رغم المطالبات بتخفيف التدفق على الحرم المكي الشريف وما صحبه من إجراءات في تخفيض أعداد المعتمرين لما يجري من أعمال في توسعة المسجد الحرام، أطلقت الفرق الأمنية تنبيهاتها عقب صلاة المغرب مباشرة بعد أن أشعت أبواب الحرم باللون الأحمر، معلنة امتلاءه مع منع الدخول، إذ أرسلت الرسائل القصيرة «sms» على المواطنين والمقيمين في مكةالمكرمة، وطالبتهم بالتوجه إلى المساجد القريبة لامتلاء المسجد الحرام وساحاته. وبحسب "مكة أون لاين"، كان عدد من الفقهاء ورجال الدين طالبوا المواطنين والمقيمين في مكةالمكرمة بعدم أداء العمرة تحديدا في ليلة 27 لما يترتب عليها من ضرر على المعتمرين القادمين من خارج السعودية، خاصة ممن يؤخرون أداءهم للعمرة إلى هذه الليلة، والتي تكون فيها الكثافة بذروتها لظن البعض أنها ليلة القدر. وأوضح وكيل كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة أم القرى الدكتور محمد السهلي، أنه من الخطأ أن يتم تركيز المصلين والمعتمرين على هذا اليوم فقط من رمضان وتجاهل الأيام الباقية منه باعتبارها ليلة القدر، وهذا من فضل الله أنه غيب هذه الليلة لكيلا يقتصر على الكسالى القيام في هذه الليلة فقط. ورصدت عدسات المصورين اكتظاظا في ساحات المسجد الحرام والطرق المؤدية إليها حيث كان أكبر كثافة للمصلين على جسر أجياد، في حين سجل عدد من الطرق اختناقات خاصة طريق المسفلة، إذ تحولت الطرق المحيطة بالمسجد الحرام إلى مصليات خاصة، وأنه بحسب إحصاءات لرئاسة شؤون المسجد الحرام فإن الشوارع والساحات المحيطة بالحرم تستوعب نحو مليون مصل. وأبان قائد القوة الخاصة لأمن المسجد الحرام اللواء يحيى الزهراني، أنه جرى التنسيق مع كافة الجهات الأمنية والخدمية العاملة على راحة وخدمة ضيوف الرحمن في المسجد الحرام، مشيرا إلى أنه بعد امتلاء الحرم وساحاته جرى تحويل المصلين. وأضاف إلى أنه جرى التنسيق مع النقل على أهمية وقف نقل المعتمرين والمصلين إلى الحرم فور امتلائه، وذلك من باب تيسير العبادة على مرتاديه، داعيا المعتمرين إلى التعاون مع رجال الأمن وتفهم التوجيهات والإرشادات في التوجه إلى الأماكن المهيأة للصلاة، وإفساح المجال للمعتمرين في الحرم القديم والمطاف والمسعى وعدم الصلاة في هذه المواقع. من جهته أكد المدير العام لأبواب المسجد الحرام عبدالله الطميح ل»مكة»، أن هناك خطة ميدانية عملية مختصة ب ليالي 27 و 28 و29 تعمل على تخفيف الازدحام والحد من التدافع بين المصلين، وطبقت تلك الخطط فور امتلاء الطواف، مشيرا إلى أنه جرى الاستعانة بالزملاء في القسم الأمني والجهات التابعة له بالمساندة في إغلاق المداخل المؤدية إلى الأبواب لمنع دخول المصلين بعد امتلاء مراحل الطواف والأرجاء الأخرى داخل الحرم بالمصلين. وأوضح أن الإغلاق جرى بالحواجز البلاستيكية التي تشير إلى اللون الأخضر، وليس بإغلاق الأبواب، وذلك لتسهيل خروج المصلين أيضا، إضافة إلى إغلاق كافة المنافذ المطلة على المطاف، وأبرزها شبوك البدروم المطلة على المطاف.