كشف فريد الديب محامي الرئيس المخلوع حسني مبارك النقاب عن أن النيابة العامة حصلت على شهادة رسمية في أيار/ مايو 2011 من جهاز المخابرات الحربية ممهور بتوقيع مديره في ذلك الوقت اللواء عبدالفتاح السيسي ينفي تماما شبهة تلقي مبارك أي عمولات في صفقات أسلحة، ويغلق هذا الباب نهائيا، على حد تعبيره. وبحسب ما نقله موقع "عربي 21"، أشار الديب إلى أنه طبقا لهذا الخطاب فإن مبارك غير مدان بأي قضايا تتعلق بحصوله على عمولات خاصة في صفقات توريد الأسلحة، وهو ما يعني أن كل البلاغات المقدمة ضده في هذا الشأن باتت بلا قيمة. وزعم الديب أن مبارك قال له إنه تنحى عن الحكم، وفوض إدارة شؤون البلاد للجيش، لأنه يعلم المخطط المفروض على مصر؛ بوصول جماعة الإخوان للحكم، لذلك كانت المؤسسة العسكرية الأقدر على مواجهتها. وأشار إلى أنه بعد أن أنهى 4 أيام من المرافعة، فهو يعتبر أن الجوهر الأساسي الذي اعتمد عليه فى كتابة دفوعه هو شهادات الشخصيات المهمة التي كانت مطلعة على صناعة القرار في مصر في ذلك الوقت، "إضافة للمعلومات التي تلقيتها من الرئيس مبارك، واللواء حبيب العادلي"، حسبما قال. وأشار إلى أن مبارك يرى أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة أدار المرحلة الانتقالية بحكمة، وأنه لو كان قد فكر في أي صدام، لكان سيناريو التدخل الخارجي جاهزا. وحول اختلاف الظروف السياسية فيما يخص ملابسات نظر القضية قال: "سابقا كانت هناك أمور تخفى، وتحديدا أيام حكم الإخوان، وأستعين بحديث ثروت الخرباوي، أن الإخوان هم من أطلقوا لفظ المخلوع على مبارك". وعن ثورة 25 يناير قال: "فيه ناس خرجت بمنتهى الشفافية والصدق والإخلاص، لها مطالب والرئيس مبارك كان قد بدأ في الاستجابة لها، لكن ده لم يكن المطلوب وقتها.. المطلوب لم يكن حل المشكلة من تلك الجماعة الإخوانية وأنصارها من حماس وحزب الله.. كانوا عايزين الدم يكتر عشان يحققوا المخطط"، بحسب مزاعمه. واستشهد بمقولة اللواء حمدي بدين، قائد الشرطة العسكرية الأسبق، أمام المحكمة: "عايز تولع الدنيا.. سيَّح دم"، فوقوع قتلى يسهم في تزايد أصابع الاتهامات للشرطة، بحسب الديب. ونسب الديب إلى المشير حسين طنطاوي وزير الدفاع أيام مبارك أنه أخبره بأن جهودا تمت لمحاولة إثناء مبارك عن قرار التنحي، لكن مبارك رفض، مشيرا إلى أن القيادات السابقة للمجلس الأعلى للقوات المسلحة قالت بالنص: "لم نمارس أي ضغوط ليتخذ قرار التنحي". وأشار إلى أن فكرة أن يكون طنطاوي نائبا لرئيس الجمهورية كانت مطروحة، وتم عرضها عليه بالفعل، ليس بغرض الإطاحة به، ولكنها ترقية، فمبارك كان يريد أن يقدم نائبا مثلما قدمه السادات للشعب، ومثلما قدم جمال عبدالناصر السادات للشعب أيضا. وحول معلومات مبارك بخصوص إمكان وجود مؤامرة خارجية، قال الديب: "الراجل عنده معلومات طبعا من خلال التقارير التي وصلت له من جهاز أمن الدولة أو من المخابرات العامة، وهناك مقطع فيديو احتفظ به لكونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة أثناء حديثها لعدد من النشطاء قالت لهم: "إحنا قطعنا فلوس من المعونة اللي رايحة مصر.. وادينهالكم.. انتو اللي معرفتوش تعملوا حاجة.. وإحنا ما نقدرش نعمل كل حاجة"، وتمت إذاعة هذا المقطع فيش المحكمة، وجاء نص ما قالته وزيرة الخارجية الأمريكية كالتالي: "قمنا بمنح 50% من المساعدات الأمريكية لتعزيز الديمقراطية لمجموعات ليست مسجلة لدى الحكومة". وحول توجه مجموعة من أنصار مبارك إلى مستشفى المعادي العسكري للاحتفال بيوم ميلاده، قال الديب: "مبارك كان فرحا جدا، لكن أنا اللي كنت زعلان إن الأمر ينتهي بينا إلى مجموعة صغيرة"، على حد تعبيره. وعن الحالة الصحية لمبارك، قال إنه مريض بانسداد في الشرايين، فضلا عن ذبذبات جزيئية في القلب، وقصور في وظائف الكلى، إضافة لأعراض الشيخوخة، باعتباره تخطى ال86 عاما، حسبما قال.