تتوالى ردود الفعل العربية والدولية على التصعيد الأمني في قطاع غزة الذي يتعرض منذ أربعة أيام إلى غارات إسرائيلية أودت بحياة مئة شخص على الأقل، ردا على إطلاق "حماس" صواريخ على إسرائيل، بحسب تقرير "فرانس 24": *دانت مصر اليوم الجمعة "سياسات القمع والعقاب الجماعي" التي تتبعها إسرائيل في قطاع غزة، داعية الأسرة الدولية إلى الإسراع في وقف النزاع الذي أدى إلى سقوط مئة قتيل في ظرف أربعة أيام. وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان إن "مصر ترفض تماما التصعيد الإسرائيلي غير المسؤول في الأراضي الفلسطينية المحتلة والذي يأتي في إطار الاستخدام المفرط وغير المبرر للقوة العسكرية وما يترتب عليه من إزهاق لأرواح المدنيين الأبرياء". وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وعد نظيره الفلسطيني محمود عباس بالعمل على "وقف إطلاق نار فوري وبأسرع وقت" على غزة، وذلك خلال اتصال جرى بينهما. وقد ذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن مصر أرسلت رئيس مخابراتها العامة إلى إسرائيل ليجري مباحثات لتهدئة الموقف بين إسرائيل وقطاع غزة. ومصر التي وقعت اتفاقية سلام مع إسرائيل، توسطت في وقف لإطلاق النار في 2012 بين إسرائيل وحماس كان لمصلحة الحركة الإسلامية التي تعد الفرع الفلسطيني للإخوان المسلمين الذين ينتمي إليهم الرئيس المعزول محمد مرسي. وبعد أن سحقت جماعة الإخوان المسلمين تمتنع عن القيام بتحرك فاعل بينما تنفذ إسرائيل عملية عسكرية في قطاع غزة بهدف ضرب حركة حماس حليف إسلاميي مصر على الجانب الآخر من الحدود. *وقال رئيس الحكومة التركي رجب طيب أردوغان الخميس إن العلاقات مع إسرائيل لن تعود إلى طبيعتها إذا لم توقف الدولة العبرية هجومها الدموي على قطاع غزة. وبعد مشاركته في إفطار في مدينة يوزغات في الأناضول وسط تركيا قال أردوغان "في البداية ستوقفون هذا الاضطهاد. وإذا لم يحصل ذلك لن يكون بالإمكان تطبيع العلاقات بين تركيا واسرائيل". وتوترت العلاقات بين تركيا وإسرائيل اللتين كانتا في ما مضى حليفتين إقليميتين بعد الاعتداء الذي شنته القوات الإسرائيلية في 2010 على سفينة "مافي مرمرة" في المياه الدولية وهي في طريقها لمحاولة كسر الحصار المفروض على غزة، ما أسفر عن مقتل 10 ناشطين أتراك. *ودان البيت الأبيض الهجمات الصاروخية على إسرائيل التي وصلت حتى أطراف تل أبيب وطالب الرئيس الأمريكي باراك أوباما السلطات الإسرائيلية والفلسطينية بضبط النفس ووقف موجة العنف الجديدة، مقترحا الوساطة من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين الطرفين. وجاء في بيان للبيت الأبيض أن أوباما وفي اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو "أعرب عن خشيته من خطر تصعيد النزاع وشدد على ضرورة أن تبذل كل الأطراف ما بوسعها من أجل حماية المدنيين واعتماد التهدئة". *أما الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند فدعا الخميس الإسرائيليين والفلسطينيين إلى "ضبط النفس" و"التهدئة" وقال هولاند في خطاب ألقاه قرب رينس (شمال شرق) إن "الرسالة الوحيدة التي علينا التعبير عنها هي رسالة الحوار وضبط النفس والسعي قدر الإمكان إلى التهدئة". وكان هولاند أعرب الأربعاء عن موقف مؤيد لاستراتيجية بنيامين نتانياهو مبديا "تضامن" فرنسا مع إسرائيل ومنددا "بشدة" بإطلاق الصواريخ من قطاع غزة، مؤكدا أنه "يعود للحكومة الإسرائيلية أن تتخذ كل التدابير لحماية سكانها في مواجهة التهديدات". وإثر صدور بيان الرئاسة، ارتفعت أصوات في اليسار الفرنسي منتقدة موقف هولاند المؤيد للحكومة الإسرائيلية. *ودانت الأممالمتحدة من جانبها الإطلاق الأخير للصواريخ من غزة على إسرائيل داعية إلى "التحلي بأقصى درجات ضبط النفس". *ونتانياهو بدوره أكد أن توسيع الحملة العسكرية جاء في أعقاب جهود للتوصل إلى تهدئة، بيد أن حركة حماس لم تستجب لذلك، واختارت التصعيد على حد قوله. وأكد نتانياهو ملوحا بعملية برية "نحن لن نتسامح مع الهجمات الصاروخية على مدننا. لذلك أمرت باستدعاء 40 ألف جندي احتياط للمشاركة في العمليات ضد الإرهابيين من حماس وغيرها من المنظمات في قطاع غزة". وتوعدت كتائب القسام الذراع المسلح لحركة حماس عدوها ب"معركة طويلة"، وقال أبو عبيدة الناطق باسم الكتائب في بيان "إننا قد أعددنا أنفسنا لمعركة طويلة جدا مع العدو ليست كما يقول بعض قادته لأسبوع أو لعشرة أيام بل لأسابيع طويلة وطويلة جدا". *من جهته أكد محمود عباس فى كلمة وجهها لشعبه "سنتوجه إلى كل المنظمات والمؤسسات الدولية من أجل إيقاف هذا العدوان، والحكومة ستوفر أقصى ما تستطيع من احتياجاتٍ إنسانية لأبناء شعبنا". *ودانت الحكومة الأردنية بشدة العملية العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة، مطالبة إسرائيل بوقف "الاعتداء الوحشي" فورا. وأعرب محمد المومني، وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة، في بيان عن "شجب الحكومة وإدانتها للعدوان العسكري الذي تشنه إسرائيل على قطاع غزة" محذرا من "أثار الاعتداء الوحشي وما قد يجره من انعكاسات سلبية على القطاع والمنطقة بأسرها". وطالب "بوقفه فورا والابتعاد عن كل أشكال التصعيد والتحريض" داعيا "المجتمع الدولي إلى التدخل الفاعل لوقف التغول الإسرائيلي". *كما دانت إيران بقوة الهجمات التى يشنها النظام الإسرائيلي ضد الفلسطينيين فى قطاع غزة، ودعت المجتمع الدولي للتحرك. وقالت مرزية الأفخم المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية "يجب على الدول الغربية وأنصار النظام الصهيوني منع كارثة إنسانية ووقف الضربات ضد الفلسطينيين من خلال تبني مواقف قوية".