ما إن دخل المصلون في صلاة التراويح بالحرم المكي أمس الأول حتى بدأت آلات الحفر عملها في توسعة الساحات الشمالية، ما أزعج المصلين واضطر بعضهم إلى المغادرة بحثاً عن مكان آخر في الحرم يوفر لهم أجواء السكينة والعبادة. وبحسب "مكة أون لاين"، لا تقتصر المشكلة على أعمال الحفر خلال التروايح، فما إن تنتهي الصلاة حتى يصدر صوت مصدره مكبرات الصوت في التوسعة الشمالية يتسبب في إزعاج الزوار. وطالب عدد كبير من المصلين بإيقاف أعمال التوسعة في أوقات الذروة بالمناطق التي تفصل التوسعة عن صحن المطاف خصوصاً مع دخول العشر الأواخر من رمضان (تحتفظ مكة بمقطع فيديو يثبت الضوضاء التي تسببها تلك الآلات في التوسعة)، لكن إدارة المشاريع في الحرم أصرت على إن جميع أعمال توسعة الملك عبدالله متوقفة خلال شهر رمضان. وقال محمد عابدين من الجزائرل»مكة»: «نرتاد توسعة الملك عبدالله في أوقات الذروة التي لا ننوي فيها الطواف، لكونها الأكثر سعة وأريحية من حيث التهوية والخدمات، إضافة إلى مساحاتها التي تستوعب أعدادا كبيرة من الزوار والمعتمرين، لكن أصوات الآلات قطعت علينا خشوعنا في وقت نحرص فيه على اغتنام كل لحظة في مكةالمكرمة، إذ قد لا تسنح الفرصة لنا لزيارة الحرم مرة أخرى». ودعا إلى إيقاف كافة المشاريع خلال الأوقات التي تتوافد فيها الأعداد الكبيرة من ضيوف الرحمن على المسجد الحرام، تفاديا لإحداث ما يمكن أن يتسبب في قطع صلاة أو خشوع أو قراءة. وأكد شقيقه خالد عابدين أنه يستمتع بجلسة روحانية وراحة وهدوء قبل صلاة العصر لعدم وجود أي عمل، لكن ذلك يتغير في المساء، مؤكدا أن الخشوع والسكينة مقترنان بالهدوء الذي يعد من التهيئة الكاملة للموقع. جميع الأعمال متوقفة --------------------- أكد مدير إدارة المشاريع المهندس سلطان القرشي أن جميع أعمال توسعة الملك عبدالله متوقفة خلال رمضان لإراحة المصلين والزوار والمعتمرين، إلا بعض الأعمال البسيطة في المنطقة الرابطة بين توسعة الملك عبدالله وبقية مباني الحرم، وذلك خلال الفترة الماضية، وأضاف ل»مكة» أن الفترة الحالية لا تشهد أية أعمال مرتبطة بمباني الحرم، بحيث لا يؤثر على هدوء وراحة ضيوف الرحمن بما يعكر صفو عبادتهم، لافتا إلى أن رئاسة الحرمين تولي هذا الجانب اهتماما كبيرا، إذ إن خدمة الزائر والمعتمر هي الغاية الكبرى في أعمالها ومشاريعها.