطني الفلسطيني أو عن التزاماتها السابقة مع المسؤولين المصريين، لكنه أشار إلى أنّ تداعيات تأجيل النظر في التقرير القاضي تقرير غولدستون الخاص بالحرب الإسرائيلية ضد غزة يلقي بظلال كثيفة على آفاق الحوار. وقال أبو زهري (نؤكد تمسكنا بالحوار وكل التفاهمات التي توصلنا إليها مع المسؤولين المصريين لإبرام اتفاق المصالحة، ولا تراجع عن هذا الموقف، والحديث الذي يجري الآن حول عدم ملاءمة الظروف الحالية لعقد لقاءات مع أشخاص تورّطوا مع الاحتلال على حساب حقوق الشعب الفلسطيني). وقلّل أبو زهري من أهمية حديث السلطة الفلسطينية عن محاولة إعادة طرح تقرير غولدستون على مجلس حقوق الإنسان في جنيف الذي يتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب في حربها على غزة.ويترأس وفد حماس موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي للحركة ويضم عضوي المكتب محمد نصر ونزار عوض الله.وكان عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) جبريل الرجوب قال إن أي إرجاء لمحادثات المصالحة سيكون (خطأ). واتهم الرجوب حماس باستخدام النزاع حول تقرير غزة ذريعة لنسف اتفاق للوحدة الفلسطينية. وأكد الرجوب أن فتح حريصة على الحوار، داعيا حركة حماس إلى وقف ما سماه (التحريض) على الرئيس الفلسطيني.وفي المقابل، قال صائب عريقات عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ومسؤول دائرة المفاوضات بمنظمة التحرير في مؤتمر صحفي برام الله الجمعة إن الرئيس الفلسطيني وزعيم فتح محمود عباس تلقى دعوة مصرية للتوقيع على اتفاق المصالحة بالقاهرة يوم 25 من الشهر الجاري . وأضاف أن (الرئيس أبو مازن سيذهب شخصيا للقاهرة). وأشار عريقات إلى أن الوضع الفلسطيني (على مفترق طرق مصيري) ودعا إلى إنهاء الانقسام الداخلي وتحقيق المصالحة الوطنية. وكان مقررا عقد اجتماع للفصائل الفلسطينية في مقدمتها فتح وحماس بالقاهرة في الفترة من 24 إلى 26 أكتوبر الحالي لتوقيع اتفاق يتوج أكثر من عام من الجهد الدبلوماسي لمسؤولين مصريين سعوا لرأب الصدع في صفوف الحركة الوطنية الفلسطينية. ورفض وزير الخارجية المصرية أحمد أبو الغيط في تصريحات سابقة فكرة تأجيل التوقيع. من جهة أخرى وافقت إسرائيل والسلطة الفلسطينية على الدعوة التي وجهها لهما الموفد الأميركي الخاص لعملية السلام في الشرق جورج ميتشل لإرسال ممثليهما إلى واشنطن لمواصلة النقاش بشأن عملية السلام. جاء ذلك إثر لقاءات عقدها الموفد الأميركي في القدس ورام الله مع كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس. وفي ختام مباحثات أجراها ميتشل مع عباس أمس الأول ، قال المبعوث الأميركي إنه طلب من الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إرسال مبعوثيهما للولايات المتحدة من أجل مواصلة المباحثات في سبل استئناف المفاوضات السياسية وإحياء عملية السلام. ووصف ميتشل مباحثاته مع عباس بأنها إيجابية، وقال إن اللقاء تناول العديد من القضايا بما في ذلك إقامة الدولة الفلسطينية القابلة للحياة والعيش بسلام إلى جانب دولة إسرائيل.