من كان جده وجدته يعانيان اليوم من اكتئاب يمكنه أن يشتري لهما "ايكس بوكس" أو "بلاي ستيشن". لم لا؟ فقد أثبتت دراسة حديثة أن الألعاب الإلكترونية يمكن أن تكون أفضل دواء ضد الاكتئاب لدى كبار السن. فبحسب "العرب" اللندنية، أظهرت دراسة نشرت نتائجها الثلاثاء أن التحفيز الفكري بالاستعانة بألعاب فيديو على أجهزة الكمبيوتر يمكن أن تؤتي بنتائج إيجابية لدى بعض الأشخاص المسنين الذين يعانون اكتئابا شديدا، حتى أنها قد تكون أفضل من الأدوية. ويؤثر الاكتئاب على عدد كبير من الأشخاص المسنين، وعلى الرغم من فعالية العلاج النفسي وتناول المهدئات المضادة للاكتئاب بالنسبة إلى البعض منهم، إلا أن هذه العلاجات لا تظهر أي فعالية بالنسبة إلى الكثيرين، وفق ما أشار معدو الدراسة الذين أكدوا على الحاجة إلى أدوية أكثر فعالية لمعالجة أمراض الشيخوخة. وقال الأطباء إن "الأدوية المضادة للاكتئاب غالبا ما تكون مفاعيلها بطيئة ونتائجها منقوصة وغير ثابتة. لا يشفى سوى ثلث المرضى". وأعد الاختصاصيون الأميركيون والصينيون برامج تدريب إدراكية معلوماتية واختبروها على أحد عشر شخصا تراوحت أعمارهم بين 60 و89 عاما مقاومين للعلاج، وذلك بهدف تحسين قدراتهم التعلمية وطاقات الذاكرة لديهم. وقارن الباحثون النتائج التي حصلوا عليها مع تلك التي خلصت إليها دراسة أخرى أجريت على 33 بالغا عولجوا بأحد أبرز العقاقير المضادة للاكتئاب المعروف ب"ايسيتالوبرام" بدل علاجهم الذي يستعين بتقنيات إلكترونية. وأشار معدو الدراسة إلى أن النتائج تدفع إلى الاعتقاد بأن هذه التمارين لتحفيز القدرات الفكرية أثبتت "فعالية في تقليص عوارض الاكتئاب مشابهة لتلك التي يسجلها عقار "ايسيتالوبرام"، لكن بسرعة أكبر "في أربعة أسابيع بدلا من 12 أسبوعا". وأكدت سارا موريموتو من معهد الطب النفسي للمسنين في نيويورك والمساهمة في إعداد الدراسة أن "72 في المئة من المرضى أظهروا شفاء كاملا من الاكتئاب". وأقر الباحثون الحاجة إلى إجراء دراسة سريرية مكتملة على عدد أكبر من المرضى لتأكيد هذه النتائج، لكنهم أبدوا أملهم في أن تساعد دراستهم على إجراء مزيد من الأبحاث بشأن العلاجات البديلة للاكتئاب.