نقلا عن الوطن السعودية : الوطن/ ألو.. وصلت يا شيخ؟ الشيخ عبدالمحسن العبيكان نعم وصلت الحمد لله على السلامة. الله يسلمك. فضيلة الشيخ كيف تقدم نفسك للقارئ؟ عبدالمحسن ناصر العبيكان مستشار بالديوان الملكي. أيهما أحب إليك لقب دكتور أم شيخ؟ لقب شيخ لأنني لا أحب لقب دكتور. لماذا مع أنها درجة علمية رفيعة؟ لأنها دخيلة علينا. أنت دائما يا شيخ تثير الرأي الآخر؟ أثير! نعم دائما آراؤك محل جدل بين الناس. الحمد لله أتمتع بشخصية مستقلة بالفكر والفهم والاستنباط لا أحب أن أكون إمعة ولا مقلدا لغيري مستنتجا الأحكام من نصوص الشريعة. ماذا تقصد بالشخصية المستقلة؟ لا أقلد غيري في رأي غير مقتنع به ولا أسلم عقلي للآخرين. الشفافية التي تتمتع بها هل هي نتيجة حدث معين؟ أبدا هذه جبلت عليها منذ الصغر. أنت ترى فضيلة الشيخ أن الشفافية أصبحت من ضرورات العصر؟ لا شك في ذلك لأن التقوقع يسيء إلى سمعة الإسلام والمسلمين ويجب علينا أن نحب النقاش والحوار وأن نتحاور مع الآخر. ظاهرة الاختلاف بالرأي والإقصاء لدى بعض المفكرين إلى ماذا تعزوها فضيلة الشيخ؟ كلما قل العلم وكثر الجهل حصل إقصاء الآخرين ولهذا فإن العلماء والمحققين بعيدون كل البعد عن إقصاء الآخر ما دام في مجال الاجتهاد والأخذ والرد. وأنت ترى التبادل في الرأي لا يرقى إلى الإقصاء؟ هذا صحيح. البعض يرى أن ما يتعرض له العالم الإسلامي من حملات تشهير سببها هو ضيق بعض المفكرين الإسلاميين بالرأي الآخر؟ لقد شوهت سمعة الإسلام بسبب الغلاة الجامدين الذين لا يفهمون حقيقة الإسلام، بينما الصحابة رضي الله عنهم دعوا إلى الإسلام بأفعالهم قبل أقوالهم. ما الذي يخدم الإسلام ثقافيا؟ يخدم الإسلام الفهم الصحيح للإسلام والفهم الصحيح للتعامل في نطاق النصوص الصحيحة، تقول عائشة رضي الله عنها "ما خُيّر الرسول صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما". بماذا تنصح الداعية في هذا الزمان؟ أن يلجأ إلى الأسلوب الذي يجعل الآخرين يقبلون على الدين والتدين وأنصحهم بالبعد عما يخالف الشرع والتيسير على الناس قدر الإمكان ما دام في حدود النصوص الشرعية. هل يعتزل الداعية؟ الذي يعتزل هو الفنان أو اللاعب أما الداعية فلا يجوز له الاعتزال لأنه يدعو إلى الدين. فضيلة الشيخ ماذا تذكر من مراحل الصبا وأيام الدراسة؟ أتذكر دراستي في الطائف في مدرسة دار التوحيد. وبعد دار التوحيد؟ بعدها انتقلت إلى كلية الشريعة في الرياض. كلية الشريعة؟ نعم قبل أن تكون جامعة الإمام حتى تخرجت منها وعملت بالقضاء. ما هي أول محكمة عملت بها؟ محكمة الرياض الكبرى. كنتَ قاضيا بالطبع؟ كنتُ ملازما قضائيا قبل أن أكلف. هل تذكر أول قضية استلمتها؟ مضى وقت طويل على ذلك لكن أذكر أن رئيس المحكمة رفع إلى وزارة العدل فكلفت بعمل قاضٍ بينما لم أمكث في الملازمة إلا شهرين. وبدأت العمل كقاضٍ؟ نعم. ما هي أصعب قضية مرت عليك؟ أغلب القضايا صعبة. اذكر أصعب هذه القضايا فضيلة الشيخ بعيدا عن ذكر أسماء. أذكر قضية قتل مكثت 17 عاما بين أحكام تصدرها المحكمة وتنقض من هيئة التمييز أو المجلس الأعلى. هذه القضية؟ نعم فكلفت أنا واثنان من القضاة برئاستي وحكمت بها وصدق الحكم. وانتهت تلك القضية؟ نعم انتهت. كم استغرق عملكم في القضاء؟ 17 عاما. وبعد القضاء إلى أين انتقلت؟ بعد القضاء عملت بالتفتيش القضائي. ما معنى التفتيش القضائي فضيلة الشيخ؟ التفتيش القضائي هو التحقيق في الشكاوى ضد القضاة والتحقيق معهم وكذلك الاشتراك في لجان لبحث بعض القضايا التي يصدر بها أمر من المقام السامي. واستمررت في التفتيش؟ نعم إلى أن عينت مستشارا في وزارة العدل وعضو مجلس شورى. قبل أن تعين مستشارا بالديوان الملكي؟ نعم إلى أن صدر تكليفي بالأمر الملكي الكريم بتعييني مستشارا في الديوان الملكي. كونك مستشارا هذا يعني أن مسؤولياتك أصبحت أكبر؟ نعم لأن هناك تقديرا لي من ولاة الأمر فأجد كل العون والتأييد من كبار الأمراء والمسؤولين. كيف تقضي وقتك بالبيت فضيلة الشيخ؟ كل وقتي بالتأليف والقراءة وإفتاء الناس. كم عدد مؤلفاتكم؟ كثيرة أهمها غاية المرام في شرح مغني ذوي الأفهام.. طبع منها سبعة مجلدات. في وقت فراغك أين تتنزه؟ أتنزه في المناطق الريفية والصحراوية في أوقات النزهة هذه هل تنقطع عن الناس؟ أبدا أكون على اتصال معهم إما بالرد على بعض الفتاوى أو الاشتراك ببعض البرامج. متى حزنت فضيلة الشيخ؟ حزنت لوفاة والدي ووفاة الشيخ عبدالله بن حميد ووفاة ابن باز لكن إيماني بالله أقوى. من هم أصدقاؤك؟ هناك أصدقاء خلص لا يفارقونني يومياً تقريباً. مثل من فضيلة الشيخ؟ لا أحب أن أسمي. آخر شفاعة أو وساطة قمت بها هل كانت عبر التلفون أم خطاب؟ هناك شفاعات بذلتها ونجحت. من الرجال أم من النساء؟ من الرجال والنساء. ما الذي تود قوله قبل أن ننهي هذا الحوار؟ أرجو من المشايخ وطلبة العلم أن يحترموا آراء الآخرين وألا يستعدوا الآخرين على من يخالفهم الرأي. هل من كلمة ونحن في هذا الشهر الفضيل؟ أدعو في هذا الشهر الكريم إلى التخلص من الذنوب والمعاصي والإقبال على الطاعة وكذلك إلى نبذ الخلافات والعداوات. نشكرك فضيلة الشيخ وكل عام وأنت بخير. وأنتم بخير.