في الوقت الذي رفض فيه الرئيس المصري السابق، حسني مبارك، الحديث عما جرى داخل القصر الجمهوري خلال أحداث ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011، التي أطاحت بنظامه، فقد أكد أنه كان يمكنه الاستمرار في الحكم، إلا أنه اتخذ قرار التنحي عن السلطة حفاظاً على أرواح الشعب. وقال مبارك، في تسجيل صوتي منسوب إليه، نشرته صحيفة "الوطن" القاهرية على موقعها الإلكتروني الأربعاء، إن النظام الحالي، الذي تقوده جماعة "الإخوان المسلمين"، التي كانت "محظورة" أثناء حكمه، "يحاول بهدلتي.. ولكنني لن أنكسر.. فنحن في الجيش اعتدنا على الشقا." وذكرت الصحيفة القاهرية أن التصريحات المسجلة لمبارك، والذي يقضي عقوبة الحبس الاحتياطي في مستشفى سجن طرة من أكثر من عامين، حصل عليها أحد المترددين على الرئيس السابق في المستشفى، ونفت أن تكون حصلت عليها عن طريق أحد العاملين في مصلحة السجون، أو أفراد الجيش، أو حتى العاملين بالمستشفى. وعن ظروف تركه السلطة في 11 فبراير/ شباط 2011، قال الرئيس السابق: "والله بعد موت حفيدي محمد، كنت عايز أتنحى.. كنت عايز أمشي.. هم دلوقتي عايزين يبهدلوني.. من المستشفى للسجن للمحكمة.. فاكرين إنهم بيذلوني.. لأ.. أنا في حياتي شفت أكتر من كده بكتير.. حاربت.. وإحنا في الجيش بنتعب كتير في حياتنا واتعودنا على الشقا." وتابع مبارك، بحسب التسجيل الصوتي، قائلاً: "أنا ببساطة الآن عايش ومش خايف.. ربنا هو العالم بكل شيء.. على فكرة.. أنا اتخذت قرار التنحي بنفسي ولم يضغط علىّ أحد.. وكان ممكن أستمر في الحكم.. لكنني قررت التنحي حفاظاً على أرواح الناس وعدم إراقة الدماء." ورداً على سؤال عما إذا كان تلقى نصائح بإقالة وزير الدفاع السابق، المشير حسين طنطاوي، وقت أحداث الثورة، أجاب مبارك بقوله: "شوف.. لو كنت أقلته أيامها.. كانوا قالوا عليه بطل.. كانت الناس هتقول إني طلبت منه إنه يضرب الناس بالسلاح وهو رفض.. لازم الأمور دي الواحد يوزنها صح." وبعد أن انتقل مبارك للحديث عن الجيش المصري، الذي أشاد بقدراته القتالية والتسليحية، قائلاً: "مفيش أغلى من الجيش في مصر"، جدد المصدر (المحاور) سؤاله عن موقف المجلس العسكري أثناء الثورة، فأجاب الرئيس السابق: "بلاش تسألني عن موقف المجلس العسكري في يناير.. بعدين ممكن نتكلم." وعن الأحداث التي يشهدها الشارع المصري حالياً، قال مبارك: "والله.. أنا زعلان"، وعن رؤيته لوضع الإخوان المسلمين مع الناس، أجاب: "همه اللي اختاروهم".. وعن أداء الرئيس الحالي، محمد مرسي، وجولاته الخارجية، أجاب ضاحكاً: "أهو بيتفسح." ورداً على سؤال حول ما إذا كان يعتقد أن نائبه، ورئيس المخابرات العامة الراحل، عمر سليمان، قد مات مقتولاً، قال الرئيس السابق، في التسجيل الذي لم يمكن لCNN بالعربية التأكد من مصداقيته بصورة مستقلة: "لا.. لا لم يحدث.. عمر كان مريضاً.. كانت عنده مشكلة خطيرة في القلب.. الله يرحمه." وعما يثير غضبه في الوقت الراهن: "أكتر حاجة بتضايقني لما يقولوا الرئيس المخلوع.. من كام يوم سمعت في التليفزيون رئيس المجلس الأعلى السابق من قضايا الدولة بيقول عنى الرئيس المخلوع.. عيب.. مفيش دولة في العالم كله بتقول الرئيس المخلوع.. ده أنا اتنحيت حفاظاً على أرواح الناس.. كنت أقدر أقعد.. لكن قلت أنا أمشى..!" وتحدث الرئيس السابق، في التسجيل الصوتي، عن دور الولاياتالمتحدة وإسرائيل فيما يحدث في مصر والمنطقة العربية حالياً، مؤكداً أن "كل ما يهم أمريكا هو ضمان أمن إسرائيل في الأساس.. وطول عمرهم بيحاولوا يضغطوا على العرب من أجل هذا الهدف." وفيما رفض المحامي فريد الديب، الموكل بالدفاع عن مبارك، التعليق على التسجيل الصوتي الذي أذاعته "الوطن"، قال يسري عبد الرازق، صاحب قضية الإفراج الصحي عن الرئيس السابق، في تصريحات لCNN بالعربية، إنه يعتقد أن ما قاله مبارك "صحيح بنسبة 90 في المائة"، مشيراً إلى أنه لم يقم أي من أسرة الرئيس السابق بنفي تلك التصريحات. واعتبر عبد الرازق أن ما ذكره مبارك عن تنحيه عن السلطة "حفاظاً على أرواح المواطنين"، وكذلك ما أثاره عن مخططات أمريكية للتجسس على مصر، وإقامة قواعد عسكرية في مصر "تتطابق مع الحقيقة"، على حد قوله.