اذا كان رئيس مجلس الادارة في الشركة التي تعمل فيها ينتظر مولوداً، فادعوا له ان يُرزق بطفلة، لأن احدث الدراسات تقول "إن ولادة طفلة جديدة لأي رئيس مجلس إدارة ستجعله أكثر كرماً مع موظفيه، فوجود امرأة في حياة الرجل يدفعه إلى العطاء والكرم، ويجعله أكثر مراعاة لأوضاع الآخرين ومشكلاتهم. شارك في هذه الدارسة، بحسب تقرير مجلة "الرجل"، أربعة من اهم العلماء، وقاموا بدراسة تغيّر طبيعة إنفاق رؤساء مجالس الإدارة على رواتب الموظفين، بعد أن يرزقوا بأبناء. وامتدت الدراسة على مدى عقد كامل من 1996 إلى 2006، خلص العلماء في نهايتها إلى أنه عندما يُرزق رئيس مجلس الإدارة بطفل ذكر، فإنه يميل إلى تقليص رواتب موظفيه وزيادة راتبه الشخصي، ولكن في حال رزق بطفلة وكانت هي مولودته البكر، فإنه يجنح نحو زيادة الرواتب. ويبدو أن تأثير الابنة لا يقتصر على الكرم المادي فقط، إذ أثبتت بعض الدراسات أن المشرّعين الأميركيين ينتخبون بليبرالية أكبر، عندما يكون عندهم بنات؛ حتى أنهم يميلون إلى انتخاب ممثلي الأحزاب اليسارية أكثر. والأمر نفسه ينطبق الأمر على الناخبين البريطانيين. ورغم أن البروفيسور آدم غرانت Adam Grant المتخصّص في علم النفس والدكتور المحاضر في جامعة بنسلفانيا، يرى أن المرأة والرجل متشابهان على صعيد المزايا السيكولوجية، ويستغرب وجود دراسة تعزو الكرم إلى المرأة، إلا أنه رأى في مقالة نشرها على الإنترنت أن الاعتناء بطفلة يجعل الرجل يشعر بالاهتمام والرعاية تجاه الآخرين، ويصبح أكثر تأثراً بمشكلاتهم، وهذا الأمر قد ينعكس على طريقة معاملته لموظفيه، فيما لو كان في موقع مسؤولية. أما عندما يرزق صبيّاً، فإنه يبحث جاهداً عن سبل لتوفير المال وزيادته ليبقى لابنه في المستقبل. كما أكد غرانت في الوقت نفسه أن القول بأن المرأة هي سبب كرم الرجل، لا ينتقص من خصاله الحميدة. فوجود المرأة في حياة الرجل يشعل شرارة الكرم، لكن فعل الكرم نفسه يحتاج إلى إرادة نابعة من رغبة حقيقية لدى الرجل. وفي دراسة ترأستها عالمة النفس أليس إيغلي Alice Eagly الأستاذة المحاضرة في جامعة نورث وسترن North Western ونشرت في نوفمبر عام 1986، تحت عنوان "النوع وتأثيره في التصرفات" Gender and Helping Behaviour، خلص الباحثون إلى أن النساء يملن إلى العطاء ومساعدة المقربين. كما أن الرجل يشعر بضرورة حماية أخته منذ الصغر، وهذا الإحساس يظل معه حتى عندما يغادر منزل الأهل ويواجه العالم الخارجي، حيث يظل يشعر بالحاجة إلى حماية المستضعفين. وهذا الأمر يجعله أكثر استعداداً لمساعدة النساء أكثر من نظرائه من الرجال. إلا أن تأثير المرأة لا يقتصر على دفع الرجل نحو الكرم أو جعله أكثر حساسية ورغبة بالحماية فقط، إذ أثبتت الدراسات المختلفة أن الشركات والمؤسسات تؤدي عملاً أفضل عندما يكون هناك الكثير من النساء في أدوار قيادية عليا، خاصة عندما يتعلق الأمر بالابتكار والتطوير. حيث خلص البروفسوران ديزو Dezso و روس Ross إلى أنه بين عامي 1992 و 2006، عندما أدخلت الشركات النساء في مناصب إدارية عالية، ارتفعت الأرباح بنسبة 1% أو ما يعادل أكثر من 40 مليون دولار أميركي. وعزيا السبب في ذلك إلى أن المرأة عندما تنضم إلى إدارة أي مؤسسة، تحفز نظراءها على التعامل مع الموظفين بكرم، وأن يزيدوا الحوافز والتعاون ويشجعوا الموظفين على الابتكار، ما ينعكس إيجاباً على أداء الشركة أو المؤسسة. دور المرأة في تحسين شخصية الرجل لا يقتصر على كونها ابنة فقط، بل إن وجودها أختاً مهم أيضاً. من دون أن ننسى دورها أماً وزوجة، حيث لاينفك المليونير الأميركي بيل غيتس Bill Gates مؤسس مايكروسوفت Microsoft يؤكد أن زوجته ووالدته لهما فضل كبير في جعله يسهم بالكثير من الأموال لمصلحة الجمعيات الخيرية المختلفة. وهذا التصريح صادر عن رجل أعمال تبرع بأكثر من 28 مليار دولار أميركي.